انتهز الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد فرصة زيارته الى لبنان يوم الاربعاء ليطمئن الحكومة اللبنانية ان بلاده ستقف بجانب بيروت في مواجهة ما سماها اعتداءات اسرائيل. ويقوم احمدي نجاد باول زيارة رسمية للبنان وقوبل بحفاوة قل نظيرها في البلاد حيث اصطف الاف الشيعة على طول الطريق من المطار. وقال احمدي نجاد "ايران ستقف دائما الى جانب الدولة اللبنانية ولن تتخلى عنها... نحن طبعا سنساعد الدولة اللبنانية ضد العدوان الذي يكون دائما من قبل الكيان الصهيوني وهذا سيكون لصالح الدولة اللبنانية والمنطقة." وفي رسالة يبدو أنها تهدف لتخفيف التوتر المستمر منذ شهور بين الساسة المؤيدين للغرب وجماعة حزب الله الشيعية قال أحمدي نجاد ان ايران تؤيد أن يكون لبنان قويا وموحدا. واثارت زيارة احمدي نجاد قلق واشنطن التي تسعى لعزل ايران بسبب برنامجها النووي. كما تقول واشنطن ان دعم ايران لمقاتلي حزب الله يقوض سيادة لبنان. كما ازعجت الزيارة ايضا السياسيين المؤيدين للغرب في حكومة الوحدة الوطنية الهشة في لبنان الذين احتجوا على ان احمدي نجاد يعامل بلدهم " كقاعدة ايرانية على البحر المتوسط". لكن احمدي نجاد لم يشر في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان في القصر الرئاسي الى حزب الله مؤكدا الدعم الايراني لكل لبنان. وقال في المؤتمر الى جانب سليمان المسيحي الماروني "نحن ندعم لبنان قويا وموحدا. نحن سندعم دائما الحكومة والشعب اللبنانيين." وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الاربعاء ان بلادها ترفض أي مساع "لزعزعة الاستقرار أو اذكاء التوترات". وأضافت خلال زيارتها لكوسوفو "نحن ملتزمون للغاية بدعم الحكومة اللبنانية وهي تواجه عددا من التحديات في منطقتها ونأمل ألا يقوم أي زائر بفعل أي شيء أو يقول أي شيء من شأنه أن يسبب أو يزيد التوتر أو عدم الاستقرار في ذلك البلد." وقال وزير الطاقة والمياه جبران باسيل ان ايران وافقت على اقراض لبنان 450 مليون دولار لدعم قطاع الطاقة ومشاريع المياه. وقال ان احمدي نجاد "تقصد ان يقول ان هذه الزيارة منافعها لكل الشعب اللبناني" وليس لفريق واحد. وتشهد الحكومة اللبنانية التي تضم وزراء من حزب الله انقساما عميقا حول تحقيق دولي في مقتل رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري ومن المتوقع ان يصدر تقرير ظني عن المحكمة الدولية يتهم اعضاء في حزب الله. ويقاوم رئيس الوزراء سعد الحريري ونجل رفيق الحريري ضغوطا متصاعدة من حزب الله وحلفائه للتشكيك بصحة القرار الظني الصادر عن المحكمة قبل صدوره. وقال سليمان بعد المحادثات "تم التاكيد على اهمية صيانة الوحدة الوطنية اللبنانية وميثاق العيش المشترك ودعم الدولة ومؤسساتها وتعزيز دعائم الاستقرار والسلم الاهلي بما يساعد على مواجهة المخاطر والمؤامرات التي تسعى لزرع الفتنة بين اللبنانيين واضعاف قدراتهم الوطنية الرادعة ونشر بذور الفوضى والتشرذم في المنطقة ككل." وكان احمدي نجاد اجرى مكالمة هاتفية نادرة يوم الثلاثاء مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يدعم الزعيم السني سعد الحريري بينما تدعم ايران حزب الله لكن لم تصدر تفاصيل اضافية عن المحادثات. وعرضت ايران في اغسطس اب الماضي مساعدة عسكرية على جيش لبنان بعد اشتباك على الحدود مع اسرائيل مما دفع مشرعين امريكيين الى تعطيل تمويل الجيش اللبناني. ويتهم الغرب ايران بتسليح حزب الله الذي يقول ان لديه ترسانة فيها أكثر من 30 ألف صاروخ. وقال مسؤولون قريبون من حزب الله ان الحزب انفق منذ عام 2006 نحو مليار دولار من الاموال الايرانية على المساعدات واعادة الاعمار. وتعهدت دول الخليج مثل السعودية وقطر هي الاخرى بتقديم مساعدات. واصطف الالاف من الشيعة اللبنانيين على طريق المطار للترحيب باحمدي نجاد حيث نثروا الورود والارز عليه فبادلهم هو بالتلويح بيديه من فتحة في سقف سيارته. ورفعت الاعلام الايرانية والملصقات والبالونات والرايات المرحبة بالرئيس الضيف كما رفعت صور الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي ومؤسس الثورة الاسلامية في ايران اية الله روح الله الخميني. وقال محمود درويش (50 عاما) الذي جاء برفقة نجله لاستقبال نجاد "ان هذا اقل واجب نفعله مع صديق الشعب اللبناني. هو وقف معنا في محنة لبنان والعدوان في العام 2006 وليس كثيرا عليه ان نقف هنا لاستقباله حتى ولو وقفنا يومين متتاليين." واضاف "هو ساعدنا في اعمار لبنان ولولاه لكنا ما زالت بيوتنا مدمرة وكنا ما زلنا نعيش في الخيام حتى اليوم." ومن المقرر في وقت لاحق يوم الاربعاء أن يلقي أحمد نجاد كلمة في جنوببيروت في حشد من المفترض أن يلقي فيه السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله كلمة هو الاخر. ومن المقرر ان يزور احمدي نجاد يوم الخميس بلدات على الحدود الاسرائيلية في جنوب لبنان كانت قد تعرضت لقصف شديد من قبل اسرائيل خلال الحرب التي استمرت 34 يوما ولم تتمكن فيه اسرائيل من هزيمة حزب الله. من يارا بيومي (شاركت في التغطية ليلى بسام ومريم قرعوني من بيروت وباريسا حافظي من طهران)