اعربت الحكومة الباكستانية الخميس عن استعدادها لبذل كل الجهود التي يرغب الافغان ان تبذلها لانهاء الحرب المستمرة منذ عشر سنوات في افغانستان، الا انها اكدت على ان العملية يجب ان يقودها الافغان وليس الاميركيين أو اية قوة اجنبية اخرى. وبعد يوم من المحادثات مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي وصفت بانها تهدف الى اصلاح العلاقات الفاترة بين البلدين، سعت وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار الى تفنيد المزاعم بان اسلام اباد تشكل عائقا في وجه السلام في افغانستان. وينظر الى دور باكستان في افغانستان بعين الشك في العديد من العواصمالغربية نظرا للعلاقات التي تربط اسلام اباد منذ زمن طويل بطالبان وشبكة حقاني وغيرها من الجماعات الاسلامية المسلحة التي يتخذ زعمائها من باكستان مقرا لهم. وقالت الوزيرة الباكستانية "نحن مستعدون لان نفعل اي شيء يرغب به او يتوقعه الافغان"، وذلك ردا على سؤال حول ما اذا كانت باكستان مستعدة لدفع شبكة حقاني باتجاه محادثات السلام، الا انها لم تسم اية جماعة بعينها أو تكشف عن مزيد من التفاصيل. وقالت انه من المتوقع ان يزور كرزاي اسلام اباد في منتصف الشهر وانها ستتوجه بصحبة رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الى قطر حيث فتحت حركة طالبان مكتب اتصال لها لاجراء محادثات مع الاميركيين. وقالت ان انحدار افغانستان الى الفوضى التي شهدتها في الماضي "ليس في مصلحة احد"، الا انها اكدت ان باكستان لم تلعب "حتى الان" اي دور مركزي في الاتصالات بين الاميركيين وطالبان. ويرى محللون ان كابول واسلام اباد شعرتا بتهميشهما في اتصالات قطر. الا ان خار لم تعلق صراحة على ذلك، لكنها قالت انه من الضروري ان يلعب الافغان دورا مركزيا في اية عملية سلام. وتساءلت "من الذي يستطيع ان يلعب هذا الدور المركزي؟ ليس الباكستان او الولاياتالمتحدة او المانيا او المملكة المتحدة او السعوديين او اي طرف اخر، بل الافغان". وحرصت الوزيرة على ان تؤكد على ان باكستان لن تكون اللاعب الرئيسي في عملية السلام الافغانية. وقالت ان "افغانستان هي التي تقرر، ونحن بوصفنا جارا ودودا، فان واجبنا ومسؤوليتنا وارادتنا ان نقف ورائكم بقوة. والشرط الوحيد لباكستان هو ان تكون العملية بقيادة افغانية، ومسؤولية افغانية، ودوافع افغانية، وبدعم افغاني". واتهم تقرير للحلف الاطلسي سربته الصحف، الاستخبارات الباكستانية بدعم حركة طالبان افغانستان سرا. الا ان خار نفت ذلك وقالت ان تقارير وتسريبات الاعلام لا تعكس "حوار" باكستان مع حلف الاطلسي والولاياتالمتحدة. واكدت ان "باكستان لا تريد ان ينظر اليها على انها تعمل ضد الاهداف التي يريدها باقي العالم خاصة الغرب وحلف الاطلسي والقوة الدولية للمساعدة في احلال الامن في افغانستان، والولاياتالمتحدة. وسيكون من مصلحتنا مساعدتهم بقدر ما نستطيع". كما اشارت الى ان باكستان يمكن ان تنهي قريبا حظرا استمر اكثر من شهرين على دخول امدادات حلف الاطلسي الى قواته في افغانستان. وكانت اسلام اباد اغلقت الحدود وامرت بمراجعة تحالفها مع الولاياتالمتحدة بعد غارات جوية ادت الى مقتل 24 جنديا باكستانيا في 26 تشرين الثاني/نوفمبر. وقال حلف الاطلسي والجيش الاميركي في وقت لاحق ان الحادث كان بسبب سلسلة اخطاء ارتكبها الطرفان. وردا على سؤال حول موعد مصادقة البرلمان على عملية المراجعة قالت "ساعمل بجد على ان يتم ذلك في وقت لا يتعدى الاسبوع .. او في النصف الاول من شباط/فبراير". وحول ما اذا كانت توصيات البرلمان ستشمل اعادة فتح الحدود "لا استطيع التكهن بما سيقرره البرلمان، ولكنني اتوقع ان ذلك لن يكون مشكلة". وترفض اسلام اباد اي مسؤولية عن هجمات تشرين الثاني/نوفمبر التي ادت الى تدهور علاقاتها مع حلف الاطلسي والولاياتالمتحدة. وعند اعادة فتح الحدود، يتوقع ان تفرض اسلام اباد ضرائب على قوافل حلف الاطلسي التي تحمل امدادات للقوات الاجنبية في افغانستان تم شحنها الى ميناء كراتشي وتحمل في شاحنات عبر باكستان الى افغانستان التي ليس لها ميناء بحري. وزادت الولاياتالمتحدة استخدامها لطرق بديلة الى افغانستان من خلال الشمال من اجل تخفيف خسارتها الطرق الباكستانية.