كابول (رويترز) - قالت الاممالمتحدة يوم الخميس ان افة أصابت المحصول خفضت كمية الافيون المنتج في أفغانستان في عام 2010 الى النصف تقريبا عن العام الماضي لكن لم يكن هناك انخفاض في مساحة الحقول المزروعة بنبات الخشخاش. وطبقا لما ورد في تقرير سنوي عن انتاج المخدرات فان القفزة الهائلة في أسعار الافيون تعني أيضا أن أرباح المزارعين من محاصيلهم زادت زيادة كبيرة رغم أن المحصول قل عما كان لديهم في عام 2009. وتشير نتائج التقرير الى تراجع لا يذكر في حافز زراعة الخشخاش مما يوجه ضربة للمسؤولين الذين يحاولون كبح انتاج المخدرات في أفغانستان التي يقولون انها تساعد في تأجيج الحرب من خلال تمويل المسلحين وتشجيع الفساد المستشري. وهي تشير كذلك الى شبح أن يشهد العام القادم انتاجا وفيرا اذا أغرى ارتفاع الاسعار المزراعين ودفعهم للابتعاد عن زراعة المحاصيل القانونية. وقال زرار أحمد مقبل وزير مكافحة المخدرات في المؤتمر الذي عقد لاعلان التقرير في كابول "هذا هو مبعث قلقنا الاكبر". وتنتج أفغانستان منذ فترة طويلة حوالي 90 في المئة من الافيون في العالم. وقال مقبل انه رغم ان الجزء الاكبر منه يصدر للخارج الا أن عدد المدمنين في أفغانستان في ازدياد ايضا. وفي العام الماضي ارتفعت أسعار القمح وتراجعت أسعار الافيون مما دفع المزارعين الى اعادة النظر في خططهم الزراعية لعام 2009. وفي العام الحالي حدث العكس حيث تضاعف سعر كيلوجرام الافيون تسليم باب المزرعة من 64 دولارا في وقت الحصاد عام 2009 الى 169 دولارا عام 2010. وقال يوري فيدوتوف رئيس مكتب الاممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في مؤتمر صحفي في فيينا "هذه الزيادة المثيرة (في السعر) هي رد فعل السوق على الانخفاض الشديد في انتاج الافيون. "هدف زيادة عدد الاقاليم الخالية من زراعة الخشخاش معرض للخطر الان بسبب ارتفاع أسعار السوق". وتراجع الانتاج بشدة بسبب افة مجهولة الى حد كبير تسببت في تلف المحصول بالمناطق التي تزرع معظم انتاج البلاد من الافيون. كما أثمرت زراعات الخشخاش في مناطق الجنوب والغرب كميات أقل من الافيون. ولذلك فان الانتاج المتوقع يقدر بنحو 3900 طن مقارنة بنحو 6900 طن العام الماضي رغم ثبات المساحة المزروعة التي تصل الى 123 ألف هكتار. وقال التقرير ان هذا أقل انتاج منذ عام 2003. ورغم ذلك ساهم انتاج الافيون بنحو خمسة في المئة من اجمالي الناتج المحلي للبلاد عام 2010 مقابل أربعة في المئة عام 2009. وتقول وكالات انفاذ القانون ان المتمردين يكسبون زهاء مئة مليون دولار من تجارة الافيون سنويا يجري استخدامها في قتال نحو 150 ألف جندي من القوات الاجنبية في افغانستان. ولكن مازالت هناك بعض النقاط المضيئة. فقد ظلت العشرين اقليما التي كانت خالية من زراعات الخشخاش عام 2009 وتنتشر على نطاق واسع في أنحاء وسط وشمال وشرق البلاد خالية من تلك الزراعات هذا العام. وتتركز معظم زراعات الخشخاش في جنوب وغرب أفغانستان حيث معاقل التمرد مما يجعل من الصعوبة فرض قوانين مكافحة المخدرات أو حتى دعم المزارعين الراغبين في التحول لزراعة محاصيل أخرى. وقال التقرير "98 في المئة من اجمالي الزراعات تتم في تسعة أقاليم في المناطق الجنوبية والغربية بما فيها أكثر الاقاليم انعداما للامن في البلاد." لكن في اقليم هلمند حيث يزرع أكثر من نصف انتاج أفغانستان من الافيون سجل انخفاض طفيف في مساحة الاراضي المخصصة لزراعة الخشخاش رغم قوة التمرد.