''الشحات''..''طلعت مصطفى'' و''المرأة'' أبرز الخاسرين في الانتخابات

معركة الإعادة انتهت ومعها المرحلة الأولى من الانتخابات في 9 محافظات.. شهدنا إقبالاً كثيفًا من الناخبين، وإقبالا ضعيفًا في جولة الإعادة، وكما تنتهي المعركة بالنصر والخسارة، انتهت المعركة الانتخابية، في مرحلتها الأولى، للفوز ب 52 مقعدا في مجلس الشعب.
ووصف خبراء وسياسيون مشاركة الناخبين في جولة الإعادة بأنها مخيبة للتوقعات مقارنة بالإقبال الشديد الذي شهدته المرحلة الأولى.
وتظهر الصورة جلية بعد أن كانت ضبابية بسبب جولة الإعادة، ويظهر الناجحون، بينما ينقشع الخاسرون، ومن أبرز الخاسرين في المرحلة الأولى من الانتخابات عبدالمنعم الشحات، القيادي السلفي، الذي هاجم - قبل يوم واحد من جولة الإعادة - الكاتب والروائي نجيب محفوظ ووصف ''الشحات'' ''محفوظ'' بأنه يحرض على الرذيلة كما وجه له تهمة الالحاد والكفر.. ويبدوا أن تصريحات ''الشحات'' غير المسئولة - كما وصفها البعض - كانت لها كبير الأثر في نتائج جولة الإعادة، حيث مُني بخسارة كبيرة - بدائرة المنتزه بالاسكندرية - أمام منافسه حسني دويدار، مرشح التحالف الديموقراطي.
وحصل ''دويدار'' على 198.049 أمام ''الشحات'' الذي حصل على 169.968. ويبدوا أن مفاجآت الخسارة لم تنتهي، حيث خسر الدكتور محمد يسري، المرشح السلفي والذي تدعمه جماعة الإخوان المسلمين، بالدائرة الثالثة بمدينة نصر، أمام الدكتور مصطفي النجار مؤسس حزب العدل بفارق 43 ألف صوت.
واقتنص البدري فرغلي، رئيس اتحاد أصحاب المعاشات وأحد المعارضين للنظام السابق، مقعد العمال بمحافظة بورسعيد، أمام المرشح السلفي علي فوده، بفارق كبير من الأصوات. وفي الإسكندرية، وتحديدًا بدائرة سيدي جابر والرمل، أنهى المستشار محمود الخضيري، احتكار عائلة طلعت مصطفى لمقعد الفئات، وفاز على منافسه طارق طلعت مصطفي بالدائرة الثانية بالإسكندرية، بفارق 11 ألف صوت.
وعلى الرغم من احتفاظه بالمقعد البرلماني، خلال حكم النظام السابق، خرج البرلماني الإخواني الدكتور حمدي حسن، بعد خسارته لمقعد دائرة مينا البصل بالإسكندرية أمام مرشح حزب النور السلفي.
شفاعة المعارضة:
ولم تشفع معارضة جورج إسحاق، أحد مؤسسين حركة (كفاية)، التي تعتبر أولى الحركات السياسية التي عارضت نظام الرئيس السابق حسني مبارك، في فوزه بالمقعد البرلماني، أمام منافسه الإخواني أكرم الشاعر في بورسعيد.
ومن التطورات التي شهدتها الجولة الأولى، عدم نجاح أي امرأة في الجولة الأولى، سوى امرأة واحدة وهي الدكتورة أميمة كامل، المرشحة عن حزب الحرية والعدالة.. وفي هذا الصدد تقول ''نهال عهدي''، مرشحة الوفد، أن خسارتها ترجع إلى الأحزاب والتيارات الاسلامية التي سيطرت على الناخبين.
الكيانات الخاسرة:
الخاسرون فى الانتخابات ليسوا أشخاصًا فقط، بل كيانات أيضًا، ويرى حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، يرى أن الخاسر الوحيد من الانتخابات هو النظام السابق وفلوله الذين حاولوا طوال الأشهر الماضية الإجهاز على هذه الثورة..
واعتبر حزب الإخوان الانتخابات بوابة العبور الآمن إلى الديقراطية ونقل السلطة في مصر. ويعتقد محمد فرج، الأمين العام لحزب التجمع، إن الصراعات الداخلية داخل الأحزاب السياسية القديمة، وخاصة بحزب التجمع هى التى أدت إلى عدم حصولهم على مقاعد فى المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية، وأضاف ''حزبى الوفد والناصرى أكبر الخاسرين فى الانتخابات وأن الإسلاميين هم الفائز الأكبر، فيما تواجدت الكتلة المصرية بشكل لائق''.
ويقول وائل عبدالفتاح، الكاتب والصحفي بجريدة التحرير، أن ''الانتخابات شهدت صراعًا بين المتطرف الإسلامى، الذي يلعب على فكرة شعور الجمهور الكبير بالعار والذنب والمتطرف الليبرالى الذي يرى الدفاع عن حريته الشخصية هو الأسمى''.
ويضيف عبدالفتاح، في مقالة له بجريدة التحرير، ''الانتخابات تم تلخيصها فى إعلانات عن جيوش للخلاص الدينى وتوظيف الفقراء للدفاع ضد مصالحهم والجميع تحدث باسم شعب، لا يمكن التعامل معه على أنه كتلة واحدة، هناك شعب دافع عن إرادته ونفس الشعب باع هذه الإرادة بأنبوبة بوتاجاز أو بخمسين جنيها. الشعب حاول النظر إلى المستقبل والشعب نفسه نظر إلى الماضى بقوة! كلٌّ حسب مقاس نظارته، فمنهم من استعاد مبارك ومنهم من استعاد زمن الدولة العباسية''.
وقال مصدر في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين إن الحزب حصد 34 مقعدا فرديا من بين 45 مقعدا جرى التنافس عليها في جولة الإعادة من المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية.
وتجري انتخابات مجلس الشعب على ثلاث مراحل على مدى ستة أسابيع. وبموجب نظام معقد تشغل القوائم الحزبية ثلثي المقاعد في مجلس الشعب المكون من 498 مقعدا في حين يخصص الثلث المتبقي للمرشحين الأفراد الذين يجب أن يحصل كل منهم على أكثر من 50 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى لتجنب الإعادة.

اقرأ ايضا:
النجار يهدي فوزه لخالد سعيد ومينا دنيال وشهداء الثورة