كابول (رويترز) - قال مارك جروسمان المبعوث الامريكي الخاص لدى أفغانستانوباكستان يوم الاحد ان الولاياتالمتحدة لم تقرر بعد ما اذا كانت ستفرج عن خمسة سجناء محتجزين في جوانتانامو لدعم عملية السلام الوليدة مع حركة طالبان. وقال جروسمان بعد يومين من المحادثات في كابول مع الرئيس الافغاني حامد كرزاي ومستشارين انه يؤيد مطالب الحكومة الافغانية بأن اي مفاوضات يجب ان تجرى تحت مظلة "عملية سلام بين الافغان".
واضاف ان اي افراج عن سجناء طالبان يجب ان يوافق عليه أولا مجلس النواب الامريكي.
وأضاف جروسمان "لم نتخذ أي قرار وليس غريبا على اي منكم ان هذه قضية تتعلق بقانون الولاياتالمتحدة..علينا الالتزام بما يفرضه علينا قانوننا."
وكانت حركة طالبان أعلنت الشهر الحالي أنها ستفتح مكتبا سياسيا في قطر كخطوة أولى لاجراء محادثات سلام مع الولاياتالمتحدة وحلفائها. ويرى المؤيدون لذلك ان هذه افضل فرصة لانهاء الحرب المستمرة منذ نحو عشر سنوات قبل سحب القوات الاجنبية المقاتلة في 2014.
وكاجراء لبناء الثقة طالبت حركة طالبان بالافراج عن خمسة من مسؤوليها محتجزين في معتقل جوانتانامو الامريكي في كوبا.
لكن كرزاي قال يوم السبت بعد الاجتماع مع جروسمان ان أفغانستان "ليست مكانا يقوم فيه الاجانب بتجاربهم السياسية" مطالبا بقدر أكبر من السيطرة الافغانية على عملية السلام.
وقال جواد لودين نائب وزير الخارجية الافغاني اثناء وقوفه بجانب جروسمان ان الحكومة الافغانية تدعم اي عملية تؤدي الى انهاء القتال.
وقال لودين ان هناك الكثير من الخطوات التي يتعين اتخاذها قبل فتح مكتب لطالبان في الدوحة لكن الحكومة الافغانية قدمت دعمها المبدئي لجروسمان وتأمل في وصول دبلوماسيين قطريين الى أفغانستان في الاسابيع القادمة لمناقشة الامر.
وأضاف "ندعم كل جهد يؤدي الى السلام ..يجلب السلام ويضع نهاية للعنف في أفغانستان."
ويعقد جروسمان محادثات مع مفاوضين من طالبان منذ اكثر من عام وقد تؤدي زيارته الى الاسراع بمزيد من المحادثات خلال اسابيع من الان بعد ان حصل على دعم كرزاي.
لكن جروسمان قال انه سيتعين على طالبان في باديء الامر نبذ "الارهاب" الدولي وأن تعلن استعدادها للمشاركة في عملية "يجري فيها الافغان محادثات بشأن المستقبل".
وفي تأكيد لقدرته على اقناع فصائل مسلحة من خارج طالبان بالانضمام للمفاوضات الوليدة قال كرزاي مطلع الاسبوع انه اجتمع مع وفد من الحزب الاسلامي الذي يتزعمه قلب الدين حكمتيار. ويشترك الحزب الاسلامي مع طالبان في الكثير من الاهداف المناهضة للحكومة والاجانب.
ولكن لم يتضح ما اذا كانت شبكة حقاني المتمردة ستشارك في المحادثات. وشبكة حقاني مسؤولة عن بعض اكثر الهجمات دموية على القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة وهي متهمة بالحصول على ملاذ في باكستان.
وترك جروسمان الباب مفتوحا امام مشاركة شبكة حقاني وقال مجددا ان الولاياتالمتحدة عقدت اجتماعا واحدا مع شبكة حقاني.
وأضاف "على اي حال فان هذه عملية شاملة من المنظور الافغاني ولكن سيتعين علينا ان نرى ما سيتكشف."
واضطر جروسمان لالغاء خطط لزيارة باكستان قبل زيارته لكابول حيث لا تزال العلاقات بين واشنطن واسلام اباد متوترة بعد غارة جوية شنها حلف شمال الاطلسي عبر الحدود في نوفمبر تشرين الثاني واسفرت عن مقتل 24 جنديا باكستانيا.