في محاولة للتعزيز العلاقات عقب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، استضافت موسكو أمس قمة باكستانية- أفغانية تهدف للتقارب بين الدول الثلاث . فقد أكد مساعد الرئيس الروسي سيرجي بريخودكو ، بأن الرئيس دميتري ميدفيديف سيناقش مع نظرائه الأفغاني حامد كرزاي والباكستاني آصف علي زرداري ، بمشاركة الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمانوف عددا من القضايا المتعلقة بالتسوية في أفغانستان ومكافحة الإرهاب والاتجار غير الشرعي بالمخدرات .وأشارت وكالة نوفوستي الروسية إلى أن هذا اللقاء يعتبر الثاني من نوعه، حيث ان اللقاء الأول الذي جمع الرؤساء الأربعة عقد في دوشنبه في 30 يوليو 2009. وأضاف بريخودكو أن المباحثات ستتركز على مسألة تسوية الأوضاع في أفغاستان ومكافحة الارهاب والمخدرات ، بالإضافة إلى إعادة إعمار المناطق الأفغانية وتنميتها . وأوضح في هذا الإطار أن الرؤساء الأربعة سيبحثون خلال هذا اللقاء تطوير الشراكة بشأن تحقيق استقرار الأوضاع في أفغانستان والمناطق الحدودية الأفغانية الباكستانية عن طريق اشراك منظمات كمنظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي في هذه المهمة . وأصدر الرؤساء الأربعة - عقب محادثاتهم التي استغرقت يوما واحدا- بيانا يطالبون فيه المجتمع الدولي بزيادة دعمهم لضحايا الفيضانات في باكستان. ومن المقرر أن يلتقي ميدفيديف بالرئيسين الأفغاني والباكستاني في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود لإجراء محادثات بخصوص الأمن وتهريب المخدرات وهما قضيتان يوجد لموسكو مآخذ على نهج الولاياتالمتحدة بخصوصهما. وسيحضر اللقاء أيضا إمام علي رحمانوف رئيس طاجيكستان الفقيرة التي تمر بها طريق رئيسية للمخدرات القادمة من أفغانستان. وذكر فيودور لوكيانوف رئيس تحرير صحيفة »روسيا في شئون العالم« أن الاجتماع محاولة روسية لتعزيز النفوذ في منطقة تتطلع دولها إلى مساندة جهات جديدة قبل الانسحاب الأمريكي. ويشير المحللون السياسيون إلى أن موسكو تسعى لاستعادة نفوذها الإقليمي الذي فقدته عقب الانسحاب السوفيتي من أفغانستان عام 1989 بعد حرب استمرت عشر سنوات. ويقول محللون روس إن أفغانستانوباكستان تتطلعان إلى روسيا كمصدر للمساندة. وترتبط روسيا تقليديا بعلاقات مع الهند أوثق من علاقتها بباكستان لكن الكرملين عمل على توسيع نطاق اتصالاته في أنحاء آسيا والشرق الأوسط بحثا عن المزيد من النفوذ. وعلى الصعيد الميداني ، أغلق مئات الأفغان طريقا سريعا رئيسيا في إقليم جلال أباد شرق أفغانستان احتجاجا على قتل قوات حلف الأطلنطي بقيادة الولاياتالمتحدة رجلا وابنه خلال غارة كانت تستهدف فلول حركة طالبان في المنطقة. وقد هتف المتظاهرون أمس » الموت لكرزاي« و«الموت للأمريكان». وفي الوقت ذاته ، لقي مواطنان باكستانيان مصرعهما في هجوم شنه مجموعة من المسلحين ينتمون لجماعة » جيش الإسلام« على أحد المساجد في قرية على حدود مدينة بيشاور الباكستانية، مستهدفين اثنين من الجنود المناهضين لحركة طالبان أثناء أدائهما للصلاة. أعقبه هجوم شنته نفس الجماعة على نقطة تفتيش غرب بيشاور إلا أن الهجوم الثاني لم يسفر عن سقوط أي ضحايا. ومن ناحية أخرى، أعلنت لجنة الانتخابات الأفغانية أنها ليس لديها خيار سوى إبعاد الناخبين في بعض الأجزاء الأكثر عنفا في أفغانستان عن التصويت، وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن مسئولى الانتخابات في أفغانستان قرروا إغلاق مراكز اقتراع يصل عددها الي ما يقرب من 900 مركز في أكثر المناطق عنفا خلال الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر المقبل في محاولة لمنع تكرار عمليات التزوير التي دمرت الانتخابات الرئاسية فى العام الماضى.