القدس (رويترز) - قالت اسرائيل يوم الاحد انها ستبني مئات المنازل الجديدة للمستوطنين في الضفة الغربيةالمحتلة بعد مقتل زوجين اسرائيليين وثلاثة من أطفالهما في مستوطنة في هجوم أنحت اسرائيل باللائمة فيه على نشطاء فلسطينيين. وهدد مقتلهم بالاضافة الى موافقة الحكومة الاسرائيلية على بناء مزيد من المساكن للمستوطنين في الضفة الغربيةالمحتلة بعرقلة أي جهود لاحياء عملية السلام التي تدعمها الولاياتالمتحدة وجمدت بسبب التوسع الاستيطاني. وفتشت القوات الاسرائيلية محيط مستوطنة ايتمار الواقعة قرب مدينة نابلس الفلسطينية بحثا عن المهاجمين الذين تسللوا الى منزل ايهود وروتي فوجيل ليلا وطعنوهما وأولادهما الثلاثة بالمدي وهم نيام. وعثرت ابنة رابعة تبلغ من العمر 12 عاما على جثثهم بعد عودتها للمنزل من تجمع شبابي مسائي. ولم يصب طفلان اخران كانا نائمين في غرفة أخرى بالمنزل بأذى. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الحادث الذي أنحت اسرائيل باللائمة فيه على نشطاء فلسطينيين. وأعلنت الشرطة الاسرائيلية حالة التأهب في الضفة الغربية تحسبا لاي هجمات انتقامية يشنها مستوطنون على الفلسطينيين. ومع اشتداد الغضب في اسرائيل وبين المستوطنين قال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ان "الوزراء قرروا السماح ببناء" عدة مئات من الوحدات السكنية في كتل عتصيون ومعاليه أدوميم وارييل وكريات سيفر الاستيطانية بالضفة الغربية. ومن المرجح أن يثير القرار استياء دوليا ويقوي عزم الفلسطينيين على عدم العودة الى محادثات السلام التي توقفت في سبتمبر ايلول بسبب رفض نتنياهو تمديد وقف مدته عشرة أشهر لبناء المنازل الجديدة في مستوطنات الضفة الغربية. وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس "هذا قرار خاطيء ومرفوض. هذا المناخ الذي يخلقه لا يساعد الا في خلق المشاكل... السلام يحتاج الى قرارات شجاعة. هذا التوجه هو تدمير لكل شيء وسيؤدي الى مشاكل كبيرة." وقد يعزز توسيع البناء الاستيطاني في الضفة الغربية وضع نتنياهو في ائتلافه الحاكم الذي تهيمن عليه أحزاب مؤيدة للاستيطان من بينها حزب ليكود اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء. وبعد ساعات من الهجوم أصدر عباس بيانا استنكر فيه "كافة أعمال العنف الموجهة ضد المدنيين مهما كان مصدرها وأسبابها." وقال نتنياهو الذي تحدث مع عباس هاتفيا ان البيانات التي أصدرها المسؤولون الفلسطينيون ليست كافية وانهم يجب أن يتخذوا اجراءات لانهاء التحريض ضد الاسرائيليين في المدارس الفلسطينية والمساجد ووسائل الاعلام. وكان مسؤولون اسرائيلبون قالوا الاسبوع الماضي ان نتنياهو يدرس اعلان مبادرة جديدة للسلام سعيا لتحريك المفاوضات. وقال معلقون اسرائيليون انه سيواجه الان معارضة أقوى من اليمين. وقال موشي يعلون نائب رئيس الوزراء في جنازة القتلى التي حضرها ألوف الاشخاص في القدس مشيرا الى الفلسطينيين "سينظر جيراننا الى هؤلاء القتلة على أنهم أبطال." وفي مراسم التأبين تساءل يعلون عما اذا كان "أي اتفاق نوقعه (مع الفلسطينيين) سيساوي قيمة الورق الذي سيكتب عليه." ولم يحدد موعد لبدء مشاريع الاسكان الجديدة في المستوطنات التي قالت اسرائيل انها تعتزم الاحتفاظ بها في اي اتفاق في المستقبل مع الفلسطينيين. وقالت صحيفة هاأرتس الاسرائيلية ان عدد الوحدات السكنية المزمع اقامتها 500 وحدة. وتعتبر محكمة العدل الدولية المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل عام 1967 غير مشروعة. ويعيش نحو 500 الف مستوطن بين 2.5 مليون فلسطيني في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. ويخشى الفلسطينيون أن تحرمهم هذه المستوطنات من اقامة دولة تتمتع بمقومات البقاء. (شارك في التغطية مايان لوبيل في القدس وعلي صوافطة في رام الله)