''مصر تشتعل''.. عنوان بات يتصدر المرحلة الماضية مع تواتر أخبار اشتعال الحرائق في مصانع، وأماكن عدة بمختلف أنحاء الجمهورية، ما زاد التساؤل حول من المسئول ومن المنوط به التعامل مع هذه الكوارث،؛ هنا يبرز دور ''الإدارة العامة للحماية المدنية''، المنوط به ''إطفاء النار''، والتعامل مع الأخطار الطبيعية والصناعية والحربية، لذل كان ل ''مصراوي'' حوار مع اللواء ابو بكر محمد على مساعد وزير الداخلية مدير الادارة العاملة للحماية المدنية ''المسئول الأول عن إطفاء مصر''. بداية: من يشعل النار في مصر؟ لسنا جهة تحديد الجناة، ولكن دورنا يبدأ مع نشوب الحريق، أو غيرها من الأخطار الطبيعية والصناعية والحربية، وتتمثل في الوقاية من الأخطار الطبيعية والصناعية والحربية والتخفيف من نتائجها وتنسيق الجهود لمواجهة تلك الأخطار , والعمل على استمرار الأداء في المرافق الهامة , ووضع الإجراءات والأعمال والتدابير المناسبة لحماية الأرواح الممتلكات العامة والخاصة تحت كل الظروف. أنتم متهمون بالتباطؤ في التعامل مع الحرائق والبلاغات التي تتلقوها؟ اتهام غير حقيقى فالتقاعس لا يوجد فى عقيدتنا، لكن قد يبدو هذا لأسباب من ضمنها عدم معرفة البعض برقم الطوارىء '' 180 '' مما يعطل من سرعة الابلاغ.
كما ان ثقافة الناس تجعلهم يحاولون اخماد الحريق وعند فشل محاولتهم يقومون بابلاغنا وعند وصول رجال الحماية المدنية وخاصة فى الامكان الشعبية يتدخلون فى اعمال الحماية المدنية ويسببون اعاقة لرجالنا. بالاضافة الى عدم افساح الطريق لسيارات الحماية المدنية والكثافة المرورية التى نعانى منها ، فمن الصعب ان يكون الوصول متاخرا نابع من قواتنا لان اسلوب تلقى البلاغ محكوم باجراءات تحقق بداية من من وقت وصول البلاغ ومتابعة السيارات بمعرفة الحماية المدنية والمديرية ومتابعة الوصول الى مكان الحادث ومتابعة مراحل البلاغ ومراحل تحقيق السيطرة وهذا لا يعطى فرصة للتاخير كمان ان وزارة الداخلية تقوم بعمل بلااغات وهمية للتحقق من سرعه التحرك لمكان البلاغ ويتم فى حالة التاخير مجازاة اى مقصر. ما حقيقة ما حدث في شركة بترول السويس ؟ مع بداية وصول البلاغ كانت قوات الحماية المدنية مقدرة لخطورة البلاغ، ودائما ما تكون نداءات البترول من اخطر النداءات لذلك كانت السرعة فى الانتقال اللى مكان الحاداث فتم ارسال قوات من السويس والقاهرة ثم وصول الدعم من المحافظات القريبة الاسماعلية والشرقية والقليوبية والمنوفية والغربية وتم التعامل مع الحريق باسلوب مكافحة خاص لان هذة النوعية من الحرائق لها تعامل خاص تعتمد فى المقام الأول على التبريد وليس على الإطفاء الذى يعتبر مرحلة ثانية فى مثل هذه الحالات حيث نقوم بتبريد الخزانات المشتعله لتقليل درجة الحرارة ثم تبريد الخزانات المجاورة منعا لانتقال النيران اليها ثم محاولة تفريغ الخزانات القريبة من المواد البترولية ثم اطفاء الخزانات المشتعلة بواسطة المادة الرغوية. لماذا استمر الحريق لفترة طويلة، ولماذا لم تستخدموا الطائرات ؟ طول مدة الحريق رجع الى الحرارة الكبيرة الناتجة عن الحريق، وهدفنا تركز فى تحجيم الحريق ومنع انتقالة اللى الخزانات الاخرى وعددها 95 خزان بالاضافة الى 4 خزانات غاز بوتجاز وهذا ما نجحنا فى منعه ثم انتقلنا الى المرحلة الثانية عن طريق الدفع بالمواد الرغوية '' الفوم '' الى ان الحرارة الشديد ادت الى تبخر المياة الموجود فى الفوم وزيادة الفوران وتصاعد ألسنة اللهب بالاضافة الى الصعوبات التى واجهناها مثل عدم وجود صف صحى بالمكان فكانت مياة الأطفاء تشكل عائق لاعمال المكافحة لكن تم السيطرة عليها فالحريق لم ستمر 72 ساعة فقط بداية من اشتعال الحريق السبت الساعة السادسة حتى يوم الثلاثاء ، اما عن استخدام الطائرات فهى لا تصلح الا فى الاماكن المفتوحة مثل الزراعات والغابات فقط ولكنها تواجدت كنوع من المحاولة لكنها لم تستخدم . ما هى المشاكل التى تعوق عمل الحماية المدنية ؟ مشاكل كثيرة على رأسها على راسها عدم وجود وسائل تامين كافية فى المصانع والفنادق و الشوارع، و ضعف ثقافة الحماية المدنية لدى بعض الجمهور ربما يعوق اعمال المكافحة. إضافة إلى أن تمويل القطاع من خلال ميزانية المحافظات ضعيف ولا يتناسب مع متطلبات التطوير والتحديث لذلك تقوم وزارة الداخلية بدعم الحماية المدنية بشكل دورى لكننا نرى ان افضل ان تكون الميزانيات من مصدر واحد ضمن وزارة الداخلية لتوحيد اصناف الشراء والاجراءات والاستفاة من مزايا الشراء المجمع ، وعلى الرغم من ذلك فقد تم تدعيم الحماية المدنية بالمحافظات فى الخمس سنوات الاخيرة بسيارات حديثة ومعدات متطورة من خلال ميزانية وزارة الداخلية ثم المنح الولية بالتنسيق مع وزارة التعاون الدولى لكن بنطمع فى دعم ميزانية التى تاتى من المحافظات لانها المصدر الاساسى . ذلك يقودنا للسؤال عن مصدر تمويل القطاع؟ الميزانية الخاصة بالحماية المدنية يتم اعتمادها ضمن ميزانية المحافظات لكن نحتاج لدعم اضافى لان معدات الحماية المدنية لابد ان تكون متطورة حتى تتناس بمع تطورالمخاطر المتزايدة فى مجال الحرايق لذلك قامت وزارة الداخلية بتقديم دعم مالى قدرة 200 مليون جنية في شكل إمدادات وتعزيزات ومعدات حديثة موزعة على كافة محافظات الجمهورية طبقاً لحاجاتها من عمليات التأمين والإنقاذ وسلامة المنشآت والمواطنين حيث شملت الامدادات 186 سيارة إطفاء مجهزة بسلالم هيدروليكية يصل ارتفاعها إلى 65 متر بخزان مياه يزن 35 طن، أربعة لانشات إطفاء لتأمين العائمات داخل مجرى النيل، 99 ماكينة إطفاء متنقلة، 4500 جهاز تنفس صناعي، 1500 طاقم ملابس إطفاء، 3000 حذاء إطفاء، 3000 خوذة إطفاء، فضلاً عن معدات الإنقاذ وهي ماكينات توليد كهرباء، وأجهزة بحث عن المفقودين تحت الأنقاض، كسارة خرسانة، ووسائل رفع الأثقال، سيارة هيكيلية للتدريب على جميع أنواع الحرائق، بالإضافة إلى سيارة مزودة بذراع إطفاء للأدوار العليا والتى تستدعي التعامل مع الخرسانة والحوائط. ما المطلوب من المواطن لكى يساعد الحماية المدنية ؟ الحريق يبدأ فى صغيرا ولو كان مواطن عرف اية اسباب الحريق وازاى يتعامل معاة ويكافح الحريق هيتم التعامل بشكل بسيط مع الحرايقة لكن الثاقفة ضعيفة عند بعض افراد المجتمع واحان بناحول رفع الوعى عند الموطان بكيفية الحماية ودا من خلال وسائل الاعلام جميعات المجتمع المدنى والتواجد فى الجماعات والمدارس واماكن التجمعات من خلال المحاضرات والندوات والزيارات لاجهزة الحماية المدنية بالقاهرة والمحافظات والتعرف على كيفية الابلاغ عن الحاريق والمساعدة فى الاطفاء . كيف يتم التعامل مع شهداء الحماية المدنية ؟ قوات الحماية المدنية يتعرضون فى كل بلاغ للخطر واذا تعرض احد منهم للشهادة يتم تكريمة ويسرى عليه جميع القواعد المالية التى تسرى على كل افراد الشرطة المصرية من صرف مستحقاتهم ومعاشتهم بشكل لائف طبفا للقواعد المالية . ماذا تقول عن دور المرأة في الحماية المدنية ؟ للمرأة دور كبير فى الحماية المدنية لذلك قمنا بتكريمها فى احتفاليه اليوم العاملى للحماية المدنية لانها اول من يشاهد الحريق ويتعامل معه لذلك كان التعاون مع جمعية الهلال الاحمر والمجلس القومى للمرأة وبرامج المرأة والطفل فى القنوات التلفزيونية.