أشاد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، اليوم الخميس، من بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان قرب الحدود مع إسرائيل، بمقاومة حزب الله، وقال: إن إسرائيل إلى زوال. وقال أحمدي نجاد، في مهرجان في بلدة بنت جبيل على بعد أربعة كيلومترات من الحدود الشمالية لإسرائيل، والتي شهدت حربًا ضروسًا بين حزب الله وإسرائيل في العام 2006: "ليعلم العالم برمته أن الصهاينة إلى زوال". وأضاف، عبر مترجم: "بنت جبيل هي قلعة المقاومة وعرين الانتصارات، فالعالم يعلم أن الصهاينة قد خططوا ودبروا ذات يوم أن يهجموا على هذه المدينة الكريمة لأنهم ظنوا أن هذا الأمر يؤدي إلى وضع نهاية الشعب اللبناني، أما الآن فأين هم وأين انتم أيها الأبطال!". ومضى يقول: "أنا أعلن من هنا أن بنت جبيل حية وباقية. وليعلم القاسي والداني أن بنت جبيل تقف اليوم مرفوعة الرأس والهامة، وتقف منتصرة وعزيزة أمام كل الأعداء. "لقد استطاع أبناء بنت جبيل البررة أن يذيقوا العدو الإسرائيلي الغاشم طعم الهزيمة النكراء والمرة، كما استطعتم أيها الأعزة أن تدخلوا اليأس والقنوط إلى قلوب الصهاينة، والى قلوب كل الشياطين". ورغم تهدم معظم منازل بنت جبيل، فلم تستطع القوات الإسرائيلية إحكام سيطرتها على البلدة، وظل مقاتلو حزب الله يقارعون جنودها على مدى 34 يومًا في حرب يوليو تموز التي أدت إلى مقتل 1200 لبناني، معظمهم مدنيون، و160 إسرائيليًّا معظمهم جنود. ويعرب معظم الشيعة في لبنان عن امتنانهم للدعم الإيراني لحزب الله، والدعم الذي قدمته طهران لإعادة الإعمار منذ عام 2006. وقال الرئيس الإيراني: "اليوم لم يعد هناك من خيار أمام الصهاينة المحتلين إلا الاستسلام للأمر الواقع، وإلا العودة إلى منازلهم وأوطانهم الأصلية". وأضاف للحشود الذي انتظرته ساعات في ملعب البلدة: "أنتم أثبتم للقاصي والداني في هذا العالم أن مقاومتكم وإيمانكم وصبركم وجهدكم وجهادكم هو أقوى من كل السيوف الظالمة في يد العدو الإسرائيلي". وللكلمة التي ألقاها أحمدي نجاد، في بنت جبيل، مغزى رمزي قوي، ففي عام 2000 ألقى السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، خطاب النصر بعد يومين من انتهاء الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان الذي استمر 22 عامًا. ورحب اللبناني محمد رعد، رئيس كتلة حزب الله في البرلمان، بأحمدي نجاد، وقال: "هنا سقطت أسطورة الصهاينة في هذه المنطقة التي تمثل ثغرًا متقدمًا في مواجهة نظام الغزو والهيمنة. هنا سقطت أسطورة الصهاينة ومرغت أنوفهم. هنا انكشف زيف قوتهم وتفوقهم. هنا أذل الله جبروتهم وهنا كان الفتح المبين". وأضاف: "سيادة الرئيس، أرواح أهلنا الشرفاء والأوفياء تخفق عزًا وفخرًا بلقاك يا ابن الثورة الإسلامية.. ونشكر لكم حبكم وحرصكم ودعمكم ودأبكم لنصرة قضايا المستضعفين". وقالت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي: إن أصداء مراسم استقبال أحمدي نجاد كانت مسموعة على الجانب الإسرائيلي قبل دقائق من وصوله. ورفعت الإعلام الإيرانية والملصقات على طول الطرق الرئيسية المؤدية إلى الجنوب، حيث كتب على لافتة عملاقة عند مدخل بنت جبيل عبارة: "أهلا وسهلا" باللغتين العربية والفارسية. كما كتب على إحدى اللافتات عبارة: "الجنوب يرحب بحامي المقاومة". وأقلت الحافلات المئات من اللبنانيين من منطقة سهل البقاع وغيرها من قرى الجنوب إلى ملعب بنت جبيل. وقال حسين عياش (65 عامًا)، الذي جاء من قرية الخيام على بعد 30 كيلومترًا من مكان الاحتفال: "أنا شاركت بملعب الراية (في احتفال بالضاحية الجنوبية لبيروت يوم الأربعاء الماضي)، وأشارك هنا لإظهار دعمي لهذا المناضل محمود أحمدي نجاد الذي ضمن وجودنا وأعطى دعمًا غير محدود للمقاومة للوصول إلى التحرير". وقالت الولاياتالمتحدة: إن زيارة الرئيس الإيراني للبنان تبين أنه يواصل استخدام "أساليبه الاستفزازية"، وأثارت زيارة أحمدي نجاد قلق واشنطن التي تسعى إلى عزل إيران بسبب برنامجها النووي. وتقول واشنطن: إن دعم إيران لمقاتلي حزب الله يقوض سيادة لبنان. وأزعجت الزيارة أيضا الساسة المؤيدين للغرب في حكومة الوحدة الوطنية الهشة في لبنان الذين احتجوا على أن أحمدي نجاد يعامل بلدهم "كقاعدة إيرانية على البحر المتوسط". وفي رسالة يبدو أنها تهدف لتخفيف التوتر المستمر منذ شهور بين الساسة المؤيدين للغرب وجماعة حزب الله الشيعية قال أحمدي نجاد: إن إيران تؤيد أن يكون لبنان قويًّا وموحدًا. وقال إيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي: إن زيارة الرئيس الإيراني أظهرت كيف أصبح حزب الله يعتمد على طهران، وأن لبنان أصبح "أداة في أيدي الكيانات الأخرى