الامم المتحدة (رويترز) - حث الرئيس الامريكي باراك اوباما اسرائيل يوم الخميس على ان تمدد تجميد البناء في المستوطنات والدول العربية على ان تتحرك قدما نحو اقامة علاقات طبيعية معها للمساعدة في استمرار محادثات السلام الهشة. وحث اوباما متحدثا في الجمعية العامة للامم المتحدة بعد ثلاثة اسابيع من استئناف محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة زعماء العالم على ضمان ان تكون "هذه المرة مختلفة" عن الجهود الفاشلة السابقة لانهاء الصراع المستمر منذ ستة عقود. واجتمع اوباما ورئيس الوزراء الصيني ون جيا باو على هامش دورة الجمعية العامة للامم المتحدة التي تضم 192 دولة لبحث نزاعهما بشأن العملة وقال مسؤولون امريكيون ان أوباما أكد على رغبته في ان ترتفع قيمة اليوان أسرع وبقدر أكبر. وقال اوباما لايران ان الباب ما زال مفتوحا للعمل الدبلوماسي لتبديد القلق بشأن برنامجها النووي الذي تعتقد واشنطن انه يرمي الى تطوير اسلحة لكن طهران تقول انه مخصص للاغراض السلمية فحسب. وفي كلمته امام الجمعية العامة التي استغرقت نصف ساعة تقريبا كرس اوباما معظم الوقت للصراع الاسرائيلي الفلسطيني. والمحادثات التي تجري بوساطة امريكية عرضة لخطر الانهيار قبل ان تبدأ بسبب انتهاء تجميد اسرائيل الجزئي لبناء وحدات سكنية جديدة في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلة يوم 30 سبتمبر ايلول. وترفض اسرائيل حتى الان تمديد تجميد البناء وتهديد الفلسطينيين بالانسحاب اذا لم يتم التمديد يعرض للخطر المفاوضات التي تهدف الى حل القضايا الرئيسية في الصراع خلال عام. وقال اوباما "نعتقد ان وقف الاستيطان ينبغي تمديده." وأضاف " ونحن نعتقد ايضا ان المحادثات ينبغي ان تستمر الى ان تكتمل... الان هو وقت انتهاز الفرصة حتى لا تضيع." وبينما قال اوباما ان الاقتصاد العالمي ابتعد عن حافة الركود قبل بدء محادثاته مع رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو الا انه أكد انه امام الولاياتالمتحدة والصين "مزيد من العمل الذي ينبغي القيام به" لضمان تحقيق توازن ونمو اقتصادي مستديم. وأعلن اوباما رسالته العالمية من منبر الاممالمتحدة في وقت يعاني فيه الامريكيون من تباطوء الاقتصاد الامريكي قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني والتي يتوقع ان يعاقب فيها الناخبون الديمقراطيين ويكافئون الجمهوريين. وقال مسؤول امريكي ان قضية العملة الصينية (اليوان) احتلت معظم وقت الاجتماع الذي استمر ساعتين بين اوباما وون وان رئيس الوزراء الصيني "عبر مجددا عن اعتزام الصين ... مواصلة اصلاح الية سعر الصرف". ولم يشر ون الى النزاع بشأن اليوان اثناء كلمته التي أكد فيها على تركيز الصين على تشجيع العمالة وقال ان 150 مليونا من مواطنيه يعيشون تحت خط الفقر. وقال ون "معيشة الصينيين حققت تحسنا مهما لكننا ليس لدينا بعد نظام ضمان اجتماعي كامل ونواجه ضغوطا كبيرة بشأن العمالة." وأضاف ان "الصين ما زالت دولة نامية". وحث اوباما الذي استخدم تعبيرات جريئة غير معتادة الدول التي تعهدت بدعم الفلسطينيين على تنفيذ تعهداتها بتقديم الدعم السياسي والمالي وقال "يجب عليها ان تكف عن محاولة تمزيق اسرائيل". وأضاف "كثيرون في هذه القاعة يحسبون أنفسهم أصدقاء للفلسطينيين. لكن هذه التعهدات يجب ان تقترن الان بالافعال." وقال "اولئك الذين وقعوا على مبادرة السلام العربية يجب ان ينتهزوا هذه الفرصة لجعلها حقيقية من خلال اتخاذ خطوات ملموسة نحو التطبيع الذي تعد به (هذه المبادرة) اسرائيل." وقال اوباما انه يتعين على الدول العربية ان تظهر لاسرائيل حجم المكاسب التي ستحصل عليها من السعي للسلام. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يهيمن على حكومته الائتلافية أحزاب مؤيدة للاستيطان انه لن يمدد تجميد البناء لكن بامكانه تقييد حجم المزيد من البناء في بعض المستوطنات. وكان وفد اسرائيل غائبا عن قاعة الجمعية العامة لكن متحدثة باسم الوفد الاسرائيلي في الاممالمتحدة قالت ان الغياب بسبب عيد يهودي. وقالت "انها ليست مقاطعة." ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بكلمة أوباما حسبما جاء في بيان مكتوب. وقال البيان ان الرئيس عباس عبر عن استعداده الكامل للتعاون مع الجهود الامريكية الرامية لانجاح عملية السلام.