اعتذر البابا بنديكت لضحايا الاعتداءات الجنسية يوم السبت قائلا ان رجال الدين الذين اعتدوا على اطفال جلبوا "العار والاهانة" على أنفسهم وعلى الكنيسة الكاثوليكية كلها. وفي بداية اليوم الثالث من زيارته لبريطانيا أقام البابا قداسا حضره نحو 2000 شخص في كاتدرائية ويستمنستر الكنيسة الام للكاثوليك في انجلترا وويلز ورمز كفاح الكاثوليك لتأكيد حقوقهم بعد الاصلاح الديني وقيام الكنيسة البروتستانتية منفصلة عن روما. وكانت هذه أحدث محاولة من جانب البابا البالغ من العمر 83 عاما لفهم والتعامل مع الفضيحة التي هزت الكنيسة الكاثوليكية التي يتبعها 1.1 مليار شخص وخاصة في اوروبا والولايات المتحدة. وبدأ حشد يضم الاف الاشخاص -- هو الاكبر خلال الزيارة حتى الان -- مسيرة من حديقة هايد بارك الى دوانينج ستريت المقر الرسمي لرئيس الوزراء للاحتجاج على الزيارة. وقال البابا في عظته خلال القداس الذي اقيم في الكاتدرائية التي اقيمت في اواخر القرن التاسع عشر "أفكر في المعاناة البالغة التي نجمت عن الاعتداء على الاطفال وخاصة داخل الكنيسة ومن جانب قساوسة. قبل أي شيء اخر أعبر عن أسفي العميق للضحايا الابرياء لهذه الجرائم التي لا يمكن وصفها ..." وقال "انني أقر امامكم أيضا بالعار والاهانة التي شعر بها كل منا بسبب هذه الخطايا" مضيفا انه يأمل في ان يسهم "هذا العقاب" في مداواة جرح الضحايا وتطهير الكنيسة. واعتذر البابا من قبل عن الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها قساوسة وأقر بأن الكنيسة تباطأت في التعامل مع المشكلة. لكن التصريحات التي أدلى بها يوم السبت كانت من أكثر تصريحاته المباشرة. غير ان جمعيات تتحدث باسم الضحايا قالت انها غير راضية ووصفت احداها محاسبة الاساقفة "بالعلاقات العامة وليس بالتوبة". وقالت جماعة اخرى "هذا ما نجد انه مؤلم للغاية ولا يمكن تعليله -- لماذا اذا كان البابا نادما بشدة لا يتخذ اجراء.. الاطفال الضعفاء يحتاجون الى عزل القساوسة المذنبين. الضحايا الذين اصيبوا بجرح يحتاجون الى كشف الاساقفة الفاسدين. هذا هو ما يهم. وهذا ما لن يفعله البابا." وبدأ البابا -- الذي يتوجه الى برمنجهام بوسط انجلترا يوم الاحد -- يومه الاخير في لندن بعقد اجتماعات منفصلة مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ونائب رئيس الوزراء نيك كليج وهارييت هارمان القائم بعمل زعيم المعارضة. ويقضي البابا يومه الاخير في بريطانيا يوم الاحد في برمنجهام.