اسلام اباد (رويترز) - قال وزير الداخلية الباكستاني ان عناصر من الحكومة الافغانية تدعم على الارجح قائدا كبيرا في طالبان الباكستانية يقاتل للاطاحة بحكومة اسلام اباد وهي اتهامات قد تزيد التوتر بشأن الغارات التي يشنها متشددون عبر الحدود. ويقول مسؤولون باكستانيون ان قائد طالبان المعروف باسم فضل الله هو العقل المدبر لغارات على قوات الامن الباكستانية من افغانستان حيث فر قبل عدة سنوات بعد هجوم للجيش الباكستاني على معقله في وادي سوات. وطالبت باكستانافغانستان مرارا بتعقب فضل الله الذي يعبر مقاتلوه الحدود بالمئات وينصبون كمائن ويهاجمون نقاط التفتيش التابعة للجيش. وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك لرويترز في مقابلة في مطلع الاسبوع "اذا كان شخص يعيش في منزل شخص وسألته ??'??من يعطيك الطعام ..من يوفر لك هذا المأوى؟??'?? وانت تعرف انه في افغانستان. "اعتقد ان بعض الشخصيات (في الحكومة الافغانية) هناك تدعمه. ربما عناصر حكومية وربما غير حكومية." ويرى المسؤولون الافغان الاتهامات الباكستانية بشأن دعم الافغان للهجمات عبر الحدود أنها محاولة لصرف الانتباه عما يقولون انه تاريخ طويل لباكستان في دعم حركة طالبان الافغانية وفصائل مسلحة اخرى. ويقول مسؤلون امريكيون وافغان انه لا توجد مقارنة بين الوجود المحدود والحديث نسبيا لرجال فضل الله في شرق افغانستان وبين ما يصفونها بالعلاقات الوطيدة بين عناصر من المخابرات الباكستانية وطالبان الافغانية. وساندت وكالات المخابرات الباكستانية ظهور حركة طالبان الافغانية في منتصف التسعينات ويعتقد مسوؤلون غربيون ان قطاعات من المؤسسة الامنية ما زالت تتعامل مع المسلحين الافغان. ولم يقدم مالك دليلا يدعم تأكيده بأن مسؤولين داخل افغانستان يساندون فضل الله ولم يعط مزيدا من التفاصيل. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الافغانية صديق صديقي "هذه التصريحات لوزير الداخلية الباكستاني غير مسؤولة ومزاعم لا اساس لها. "افغانستان تتعرض لهجمات من ملاذات امنة لمسلحين داخل باكستان ونحن متأكدون تماما ان الملا فضل الله موجود في مكان ما في باكستان." وتسبب فضل الله وغيره من قادة المتشددين المتمركزين على طول الحدود في تعقيد الجهود الامريكية الرامية لارساء الاستقرار في المنطقة قبل انسحاب اغلب القوات المقاتلة لحلف شمال الاطلسي من افغانستان بنهاية 2014. واصابت هذه القضية العلاقات بين اسلام اباد وكابول بالتوتر. وكان فضل الله يعرف "بالملا إف.إم" بسبب بياناته الاذاعية النارية في سوات الذي كان منتجعا سياحيا قبل ان يفرض هو ورجاله حكم الارهاب فيه. وفضل الله رجل قوي البنية في الثلاثنيات من العمر له لحية سوداء كثة كان يرسل رجاله ليقوموا علنا بجلد او قطع رأس المعارضين او من يعتبرونهم منحلين اخلاقيا. ويمثل فضل الله صداعا امنيا كبيرا للجيش الباكستاني الذي يلاقي صعوبة في قتال القادة المسلحين الاخرين لطالبان. وقال مالك "انه خطر (على باكستان) مثلما شبكة حقاني خطيرة على افغانستان. هو يقوم بتنشيط الارهاب الان. هو يجند الناس ..هو يدبر (لشن هجمات)." وكان نحو 100 من المتشددين الموالين لفضل الله قد تسللوا في يونيو حزيران عبر الحدود ونصبوا كمينا للقوات الباكستانية. وبث المقاتلون لاحقا تسجيلا مصورا لما قالوا انها رؤوس 17 جنديا قتلوهم في كمين. ويعد ذلك مؤشرا على انه رغم هجمات الجيش يمكن لقادة المتشددين الاختباء ثم العودة من جديد لمهاجمة الجيش الباكستاني احد اكبر الجيوش في العالم. وقال مالك "للاسف انه يستمتع بحياته في افغانستان. اناشد افغانستان ان تنظر في الامر وتضمن الا يأتي رجاله الينا." وقد يكون من الصعب إحراز أي تقدم في مجال التعاون الأمني على الحدود في ظل عدم وجود مؤشر على تراجع أي من الجانبين عن موقفه. (شارك في التغطية حامد شاليزي في كابول اعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)