أبوجا (رويترز) - ارتفع يوم السبت الى 12 عدد قتلى انفجارين بسيارتين ملغومتين بالقرب من عرض في العاصمة أبوجا احتفالا بذكرى مرور 50 عاما على استقلال البلاد وأفادت تقارير بأن السلطات تلقت تحذيرا من الهجوم لكنها فشلت في منعه. وقال جيموه موشود المتحدث باسم شرطة العاصمة أبوجا انه تأكد مقتل 12 شخصا واصابة 17 اخرين في الانفجارين اللذين وقعا يوم الجمعة بعد نحو ساعة من اصدار جماعة حركة تحرير دلتا النيجر تهديدا في رسالة بالبريد الالكتروني. ونقلت صحيفة "ذس داي" النيجيرية عن مصادر في الرئاسة القول ان المخابرات البريطانية حصلت على معلومات عن خطط لشن هجوم ونقلت التحذير الى أبوجا ولكن دون جدوى. وقالت متحدثة باسم القصر الملكي في لندن ان دوق جلوستر الذي كان موجودا في نيجيريا وكان من المفترض أن يمثل الملكة اليزابيث الثانية في عرض عيد الاستقلال انسحب. وأكد جهاز الخدمة السرية في أكبر دول أفريقيا تعدادا للسكان انه تلقى معلومات أجنبية وأنه صعد اجراءات الامن التي شملت سحب 65 مركبة من الشوارع واغلاق طرق تؤدي الى أرض العرض. وقالت المتحدثة باسم أمن الدولة مارلين أوجار "لو كنا تجاهلناها (التحذيرات) فلربما كان الموقف أسوأ مما حدث." وندد الرئيس جودلك جوناثان - الذي يواجه انتخابات في أوائل العام القادم وهو من منطقة دلتا النيجر - بالهجمات وتعهد بتقديم مرتكبيها للعدالة. وفي الليلة التي سبقت الانفجارات داهمت قوات الامن في جنوب أفريقيا منزل هنري أوكاه وهو شخصية كبيرة في حركة تحرير دلتا النيجر في جوهانسبرج في الساعات الاولى من صباح الجمعة حسبما ذكرت ستراتفور وهي مجموعة للاستشارات الامنية. وفشلت المداهمات في الكشف عن أي أدلة تدينه وامتنعت شرطة جنوب افريقيا عن التعقيب. وقالت المتحدثة تومي شاي "لن ننفي حدوث الواقعة أو نؤكدها." وحصلت وسائل اعلام من بينها رويترز يوم الجمعة على رسالة البريد الالكتروني تحذر من القنبلة وعليها توقيع المتحدث الرئيسي باسم حركة تحرير دلتا النيجر جومو جبومو قبل نحو ساعة من الانفجارين. وبعد الانفجارات التي وقعت على بعد نحو كيلومتر استمرت استعراضات الجيش والقوات الجوية كما هو مقرر. وتقاتل حركة تحرير دلتا النيجر منذ سنوات للحصول على نصيب أكبر من ايرادات النفط لمنطقة الدلتا التي يوجد بها أكبر صناعة للنفط والغاز في افريقيا لكنها وقعت اتفاق عفو مع الحكومة في العام الماضي. ويواجه جوناثان عدة تحديات من بينها احتمال ان يصبح ابراهيم بابانجيدا حاكم نيجيريا العسكري السابق مرشحا لحزب الشعب الديمقراطي الحاكم لانتخابات الرئاسة. وقال أكيناكا ريتشارد وهو مسؤول كبير يشرف على برنامج العفو في دلتا النيجر "اعتقد أن هناك شبهة سياسية في هذا الانفجار." وأضاف "يساورنا الشك فيما اذا كان هؤلاء الناس يحاربون حقا من أجل ثورات حقيقية لشعب دلتا النيجر. ربما دفع لهم بعض الاشخاص من ذوي المكانة الرفيعة لتشويه حكومة الرئيس حوناثان." وعلاوة على تعكير صفو الاحتفالات بيوم الاستقلال فان التفجيرات قد توجه ضربة أخرى لعفو هش بالفعل تم التوصل اليه بوساطة في العام الماضي مع متمردي دلتا النيجر. وقفز انتاج نيجيريا من النفط من 1.6 مليون برميل في اليوم قبل العفو الى حوالي مليوني برميل الان حيث تمكنت شركات النفط من اصلاح خطوط الانابيب وموانيء التصدير التي جرى تخريبها. ومن شأن العودة الى العنف تقويض تلك المكاسب بما ينطوي عليه ذلك من تداعيات على النمو الاقتصادي الاوسع في نيجيريا.