جرت مواجهات عنيفة يوم الثلاثاء في مدينة أم الفحم بين المواطنين العرب ومتطرفين يهود قاموا بمسيرة في المدينة أطلقت خلالها الشرطة الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع لتفرقة المتظاهرين. وألقى عدد من السكان الحجارة على شرطة مكافحة الشغب التي نشرت ثلاثة آلاف عنصر في المدينة. وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية وبتوجيه خراطيم المياه على المتظاهرين لتفريقهم. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن 15 من عناصرها جرحوا خلال المواجهات وأنه تم اعتقال ثلاثة أشخاص ، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 17 شخصا أصيبوا من بينهم نائب من حزب ميريتس اليساري الإسرائيلي ومسئول في الشرطة. وشاهدت مراسلة فرانس برس سيارة إسعاف تنقل احد الشبان العرب المصابين ، فيما تعرض عدد من المتظاهرين لحالات اختناق جراء الغازات التي أطلقت بكثافة. وتعد هذه المواجهات هي الأعنف من نوعها منذ 2001. وسار اليمينون المتطرفون رافعين الأعلام الإسرائيلية لفترة قصيرة وبحماية كبيرة من الشرطة عند أطراف المدينة ، بعدما منعتهم الشرطة ومئات السكان الغاضبين من دخولها. وكان المتطرفون اليهود قد طلبوا في عريضة من المحكمة العليا السماح لهم بالقيام بمسيرة في المدينة ، معقل الحركة الإسلامية في إسرائيل ، وذلك للتأكيد على حقهم في التظاهر في أي مكان في إسرائيل. ومن الشخصيات القيادية في المسيرة باروخ مارزيل الذي كان يتزعم حزب كاخ المعادي للعرب والذي تم حظره في 1994 وتم استجوابه من قبل الشرطة مرات عدة حول قضايا متصلة باعتداءات ضد العرب ، كما شارك قيادي آخر هو مايكل بن آري النائب عن حزب الاتحاد الوطني اليميني. واصطف عند مدخل المدينة مئات من العرب وناشطي السلام اليهود رافعين شعارات بالعربية والعبرية والإنجليزية بينها "لن تمر الفاشية" و"عرب ويهود ضد العنصرين والفاشيين". وهتفوا "يا مارزيل اطلع برة .. أم الفحم دايما حرة" كما رفعوا الأعلام الفلسطينية. وقال عضو الكنيست عن حزب ميرتس نيتسان هيروفيتش "جئنا الى ام الفحم لنقول لا للعنصرية والفاشية من اتباع كاهانا، نحن مع التعايش والمساواة والسلام بيننا وبين العرب". واتهم رئيس الحركة الاسلامية في اسرائيل الشيخ رائد صلاح الذي كان مشاركا في المسيرة واصيب بحالة اختناق جراء الغاز المسيل للدموع اليمين الاسرائيلي المتطرف بانه يسعى ل"شرعنة ترحيل اهلنا في الداخل الفلسطيني". اما عضو الكنيست محمد بركة الذي كان مشاركا في المسيرة فقال "لا تستطيع هذه المجموعة الفاشية الاختباء وراء حرية التعبير، هم يعترضون على وجودنا (...) وجودنا في وطننا لا يدخل ضمن باب حرية التعبير فكان علينا ان تقف ونتصدى للدعوة لاقتلاعنا".