يدلي الناخبون في الاكوادور باصواتهم الاحد في انتخابات عامة تشكل استفتاء جديدا على اداء الرئيس المنتهية ولايته رافايل كوريا الذي يعد واحدا من اقوى قادة اليسار في اميركا اللاتينية. وما لم تحدث مفاجأة، يتوقع فوز هذا الخبير الاقتصادي البالغ من العمر 49 عاما وتنافسه في الاقتراع معارضة مشتتة ممثلة بسبعة مرشحين، من الدورة الاولى لولاية رئاسية جديدة مدتها اربع سنوات اي حتى 2017، وهي الاخيرة له بموجب القانون. ويتولى كوريا رئاسة الاكوادور التي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة منذ 2007. وكشفت آخر استطلاعات الرأي ان كوريا سيحصل على ما بين 64 و68 بالمئة من الاصوات متقدما بفارق كبير على اقوى منافسيه المصرفي المحافظ غييرمو لاسو الذي سيحصل على ما يبدو على 16 و20 بالمئة من الاصوات، يليه الرئيس القومي السابق لوسيو غوتيريز. وبنى كوريا الذي اعيد انتخابه في 2009 بعد تبني دستور يعتمد على تطلعات اشتراكية، شعبيته بفضل برامج اجتماعية وبنى تحتية تم تمويلها بعائدات النفط المرتفعة التي تشكل المصدر الرئيسي لدخل البلاد. وسيجدد الناخبون الذين سيدلون باصواتهم بين الساعة 7,00 والساعة 17,00 (12,00 و22,00 تغ) ممثليهم ال137 في البرلمان في رهان اكثر حساسية للرئيس الذي لا يتمتع حزبه تحالف السلام سوى باغلبية نسبية فيه. وخلال الحملة، قام كوريا الكاثوليكي المؤمن بجولة في جميع انحاء بلده الواقع في جبال الاندس للمطالبة بحقه في "مواصلة تغيير البلاد" ومتابعة "ثورته المواطنية". وقد عرف عن هذا العدو اللدود لليبرالية الحديثة الذي قدم من عائلة متواضعة ودرس بفضل منحة دراسية في جامعة اميركية، بمواقفه المتعنتة. فبعدما فرض تعليق الديون الخارجية، اجبر الشركات النفطية الاجنبية على دفع حصص اكبر باربعة اضعاف للدولة من اجل تمويل برامج في قطاعي الصحة والتعليم. ويقول البنك الدولي في تقريره الاخير ان حوالى ثلاثين بالمئة من الاكوادوريين ما زالوا يعيشون تحت خط الفقر في 2011، وهو معدل تؤكد الحكومة انها خفضته الى 16 بالمئة. وقد ادى شق الطرق وبناء المدارس والمستشفيات بتمويل من عائدات النفط، الى اقناع عدد كبير من الاكوادوريين بالموافقة على بقائه في السلطة لفترة طويلة لا سابق لها في تاريخ البلاد. وشهدت البلاد التي هزتها ازمة ادت الى ربط الاقتصاد بالدولار في 2009 عندما كان لاسو وزير للمالية لفترة قصيرة، تعاقب سبعة رؤساء على الاقل خلال عشر سنوات قبل وصول كوريا الى السلطة. ولكن كراهية معارضيه لم تضعف ايضا. ويؤكد لاسو الواثق من ان دورة ثانية ستجرى، انه يريد خفض الضرائب وانعاش القطاع الخاص معتبرا ان "اكوادور اخرى تظهر حاليا". وتتهم اوساط الاعمال كوريا بدفع رؤساء الاموال الى الهرب وزيادة الانفاق العام. ويخوض كوريا ايضا حربا مع المجموعات الخاصة للاتصالات. ويشن كوريا باستمرار حربا علنية على وسائل الاعلام الكبيرة الخاصة التي يتهمتها بدعم تمرد للشرطة ضده في 2010. وهو ينوي تشديد قانون لضبطها في واحد من اكثر المشاريع اثارة للجدل مع خطة تنمية صناعة المناجم التي تغضب السكان الاصليين. كما يتهمه معارضوه الذين يصفونه بالمستبد وغير المتسامح، بانه يريد ان يحل محل حليفه الفنزويلي هوغو تشافيز في رفع راية "مناهضة الامبريالية الاميركية" وان كان يبدي موقفا اكثر براغماتية حيال الولاياتالمتحدة. لكن على الرغم من قلق المنظمات الدولية، يؤكد كوريا انه مدافع عن حرية التعبير بعدما منح اللجوء الى مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج اللاجىء منذ ثمانية اشهر في سفارة الاكوادور في لندن والذي كشف اسرار الدبلوماسية الاميركية. وقد اثار كوريا غضب الولاياتالمتحدة باعلانه هذا.