مع بدء التصويت .. الهيئة الوطنية للانتخابات تتابع فتح لجان الإعادة بانتخابات الشيوخ فى 26 دولة    تنسيق المرحلة الثالثة.. القوائم المُحدثة لمؤسسات التعليم العالي المُعتمدة فى مصر    وزير الخارجية والهجرة يلتقي نظيره الإيراني    حدث في غزة .. استشهاد الصحفي معاذ أبو طه في مجزرة إسرائيلية ضد الصحفيين    أبرزهم محمد هانى .. تعرف علي غيابات لاعبي الأهلى أمام غزل المحلة اليوم    الأرصاد : صور الأقمار الصناعية تكشف وجود سحب منخفضة على شمال البلاد والقاهرة وسقوط رذاذ خفيف    لخدمة مليون مستفيد، "صناع الخير" تطلق مبادرة "تمكين" بالتعاون مع العمل والتضامن وبنك مصر    بدء الكشف الطبي للطلاب الجدد بجامعة بنها 31 أغسطس    إثيوبيا تفتح بوابات سد النهضة، وشراقي يكشف تأثير قلة الأمطار على حصة مصر    صرف تعويضات ل 75 أسرة من أهالي مساكن الإيواء بعرب المدابغ بأسيوط    أسعار الكتاكيت والبط اليوم الإثنين في بورصة الدواجن    مصرع 4 عناصر إجرامية شديدة الخطورة وضبط مخدرات وأسلحة بعدة محافظات    حسام حبيب يكشف لأول مرة سر زيارته ل شيرين في منزلها    الرعاية الصحية: الكشف على 195 ألف طالب ضمن حملة «اطمن على ابنك»    طبيب يحذر من الإفراط في تناول أدوية حموضة المعدة    ما حكم شراء حلوى مولد النبى فى ذكرى المولد الشريف؟. الأزهر للفتوى يجيب    "فليتنافس المتنافسون".. اليوم انطلاق اختبارات مسابقة "الأزهر - بنك فيصل" للقرآن الكريم بالجامع الأزهر    محكمة الجنايات تصدر الحكم في قضية «خلية داعش أكتوبر»| اليوم    «The Fantastic Four: First Steps» يحقق أكثر من 475 مليون دولار عالميًا    أثناء إنهاء إجراءات استلام الملفات.. تراشق بالألفاظ بين موظفى مكتب التنسيق يؤدى إلى زحام شديد للطلاب    ننشر أسماء مصابي حريق مستشفى جامعة قناة السويس بالإسماعيلية    ولي أمر بالمنوفية يحرر محضرًا ضد شاب من ذوي الهمم عض نجله    ننشر أسماء مصابي حريق جامعة قناة السويس بالإسماعيلية    ألمانيا تجدد دعمها لأوكرانيا وتدعو بوتين للانخراط في عملية سلام "حقيقية"    حسام حبيب يرد على شائعة القبض عليه    وزير الطيران: مشروع "مبنى 4" بمطار القاهرة يستوعب 30 مليون مسافر سنويًا    مواعيد مباريات اليوم.. نيوكاسل ضد ليفربول والأهلي أمام غزل المحلة    مي عبد الحميد: نهدف لحسن استغلال الأصول العقارية المملوكة للدولة بما يحقق التنمية العمرانية المتكاملة    ارتفاع أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم 25 أغسطس 2025    لماذا يجب الحفاظ على الصحة النفسية للأطفال؟    عامل ينهي حياة ابنه لإدمانه المخدرات فى بولاق الدكرور    إسرائيل تشن غارات جوية علي صنعاء والحوثيون: الدفاعات الجوية تصدت لأغلب الطائرات    زاد العزة من مصر إلى غزة.. قافلة المساعدات الإنسانية ال22 تدخل للفلسطينيين    حظك اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025.. توقعات الأبراج    فوز شباب الطائرة أمام تركيا فى بطولة العالم تحت 21 عاما    الوداد ليلا كورة: المترجي وقع على عقود انضمامه إلى الفريق لمدة موسمين    شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي متواصل على جنوبي قطاع غزة    في شهر عيد مولد الرسول.. تعرف على أفضل الأدعية    رسميا تنسيق المرحلة الثالثة 2025.. الكليات والمعاهد المتاحة أدبي والحد الأدنى المتوقع «قائمة كاملة»    حبس المتهمين ببيع المواد المخدرة في المطرية    وفاة المخرج عمرو سامي    حسام حبيب: سأقف بجانب شيرين حتى عودتها للساحة الفنية من جديد    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 25 أغسطس    بعد طرحه ب 24 ساعة.. الفيلم التركي «الرجل المتروك» يتصدر قائمة أفضل 10 أفلام في عدد من الدول    عقاقير السمنة.. دور فعال في الوقاية من السرطان    باسم نعيم: نقرأ عن رفض العدو .. وحماس: نتنياهو يعرقل الاتفاق .. ومع التجويع والابادة أين الرد يا وسطاء ؟!    المكتب الإعلامي في غزة: 96% من سكان القطاع بلا مأوى وسط تفاقم الكارثة الإنسانية    محمود سعد عن أنغام: لم تُجري 3 عمليات جراحية وتحسنت حالتها الصحية    محافظ الدقهلية يوقف تاكسي شهرًا لمخالفة العداد ومطالبة راكب بزيادة    وليد خليل: غزل المحلة يسير بخطى ثابتة ونثق في قدرات لاعبينا أمام الأهلي    «مستشهدًا ب الخطيب».. نجم الإسماعيلي السابق يطالب بحل مجلس نصر أبو الحسن    نقابة الصحفيين: نتابع واقعة القبض على الصحفي إسلام الراجحي    بثنائية فلاهوفيتش وديفيد.. يوفنتوس يبدأ الموسم بثنائية ضد بارما    وزير الرياضة يكشف كيفية تطبيق قانون الرياضة الجديد وموقف الوزارة من أزمة أرض الزمالك    موكب وزير الكهرباء يتعرض لحادث سير على طريق القاهرة – الإسكندرية    وكيل الصحة ببني سويف يتفقد وحدة الإسكان الاجتماعي الصحية بمنطقة ال 77 فدانًا شرق النيل    وكيل وزارة الأوقاف: المولد النبوي فرصة للاقتداء بأخلاق وتعاليم النبي    أفضل أدعية تعجيل الزواج.. تعرف عليها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أربعون يومًا على غياب الضاحك الباكي.. الساخر جلال عامر
نشر في الشروق الجديد يوم 23 - 03 - 2012

