باريس (رويترز) - قال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا يوم الاربعاء ان المجلس الذي يعد اكبر تكتل معارض سوري سيعيد هيكلة نفسه في قطر الاسبوع المقبل للسعي الى قوة دافعة جديدة بعد اشهر من الانتقادات بأن به انقسامات شديدة ويسيطر عليه الاسلاميون. وقال سيدا الذي كان يتحدث في باريس ان اعادة تنظيم المجلس ستسبق محادثات ازمة في العاصمة القطرية الدوحة مع معارضين آخرين للرئيس السوري بشار الاسد بهدف تشكيل حكومة انتقالية سورية. وتحرص الدول الغربية والعربية التي تدعو الى الاطاحة بالاسد على تحسين التعاون بين المعارضين الذين يحاولون الاطاحة به وبين المجلس الوطني السوري الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له. لكن كثيرا ما نشبت خلافات بين الجماعات السياسية التي يتألف منها المجلس ويعيش اغلبها في المنفى ولم تتفق في كل الاحوال مع مقاتلي المعارضة او الحركات السياسية المعارضة الاخرى التي تعمل داخل سوريا مثل الجيش السوري الحر الذي يقوده ضباط عسكريون منشقون. وقال سيدا للصحفيين بعدما وجه اليه اعضاء بالبرلمان الفرنسي اسئلة "نريد ان نشكل هذه الحكومة بأسرع ما يمكن لكن السرعة لا تعني التسرع "هناك حاجة ملحة لكن اذا لم نتشاور بشكل صحيح مع القوى المعارضة الرئيسية على الارض فستكون لدينا ساعتها حكومة ضعيفة لا نريدها." وشكل المجلس الوطني السوري في اسطنبول العام الماضي كمنظمة تنضوي تحتها الجماعات المعارضة بهدف توجيه التحول الديمقراطي اذا سقط الاسد لكن البعض يتهم المجلس بهيمنة الاسلاميين عليه. وتشمل المعارضة السورية المتفاوتة في انتماءاتها اغلبية عربية واقلية كردية واغلبية من السنة وافراد من الاقليات واسلاميين وعلمانيين وساسة في المنفى. وقال سيدا الذي من المقرر ان يستقيل من منصبه الاسبوع المقبل ان الخطوة الاولى ستتمثل في تشكيل جمعية عامة للمجلس الوطني السوري بين 15 و 17 ديسمبر كانون الاول لانتخاب قيادة جديدة وزيادة عدد الاعضاء من النساء والشبان. وسيدرج في عضويته ايضا 20 جماعة جديدة بينها لجان التنسيق المحلية وجماعات رجال الاعمال وجماعات اصغر تمثل الاكراد والتركمان والمسيحيين السوريين. واعاد سيدا الذي يصف نفسه بأنه علماني التأكيد على ان المجلس الوطني السوري يؤيد ان تكون سوريا دولة علمانية ديمقراطية تحترم حقوق الاقليات وتمنح صلاحيات للسلطات المحلية بعيدا عن الحكومة المركزية في دمشق. وقال الاستاذ الجامعي معتدل الطباع المنحدر من اصول كردية سورية ويعيش في السويد منذ 18 عاما انه في اعقاب اعادة تشكيل المجلس الوطني السوري ستلتقي فصائل "رئيسية" بالمعارضة في الدوحة بهدف التوصل لاتفاق للمضي قدما نحو تشكيل حكومة مؤقتة. ومن بين الجماعات التي ستشارك في اللقاء لجان التنسيق المحلية بالاضافة الى المجالس الثورية والعسكرية. وقال سيدا ان فرنسا وهي اول دولة تصف المجلس بأنه ممثل شرعي ستعترف بحكومة مؤقتة شاملة التمثيل بمجرد تشكيلها. وتوجه سيدا هذا الاسبوع للمرة الاولى الى شمال سوريا حيث التقى بجماعات من الداخل لكنه اعترف بأنه لا تزال هناك عقبات لتوحيد المعارضة. وقال "العقوبات موجودة لكنها ليست كبيرة. في بعض الاوقات يكون من الصعب الاتفاق تماما على كيفية الجمع بين وجهات النظر. لكننا نتفق على ان النظام ينبغي ان ينتهي. نعتقد ان بوسعنا تجاوز خلافاتنا." واضاف سيدا ان المجلس الوطني السوري يريد ان ينقل عملياته الى ما يعرف "بالمناطق المحررة" في الشمال لكن ذلك سيكون صعبا جدا الى ان تصبح هذه المناطق بمأمن من القصف. (اعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير رفقي فخري)