بغداد (رويترز) - قال مسؤول كبير بوزارة النفط العراقية يوم الخميس ان بوسع شركة اكسون موبيل الاستمرار في تطوير المرحلة الاولى من حقل غرب القرنة العملاق بشرط ان تجمد خططها للعمل في اقليم كردستان شبه المستقل. وقال عبد المهدي العميدي مدير ادارة العقود والمشتريات بالوزارة أيضا ان اكسون جردت من دورها كقائد لمشروع بمليارات الدولارات لضخ المياه وهو اساسي لتطوير حقول ضخمة في جنوب البلاد. لكنه أصر على أن هذه الخطوة ليست انتقاما من اكسون لعملها مع حكومة كردستان. وهددت بغداد بالغاء عقد المرحلة الاولى من حقل غرب القرنة بعد الكشف عن اتفاق اكسون في كردستان قبل نحو ثلاثة أشهر. غير أن وزير النفط العراقي عبد الكريم لعيبي وضع شرطا جديدا خلال اجتماع مع مسؤولين في اكسون عقد في بغداد نهاية الشهر الماضي. وقال العميدي ان الحد الادنى المطلوب اذا رغبت اكسون في استمرار عقد غرب القرنة سيكون اخطار وزارة النفط كتابة بأنها ستجمد عقودها مع كردستان لحين التوصل الى اتفاق بين الاقليم وبغداد أو موافقة وزارة النفط على العقود. وكانت اكسون أول شركة كبرى تختبر الاجواء بتوقيع عقود ستة امتيازات مع حكومة كردستان التي تخوض نزاعا مع الحكومة المركزية بشأن الاراضي والنفط. وتقع ثلاثة من تلك الامتيازات في مناطق متنازع عليها بين اربيل وبغداد. وقال العميدي انه لا يمكن لحكومة الاقليم منح عقود لامتيازات خارج حدود كردستان. وأضاف أن بغداد لا ترغب في خسارة علاقتها مع اي شركات نفط كبرى وقعت عقودا مع وزارة النفط العراقية. ورغم موقف بغداد الصارم قال العميدي ان الامور تسير بشكل عادي بالنسبة لاكسون في المرحلة الاولى من حقل غرب القرنة مشيرا الى أن الشركة ما زالت تنفق أموالا وتعمل هناك. وقالت مصادر صناعية انها تشك في أن ترد الشركة الامريكية على أحدث انذار من بغداد وان الشركة ستواصل العمل على الارجح في اربيل. من ناحية أخرى قال العميدي ان برنامج ضخ المياه الهام الذي قادته اكسون حتى هذا الاسبوع مدرج في قوائم الاعمال منذ عامين لكن شركة نفط الجنوب الحكومية وشركة المشاريع النفطية التابعة لوزارة النفط ستتوليان الان قيادة المشروع. وأضاف أن التقدم الذي تحقق غير مقبول وألقى باللوم في ذلك على الشركات القائمة على المشروع اكسون موبيل و(بي.بي) وايني ولوك اويل. وقال العميدي ان العراق طلب من اكسون وقف أي أنشطة جديدة بدءا من أمس الاربعاء بسبب التأخيرات في المشروع. وسرت شائعات عن أن حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة سينحي اكسون عن قيادة المشروع عقابا لها. لكن العميدي قال ان العراق لا يمكن ان يتخذ اي خطوة ضد الشركة بسبب اتفاقها مع كردستان قبل أن تجهز الحكومة المركزية ردا قانونيا رسميا. وفيما يخص القيود المرتبطة بالبنية التحتية قال العميدي ان بغداد ستبدأ يوم الاحد تصدير الخام من نقطة ارساء أحادية جديدة في الخليج. وسترتفع عندئذ الطاقة التصديرية في الجنوب من حوالي 1.7 مليون برميل يوميا الى 2.6 مليون. وقال العنيدي انه يتوقع نموا قدره 550 ألف برميل في الانتاج هذا العام من الحقول الكبرى التي تطورها شركات أجنبية في الجنوب. واضاف أن من المتوقع ان يبلغ متوسط انتاج حقل الرميلة -أكبر الحقول انتاجا في العراق- 1.35 مليون برميل يوميا هذا العام من 14 ر1 مليون ب/ي في 2011.