اعلن سلاح مشاة البحرية الاميركية "المارينز" الاربعاء انه فتح تحقيقا حول شريط فيديو نشر على الانترنت يظهر فيه اربعة عسكريين، يعتقد انهم من جنوده، وهم يبولون على جثث ثلاثة افغان يرجح انهم متمردون من حركة طالبان.وهذا الشريط الذي بث على الانترنت وصور كما يبدو خلال احدى العمليات العسكرية في افغانستان، يظهر اربعة رجال يرتدون الزي العسكري الاميركي وهم يبولون على الجثث الثلاث، وقد غطتها الدماء، وينظرون الى الكاميرا مدركين ان صاحبها يصورهم. وقال المارينز، سلاح النخبة في الجيش الاميركي، في بيان "لم نتحقق بعد من مصدر او صحة هذا الشريط، ولكن هذه الافعال لا تتفق ابدا وقيمنا ولا تمثل المارينز". بدوره قال المتحدث باسم البنتاغون الكابتن البحري جون كيربي لوكالة فرانس برس "لقد شعرت بالغثيان لدى رؤية الشريط". واضاف "كائنا ما كانت ظروف هذا الفيديو او اشخاصه فانه سلوك مقزز ووحشي وغير مقبول لاي شخص يرتدي الزي العسكري". وينتشر في افغانستان حوالى 20 الف جندي من مشاة البحرية الاميركية غالبيتهم في ولايتي قندهار (جنوب) وهلمند (جنوب غرب).
وفي هذا الجانب أدان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الخميس بشدة، وقال في بيان أصدره مكتبه ان "حكومة أفغانستان تشعر بالانزعاج الشديد من الفيديو الذي يظهر جنودا أميركيين ينتهكون حرمة جثث ثلاثة أفغان".
وأضاف ان "هذا العمل الذي قام به جنود أميركيون غير أنساني ومدان بأقسى العبارات الممكنة". وتابع "ونحن نطلب من الحكومة الأميركية صراحة اجراء تحقيق عاجل في الفيديو وإنزال اقسي العقوبات بأي شخص يدان في هذه الجريمة".
ومن جانب اخر أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون استعداد واشنطن لدعم عملية مصالحة بين السلطات الأفغانية وحركة "طالبان" تقودها كابول، مشيرة إلى أنها ستشارك في هذه العملية لدعم الأفغان إذا رأت أنها تبشر بوضع حد للصراع، ونوهت بأن واشنطن لم تتخذ أيه قرارات فيما يتعلق بالإفراج عن أي من المنتمين لحركة طالبان من جوانتانامو.
وأبدت حركة طالبان الأسبوع الماضي استعدادها لفتح مكتب سياسي لها خارج أفغانستان لاجراء مفاوضات سلام، في خطوة اعتبرها المراقبون تاريخية من جانب الحركة المتمردة التي تخوض منذ عشر سنوات حربا ضد الحكومة الأفغانية وحلفائها في حلف شمال الاطلسي بقيادة الولاياتالمتحدة، وطالبت الحركة في المقابل بالافراج عن عناصرها المعتقلين في معتقل جوانتانامو الأمريكي.
وقالت كلينتون إنها طلبت من الممثل الأمريكي الخاص لأفغانستان وباكستان السفير مارك جروسمان الذهاب إلى أفغانستان الأسبوع القادم لمواصلة المشاورات مع الأفغان وإلى قطر لمواصلة المشاورات مع الشركاء القطريين.
وأضافت أن فكرة افتتاح مكتب لطالبان في قطر تأتي في سياق الإستراتيجية الأكبر نطاقا للولايات المتحدة لدعم إقامة أفغانستان سلمية مستقرة تمضى على طريق تزداد فيه ازدهارا وديمقراطية، مشيرة إلى أن هذه هي الأهداف التي تتقاسمها كل من الولاياتالمتحدة وقطر.
جاء ذلك في رد كلينتون على سؤال بشأن الخطوات التالية فيما يتعلق باستعداد قطر لافتتاح مكتب لحركة طالبان، ومدى استعداد الولاياتالمتحدة لإطلاق سراح المحتجزين في جوانتانامو في مقابل إجراء محادثات مع طالبان.
وأكدت كلينتون أن إستراتيجية الولاياتالمتحدة تشمل ثلاثة عناصر وهي الاستمرار في القتال ضد من يحملون حمل السلاح ضد الأفغان وضد القوة الدولية وحلف شمال الأطلسي، والحديث مع من يرغب في البحث عن حل سلمي، والاستمرار في محاولة بناء أفغانستان في المستقبل.
وفيما يتعلق بالقتال، قالت كلينتون "لقد أيدنا حكومة أفغانستان الآن لأكثر من 10 سنوات..ونتحرك نحو مرحلة انتقالية يتولى الأفغانية بموجبها المسئولية الكاملة عن الأمن، ونقف مع حكومة وشعب أفغانستان لمحاربة من يواصلون استخدام وسائل العنف ضد الأبرياء.. وإننا مصممون تماما على الدفاع عن مصالح أفغانستان والمجتمع الدولي".
وفيما يتعلق بالمفاوضات مع حركة "طالبان"، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون :"الحقيقة هي أننا لم يتح لنا مطلقا طرف التفاوض من أجل السلام مع أصدقائنا..وإذا كنت جالسا على مائدة مفاوضات تبحث سبل إيجاد حل سلمي للصراع، فإنك تجلس مع أناس لا تتفق معهم في الرأي وقد يكون سبق أن واجهتهم في ساحة معركة..ونحن على استعداد لدعم عملية مصالحة تقودها أفغانستان، وسوف نشارك في ذلك لدعم الأفغان إذا رأينا أنها تبشر بوضع حد للصراع".
وأضافت :لذلك، فقد عملنا من أجل المساعدة في إنشاء عملية مصالحة ومفاوضات حقيقية، وإننا ممتنون للمساعدة التي قدمتها حكومة قطر..وأعتقد أن التصريحات الإيجابية للرئيس حامد كرزاي وطالبان الأسبوع الماضي أتثبت أن هناك تأييدا لهذه المناقشات لفتح المكتب السياسي في قطر.. وحتى الآن لم يتم إنجاز شيء ولا نزال في المراحل الأولية من اختبار ما إذا كان هذا يمكن أن يكون ناجحا..ومازلنا ملتزمون بالخطوط الحمراء التي وضعناها، وهي أن الحكومة الأفغانية والمجتمع الدولي يجب أن يرى أن المتمردين قد تخلوا عن العنف، وقطعوا علاقاتهم مع القاعدة، ويدعمون قوانين ودستور أفغانستان، بما في ذلك حماية حقوق المرأة والأقليات.
وتابعت :"لقد أوضحت للرئيس كرزاى أننا سنعمل معه وتحت قيادته..وقد طلبت من ممثلنا الخاص السفير مارك جروسمان الذهاب إلى أفغانستان الأسبوع القادم لمواصلة مشاوراتنا مع الأفغان، وأيضا الذهاب إلى قطر لمواصلة مشاوراتنا مع شركائنا في قطر".
وأعربت كلينتون عن اعتقادها بأنه من المهم أيضا أن نتذكر، أنه في نفس الوقت الذى نقوم فيه بذلك..فإننا نسعى لمواصلة بناء مستقبل أفضل للأفغان..وهذه هي الرؤية المتعلقة ب "طريق الحرير الجديد"..وإننا نبحث عن كثير من الشركاء الإقليميين لمساعدتنا في تحقيق ذلك..وإننا لم نتخذ أيه قرارات فيما يتعلق بالإفراج عن أي من المنتمين لحركة طالبان من جوانتانامو".