عبر نائب في تحالف قوي الرابع عشر من (مارس) اليوم، الجمعة، عن ارتياحه لزيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للبنان خلال اليومين الماضيين ووصف الزيارة بأنها "أكثر من ممتازة." وكان التحالف المدعوم من الغرب ويحظى بأكبر كتلة برلمانية احتج على أن أحمدي نجاد يعامل بلدهم "كقاعدة إيرانية على البحر المتوسط." وشدد أحمدي نجاد في محادثاته مع الزعماء اللبنانيين على أن زيارته تستهدف دعم لبنان كله وليس فقط حزب الله حليف إيران، وأشاد مرارا بالساسة اللبنانيين ومن بينهم رئيس الوزراء سعد الحريري. وأتت زيارة أحمدي نجاد الرئاسية الأولى في وقت تتزايد فيه التوترات في العاصمة اللبنانية على خلفية صدور قرار اتهام متوقع للمحكمة الدولية لأعضاء في حزب الله في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري عام 2005 . وقال النائب عقاب صقر، من كتلة المستقبل البرلمانية بزعامة الحريري "الرئيس أحمدي نجاد حسم للرئيس الحريري ثلاث نقاط، أولها أن إيران تعتبر أن الفتنة في لبنان تضرب لبنان والمنطقة وتضر بإيران وتقدم خدمة مجانية لإسرائيل وثانيها أن الوفاق الوطني أهم من أي موضوع آخر وثالثها أنه يدعم الحكومة اللبنانية، انطلاقا من كونها تعبر عن الوفاق الوطني وأي موضوع آخر بما فيه المحكمة (الدولية) يمكن أن يناقش بحكمة ورويّة." وأضاف صقر لرويترز "لذلك نحن نعتبر أن هذا الموقف للرئيس الإيراني أكثر من ممتاز ويلتقي مع التوجه السعودي الذي دعا إلى المحافظة على الوفاق.. ونعتبر هذا الكلام مهما، ونعلن التزامنا الكامل به وننتظر من حزب الله (الحليف القوي لإيران) موقفا واضحا يلتقي مع الطرحين الإيراني والسعودي". وأثارت زيارة أحمدي نجاد قلق إسرائيل وواشنطن التي تسعى لعزل إيران بسبب برنامجها النووي. كما تقول واشنطن إن دعم إيران لمقاتلي حزب الله يقوض سيادة لبنان. وقالت الولاياتالمتحدة إن زيارة الرئيس الإيراني للبنان تبين أنه يواصل استخدام "أساليبه الاستفزازية". وقال أحمدي نجاد أمس الخميس في بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان على بعد أربعة كيلومترات من الحدود الشمالية لأسرائيل "الصهاينة إلى زوال". وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن أحمدي نجاد الذي دعا من قبل إلى محو إسرائيل من الخريطة يبعث برسالة عنف وتطرف "ويحول لبنان إلى منصة لخططه العدوانية ضد إسرائيل". وقال صقر "الزيارة أتت ضمن سيادة لبنان.. الرئيس أحمدي نجاد لم يخرق في زيارته القرار 1701، ولم يفعل شيئا يتعارض مع الدستور اللبناني"، مشيرا إلى القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي الذي أنهى الحرب بين حزب الله وإسرائيل عام 2006 . وأضاف صقر "إذا كانت إسرائيل قلقة من زيارة أحمدي نجاد إلى الجنوب فهذا يريحنا.. فلتقلق إسرائيل لسنا معنيين بتهدئة الخواطر الإسرائيلية، فهي لا تدع لبنان يرتاح من خروقاتها البرية والجوية والبحرية ولا من جواسيسها."