فى كل صباح يلتقط مفاتيح ''التاكسي الأبيض'' الذى يعمل عليه، متذكراً نصيحه صاحبة المعتادة بأن يحافظ عليه لإن ''عليه أقساط''، ثم يذهب ليفتح بابه، متفائلاً أن تفتح له الدنيا باباً واحداً يتمناه ويستحقه، "باب الإذاعة". "خالد السعيد" ليس سائق تاكسي عادي، فهو شاب فى منتصف العشرينات، حلم أياماً وأياماً أن يطل على شاشة التلفزيون، منذ صغره وهو يرى نفسه من هذه الشاشة الصغيرة يحدث العالم، تدرج عاماً بعد عام فى مراحل الدراسة الازهرية، حتى وصل به المطاف إلى كلية اللغة العربية شعبة العلاقات العامة، يتحمل عبء صعوبة الدراسة الازهرية حتى يرى حلمه النور، لم يكن يعرف أن القدر سيلقي به إلى "تاكسي أبيض". "أنا نفسى أبقى مذيع.. وواثق إنى فى يوم من الأيام إنى هحقق حلمى.. ولو محصلش مفيش قدامى غير أنى أسافر بره ".. هكذا تحدث "الشاب خالد" عن حلمه الذى طالما راوده طيلة عمره . يقول "خالد" :"أنا شاركت فى الثورة من أول يوم، وعملت كمصور فوتوغرافي لإنى أعشق التصوير، وشاركت فى صناعة فيلم "أنا والأجندة" مع بعض أصدقائى.. وصورتى موجودة على غلاف كتاب "رسالة من التحرير، وعملت فى المبيعات أيضاً وجربت عدة وظائف بعيدة عن الإعلام، لكنى احتاج الى العمل مثلى مثل أي شخص، ولم اجد عملاً فى الإعلام ، حتى إن أخر قناة سألت فيها عن وظائف قالوا لي :"لا نملك مالاً" ، فقررت أن اعمل على هذا التاكسى !" . "خالد" ابتكر طريقة جديدة لجذب زبائنه إلى التاكسى، فهو يعلق لوحة بداخله عيها الحساب الخاص به على تويتر، والذى روج له كسائق تاكسى، ليرسل له بعض الزبائن عبر موقع التواصل الاجتماعي الشهير من أجل "توصيلة" . وبلهجة إصرار على تحقيق حلمه رغم الصعوبات التي يلاقيها " للأسف أنا معنديش واسطة تشغلنى فى الإعلام.. لكن عمرى ما هتخلى عن حلمى إني أكون مذيع".