اكد الرئيس السابق لحكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني الاثنين ان تصريحات رئيس الاقليم مسعود بارزاني حول حق الاكراد في "تقرير المصير" لا تعني الانفصال عن البلاد بل البقاء "ضمن العراق الموحد". وقال نيجيرفان بارزاني وهو نائب رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه عمه رئيس الاقليم مسعود بارزاني ان "من حق الشعب الكردي المطالبة بحق تقرير المصير ولكن نحن قررنا البقاء ضمن العراق الموحد". وكان بارزاني طالب السبت خلال مؤتمر للحزب الديموقراطي الكردستاني في حضور رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء المكلف نوري المالكي ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، بمنح الاكراد حق تقرير المصير. وقال بارزاني "ظلت المؤتمرات السابقة للحزب تؤكد ان الشعب الكردي يملك حق تقرير المصير. اليوم يرى الحزب ان المطالبة بحق تقرير المصير والكفاح العاصي والسلمي لبلوغ الهدف تنسجم مع المرحلة المقبلة". واكد نيجيرفان ان بعض وسائل الاعلام فسرت هذه التصريحات في شكل غير صحيح، وقال "انا مستغرب لماذا تم تفسير كلام رئيس الاقليم هكذا". واضاف ان "مسألة حق تقرير المصير للاكراد، مثل اي قومية اخرى في العالم، قد تبناها الحزب الديموقراطي وهي حق طبيعي للشعب الكردي، ولكن قرارنا هو ان يكون لنا حق تقرير المصير وان نبقى داخل العراق على اساس النظام الفدرالي". ورفض عدد كبير من السياسيين العراقيين تصريحات رئيس اقليم كردستان واعتبروا انها لا تتناسب والمرحلة الحالية. واكد نيجيرفان ان "ما تبناه القادة والسياسيون الاكراد والذي صوتنا عليه في برلمان كردستان هو ان نبقى داخل العراق الجديد". وذكر بمبادرة مسعود بارزاني في معالجة الازمة السياسية الاخيرة في العراق وقال "اعتقد ان هذه المبادرة التي قام بها الرئيس بارزاني هي اكبر دليل على ان الاكراد قرروا ان يكون حق تقرير مصيرهم ضمن عراق موحد فدرالي ديموقراطي". واشار الى ان منظمي مؤتمر الحزب الديموقراطي رفعوا العلم العراقي الى جانب العلم الكردي وتمت تلاوة النشيد الوطني العراقي ونشيد اقليم كردستان خلال المؤتمر. وقال نيجيرفان "اعيد واؤكد ان خطاب السيد رئيس الاقليم قد تم تفسيره بشكل خاطىء من قبل البعض، وما سيتبناه هذا المؤتمر هو ان +حق تقرير المصير هو مع البقاء ضمن عراق موحد ديموقراطي فدرالي، تحترم فيه جميع الطوائف وتعيش معا بخير+". وقد تاسس الحزب الديموقراطي الكردستاني العام 1946 بزعامة الملا مصطفى بارزاني، وبقي بعدها الملا، الزعيم التاريخي للاكراد، فترة 12 عاما في المنفى. وشن الحزب حركة تمرد ضد الحكومة في ايلول/سبتمبر 1961 انتهت بنكسة العام 1974، وفي العام 1976 اندلع تمرد اخر استمر حتى 1991 مع الانتفاضة الكردية. وخاض الحزب صراعا على السلطة مع منافسه الاتحاد الوطني الكردستاني استمر اكثر من اربعة اعوام وقتل خلاله ما لا يقل عن 3500 شخص. وسيطرت قوات جلال طالباني (الرئيس العراقي الحالي) المدعومة من ايران على مدينة اربيل العام 1996 ما دفع بارزاني الى الاستعانة بقوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لاستعادتها. وفي انتخابات 2010 شارك الحزبان بقائمة واحدة حصدت 59 مقعدا من اصل 111، كما شكلا ائتلافا في الانتخابات الماضية حصل على 43 مقعدا. ويتراس بارزاني اقليم كردستان فيما يتم التوافق مع الاتحاد الوطني الكردستاني على رئاستي الحكومة والبرلمان.