يصادف اليوم الجمعة 23 مارس 2012 مرور 40 يومًا على رحيل الكاتب الساخر جلال عامر، الذي رحل إلى مثواه الأخير، فجر الأحد 12 فبراير المنصرم، عن عمر ناهز الستين عامًا، بعد إصابته بأزمة قلبية حادة نُقل على إثرها إلى أحد المستشفيات بالإسكندرية.


ويُعد جلال عامر من أحد الكتاب الساخرين الكبار، تخرج في الكلية الحربية، وكان أحد ضباط حرب أكتوبر 1973، وشارك في تحرير مدينة القنطرة شرق، درس القانون في كلية الحقوق والفلسفة في كلية الآداب.


نُشِرت مقالاته في عدة صحف، وكان له عمود يومي تحت عنوان "تخاريف" في جريدة المصري اليوم، كما كتب في جريدة الأهالي الصادرة عن حزب التجمع وكذلك الدستور والبديل، وأشرف كذلك على صفحة مراسيل ومكاتيب للقراء في جريدة القاهرة.


ويُعد أحد أهم الكُتاب الساخرين في مصر والعالم العربي، كما يعتبر جلال عامر صاحب مدرسة في الكتابة الساخرة التي تعتمد على التداعي الحر للأفكار والتكثيف الشديد.


وكان آخر ما قاله الفقيد الراحل جلال عامر على تويتر: "مشكلة المصريين الكبرى أنهم يعيشون في مكان واحد لكنهم لا يعيشون في زمان واحد".


وقد كتب نجل الفقيد صباح يوم وفاة والده عبر صفحته الرسمية على «تويتر»: "جلال عامر لم يمت.. فكيف تموت الفكرة؟ الفكرة مقدر لها الخلود.. وداعًا يا أبي ألقاك قريبًا". وبعد وفاته أطلقت محافظة الإسكندرية اسمه على شارع بمنطقة «بحري» بحي الجمرك مسقط رأسه.


