يستضيف الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الاربعاء زعيمي أفغانستانوباكستان في اشارة لسعي الدول الثلاث الى تعزيز العلاقات بينها قبل أي انسحاب أمريكي من أفغانستان. وسعت موسكو لاستعادة نفوذها الاقليمي الذي فقدته في أعقاب الانسحاب السوفيتي من أفغانستان عام 1989 بعد حرب استمرت عشر سنوات. ويقول محللون روس ان أفغانستانوباكستان تتطلعان الى روسيا كمصدر للمساندة. وترتبط روسيا تقليديا بعلاقات مع الهند أوثق من علاقتها بباكستان لكن الكرملين عمل على توسيع نطاق اتصالاته في أنحاء اسيا والشرق الاوسط خلال سعيه لمزيد من النفوذ. وسيلتقي ميدفيديف بالرئيس الافغاني حامد كرزاي والرئيس الباكستاني اصف علي زرداري في منتجع سوتشي المطل على البحر الاسود لاجراء محادثات بخصوص الامن وتهريب المخدرات وهما قضيتان لموسكو مآخذ على نهج الولاياتالمتحدة بخصوصهما. وسيحضر اللقاء أيضا امام علي رحمانوف رئيس طاجيكستان الفقيرة التي يمر بها طريق رئيسي للمخدرات القادمة من أفغانستان. وذكر فيودور لوكيانوف رئيس تحرير صحيفة "روسيا في شؤون العالم" أن الاجتماع محاولة روسية لتعزيز النفوذ في منطقة تتطلع دولها الى مساندة جهات جديدة قبل الانسحاب الامريكي. وتوترت علاقات موسكوبباكستان منذ حاربت القوات السوفيتية متشددين تساندهم باكستان خلال الحرب في الثمانينات. لكن البلدين عملا على تحسين الروابط بينهما. وقال سيرجي بريخودكو كبير مستشاري ميدفيديف لشؤون السياسة الخارجية ان موسكو أرسلت يوم الاثنين طائرة طراز اليوشن 76 تحمل مساعدات لضحايا الفيضانات في باكستان رغم محنة روسيا مع حرائق الغابات. وقالت روسيا انها لن ترسل قوات الى أفغانستان التي فقدت فيها 15 ألف جندي في الحرب ابان العهد السوفيتي في الثمانينات. لكن الكرملين يأمل بتوريد طائرات نقل هليكوبتر الى أفغانستان. وقال بريخودكو "نحن مستعدون لمناقشة هذا الموضوع اذا أثاره الجانب الافغاني. الجانب الروسي مهتم بذلك وليست لدينا أي قيود." وقال القائد الامريكي لقوات الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلسي في أفغانستان يوم الاحد ان تحقيق هدف الرئيس الامريكي باراك أوباما ببدء سحب القوات بحلول يوليو تموز 2011 سيتوقف على الظروف في ذلك الوقت. وقال ألكسندر كرامتشيخين من معهد التحليل العسكري والسياسي في موسكو "الانسحاب الامريكي لا مفر منه وثمة حاجة قوية لوسطاء جدد في المنطقة." وأضاف "ترتبط موسكو مع أفغانستان بعلاقات وثيقة جدا ولها معرفة جيدة بالوضع." وأتاحت موسكو خطوط امدادات للقوات الامريكية والقوات الغربية التابعة لحلف الاطلسي في أفغانستان مصدر المخدرات غير المشروعة التي تغذي الادمان المتفشي في روسيا والتي كانت عنصرا لعدم الاستقرار في اسيا الوسطى خلال الحقبة السوفيتية. لكن ميدفيديف حذر طويلا من أن العمل العسكري وحده لن يحل مشاكل أفغانستان ولعب على وتر الغضب الافغاني من الخسائر البشرية بين المدنيين. كما انتقد علنا استراتيجية الولاياتالمتحدة وحلف الاطلسي في محاربة المخدرات في أفغانستان. وروسيا هي أكبر بلد مستهلك للهيروين من حيث عدد السكان ويقدر العدد السنوي لضحايا ادمان المخدرات فيها بنحو 30 ألف شخص. وطرحت موسكو في يونيو حزيران مبادرة عالمية لمكافحة تدفق المخدرات من أفغانستان لكن الغرب تجاهلها. وقال بريخودكو ان روسيا ستناقش سبل مساهمة منظمة معاهدة الامن الجماعي ومنظمة تعاون شنغهاي في تحقيق الامن في أفغانستان.