اصيب عدد كبير من العرب بجروح بينهم النائبان العربيان حنين الزعبي وعفو اغبارية، واعتقل عشرة اشخاص بينهم اربعة قاصرين في مدينة ام الفحم خلال مواجهات الاربعاء بين الشرطة الاسرائيلية وشبان عرب عندما دخل متطرفون يهود البلدة العربية في شمال اسرائيل. واستمرت المواجهات نحو ساعة عاد الهدوء بعدها الى البلدة. ووصل نحو 30 متطرفا يهوديا تحت حراسة مشددة من الشرطة بهدف تنظيم مسيرة في الذكرى العشرين لمقتل الحاخام مئير كاهانا المتطرف الذي كان يدعو الى طرد العرب من اسرائيل. وبدأت المواجهات مع وصول المتطرفين عندما اطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية واستخدمت خراطيم المياه لتفريق جمع من السكان والمتضامين العرب جاءوا لمنع المتطرفين من دخول البلدة. واحرق شبان ملثمون اطارات ورشقوا حجارة على الشرطة والمتطرفين اليهود. وقال عضو الكنيست العربي جمال زحالقة من حزب التجمع لوكالة فرانس برس ان "هجوم الشرطة كان مبيتا حيث اندست مجموعة من مستعربي الشرطة بين الناس وراحوا يرشقون الحجارة. وعندما اكتشفهم الناس قامت الشرطة بالهجوم". وقام المصورون الصحافيون بتصوير احد الشبان وهو يجرد احد المستعربين من قناعه، وتظهر صور اخرى المستعربين وهم يهجمون على الشبان لاعتقالهم شاهرين مسدساتهم وقد انزلقت الكوفية عن وجوههم. واضاف زحالقة"ان اجندة السلطات الاسرائيلية تدفع نحو ازمة ومواجهات مع الجماهير العربية، والشرطة هي بخدمة العنصرية فلقد تظاهرنا ضد عناصر يمثلون العنصرية وضد الحكومة باغلبيتها الفاشية العنصرية". واصيب النائبان العربيان، حنين الزعبي في ظهرها ورقبتها بشظايا قنبلة صوتية، و الدكتور عفو اغبارية في كاحله وساقه بقنبلة غاز. وقال اغبارية لوكالة فرانس برس "تلقيت علاجا في مستشفى العفولة ولكني بانتظار نتائج الاشعة للعظام حتى ياذنوا لي بمغادرة المستشفى". وقال نائب رئيس بلدية ام الفحم سهيل محاميد لوكالة فرانس برس "لقد جرح العشرات جراء اصابتهم بقنابل الغاز المسيل للدموع ومن قنابل الصوت. جميع العيادات في ام الفحم مشغولة بالجرحى، وسنعلن عن العدد النهائي لاحقا". ومن جهته قال ميكي رزنفيلد الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية "لقد اعتقلت الشرطة عشرة اشخاص بينهم اربعة قاصرين، اثناء الاخلال بالنظام في ام الفحم". واضاف الناطق انه "اصيب خمسة من افراد الشرطة بجروح طفيفة". وقال المتطرفون انهم ينظمون المسيرة للمطالبة بحظر الحركة الاسلامية في اسرائيل بزعامة الشيخ رائد صلاح. وقال عضو الكنيست مايكل بن اري من كتلة الاتحاد الوطني اليميني وهو ايضا خبير شؤون قانونية شارك في المسيرة ان "الحركة الاسلامية تنتمي الى الجهاد الاسلامي في العالم". واتهم الحركة باقامة علاقات مع حركتي حماس والجهاد الاسلامي. واضاف "صباح اليوم اتصل بي مسؤول سابق في الشين بيت (المخابرات الداخلية) وقال لي انت على حق سر للامام". ورقص ثلاثة من ناشطي اليمين الذين سمحت لهم الشرطة بالوقوف بجانب الباص الذي قدموا فيه، ورفع احدهم العلم الاسرائيلي ورفع آخرون لافتات كتب عليها "الموت للمخربين" و"السجن مدى الحياة للشيخ رائد صلاح". وقبل بدء المسيرة، تجمع مسؤولون عرب محليون وعشرات المتظاهرين يلوحون باعلام فلسطينية في البلدة، حيث انتشرت اعداد كبيرة من الشرطة. وهتف سكان عرب يلوحون باعلام فلسطينية من على اسطح المنازل "فلسطين حرة" و"بالروح، بالدم نفديك يا فلسطين". واكدالمتحدث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس "نشرنا اعدادا كبيرة على مشارف ام الفحم وقمنا بتعبئة وحدات خاصة للحفاظ على الهدوء خلال تظاهرة لناشطين يهود" حصلت على اذن من المحكمة العليا في مطلع تشرين الاول/اكتوبر. وقال عفو اغبارية ان المسيرة "عمل استفزازي للجماهير في ام الفحم والاقلية العربية للبلاد". واضاف "يحاولون نزع شرعية الوجود العربي وهذا ينسجم مع التطرف اليميني في هذه الحكومة التي تسن القوانين العنصرية". وحمل مسؤولية السماح لليمين في ام الفحم للجهاز القضائي وجهاز الشرطة. وقال احمد بويرات (75 عاما) قبل بدء المسيرة " لن يدخلوا ام الفحم الا على اجسادنا. نرحب باليهود لكن هؤلاء مجموعة فاشية وعنصرية ونازية". وقتل كاهانا الحاخام المتحدر من اصل اميركي برصاص اطلقه مصري في مانهاتن في نيويورك في تشرين الثاني/نوفمبر 1990 وحظرت السلطات الاسرائيلية حركته "كاخ" لانها تدعو الى العنصرية. الا ان المسؤولين السياسيين بين عرب اسرائيل يخشون من انتشار افكاره في ظل حكومة اليمين الحالية التي تؤيد مشروع قانون يربط بين المواطنة والولاء لاسرائيل كدولة "يهودية ديموقراطية". واعتبر عرب اسرائيل الذين يشكلون 20% من السكان القانون عنصريا وان الهدف منه هو نزع الشرعية عن هويتهم. ويعد عرب اسرائيل 3،1 مليون شخص. واقرت عدة تقارير رسمية اسرائيلية وكذلك هيئات مثل المحكمة العليا بتعرض عرب اسرائيل للتمييز اقتصاديا واجتماعيا بالرغم من انهم يحملون الجنسية الاسرائيلية. ويتحدر عرب اسرائيل من 160 الف فلسطيني لم يغادروا اراضيهم بعد قيام الدولة العبرية سنة 1948 بينما نزح اكثر من 760 الفا اخرون او طردوا من ديارهم على يد المجموعات المسلحة الاسرائيلية. وتقدر الاممالمتحدة اليوم عدد هؤلاء اللاجئين مع المتحدرين منهم بما يقارب 4,7 ملايين نسمة.