درس جلال عامر القانون في كلية الحقوق والفلسفة في كلية الآداب، وكان يكتب في مجالي القصة القصيرة والشعر وله أعمال منشوره، يتابعه يومياً مئات الآلاف في مصر والوطن العربي من خلال الجريدة ومواقع إلكترونية عديدة تتداول كتاباته. له مئات الآلاف من المعجبين على مواقع التواصل الاجتماعي مثل (فيسبوك وتويتر).


ابتدع جلال عامر مدرسة جديدة في فن الكتابة الساخرة تعتمد على التداعي الحر للأفكار والتكثيف الشديد وطرح عدداً كبيراً من الأفكار في المقال الواحد وربطها معاً بشكل غير قابل للتفكيك، بحيث تصير المقالة وحدة واحدة شديدة التماسك على الرغم من احتواءها على أفكار منفصلة عن بعضها، كما يتميز أسلوبه باحتوائه على الكثير من التوريات الرائعة التي تشد انتباه القارئ حتى نهاية المقال، كما أنها تفتح مداركه على حقائق ربما غابت عنه.


له في الأسواق كتاب "مصر على كف عفريت" وهو كتاب ساخر صدر عن «دار العين». الكتاب - كما يقول المؤلف - هو محاولة لبحث حالة وطن كان يملك غطاء ذهب فأصبح من دون غطاء بلاعة. لماذا وكيف؟ فقد بدأت مصر "بحفظ الموتى، وانتهت بحفظ الأناشيد، لأن كل مسؤول يتولى منصبه يقسم بأنّه سوف يسهر على راحة الشعب، من دون أن يحدد أين سيسهر وللساعة كام؟ في مصر لا يمشي الحاكم بأمر الدستور، بل بأمر الدكتور، ولم يعد أحد في مصر يستحق أن نحمله على أكتافنا إلا أنبوبة البوتاجاز، فهل مصر في يد أمينة أم في إصبع أميركا أم على كف عفريت؟".


صفحات الكتاب محاولة للإجابة عن هذا السؤال الذي يفجر الضحكات على واقعنا المر، نكتشف في الكتاب أنّ المؤلف كان ضابطاً في الجيش، خاض ثلاث حروب ضد إسرائيل، لكنّه يخوض الآن "حرب الثلاث وجبات". إذ يخرج المواطن لشراء الخبز وقد يعود أو لا يعود بعد معركة "الطوابير". ثقافة المؤلف واضحة طوال صفحات الكتاب، عبر الإشارة إلى أفلام عالمية وروايات يقارن بينها وبين أوضاعنا.


من أبرز روايات مصر "المصري يغرق من جديد" (في إشارة إلى حادث غرق 1030 مصرياً في البحر الأحمر في مركب أحد رجال الأعمال «عبارة السلام»)، ويكتب جلال عامر أيضاً عن زيارة المخلوع حسني مبارك إلى قبري جمال عبد الناصر وأنور السادات، وهي الزيارة السنوية التي يحرص عليها، متخيلاً ما الذي يمكن أن يقوله أمام قبر كل منهما. هكذا، سيقول أمام قبر عبد الناصر: "طبعاً أنتَ عارف أنا لا عايز أزورك ولا أشوفك بس هي تحكمات السياسة اللعينة.. حد يا راجل يعادي أمريكا؟ ويحارب المستثمرين.. على العموم ارتاح.. أنا بعت كل المصانع إلي أنت عملتها، والعمال اللي أنت مصدعنا بيهم أهم متلقحين على القهاوي...". وأمام قبر السادات، سيقرأ الفاتحة ثم يمسح وجهه وينصرف. هذه الحكاية تلخّص فعلاً ما أصاب مصر من تحولات، وتجيب عن سؤال: كيف تحولت من "أم الدنيا" إلى "أم الفساد"؟ وحالياً يتم تحضير كتاب يضم بعض أعمال الراحل جلال عامر بعنوان "قصر الكلام".


الراحل جلال عامر متزوج وله ثلاثة أبناء: رامي وراجي ورانيا.


توفي جلال عامر صباح يوم 12 فبراير 2012 إثر إصابته بأزمة قلبية أثناء مشاركته في مسيرة ضد حكم العسكر في رأس التين، عندما شاهد مجموعة من البلطجية يهاجمون المتظاهرين، فسقط وهو يردد عبارة "المصريين بيموتوا بعض" -وفق مصادر إعلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.