أكد فضيلة الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية، على أن المسجد على عهد الرسول ''عليه الصلاة والسلام''، كان محلا للحكومة، والتدبير، والتشاور، وكان مؤسسة كبيرة غير قاصرة على السجود، والركوع. مشيرا إلى أهمية أن يقوم المسجد بوظائف العبادة، والتعليم، والتكافل الاجتماعي، والكثير من الوظائف التي تُعين الناس، وتزكي أنفسهم، ولفت فضيلته إلى أن الزيادة في العبادة ليست ببدعة حيث كان المسلمون في مكة، والمدينة يتنافسون فيما بينهم في الزيادة في عدد ركعات التراويح. وأكد فضيلة المفتي، في خطبة الجمعة بالمسجد الكبير ببني سويف، أن الله اختص الشهر الكريم بالعديد من الخصائص، ففيه نزل القرآن، وفيه ليلة القدر وفيه مَنّ الله على المسلمين بموقعة بدر، وأضاف فضيلته :'' نزل القرآن في ليلة الرابع والعشرون من رمضان، وقد أوصانا النبي ''صلى الله عليه وسلم'' بالاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان لنتحرى ليلة القدر، وأوصى بالوتر منها، وقد ذهب كثير من العلماء إلى أن ليلة القدر ليلة خاصة تتنقل في العشر الأخيرة من رمضان، أخفاها الله كما أخفى ساعة الإجابة يوم الجمعة، وكما أخفى السبع المثاني في القرآن العظيم، وكما أخفى ساعة الإجابة في الثلث الأخير من الليل؛ لترتفع الهمم ويترصد الناس الخير ويجتهدوا فيه''. ودعا مفتي الجمهورية إلى البذل، والعطاء في رمضان، والتخلق بخلق المصطفى في كل المعاملات، والتحلي بالحكمة وقلة الكلام، مؤكدا أن رمضان شهر للعمل، والجهاد، والعطاء، ومجاهدة النفس، حيث كان النبي يدخر لأهله قوت العام كاملا فلا تبقى في بيته سوى أيام لأنه لم يكن يرد سائلا أبدا.