بغداد (رويترز) - كثفت شرطة النفط العراقية دورياتها لحماية المنشات النفطية تحسبا لتصعيد محتمل لهجمات القاعدة بعد انسحاب القوات الامريكية من العراق بحلول نهاية العام. ووقعت بغداد اتفاقات بمليارات الدولارات مع كبرى شركات النفط يمكن ان ترفع مستويات انتاج النفط العراقي أربعة أمثال لتصل الى مستويات السعودية خلال ست سنوات لكن هذا يعتمد على قدرة العراق عضو منظمة اوبك للدول المنتجة للبترول على تأمين حقول النفط والمصافي والبنية التحتية الضرورية. وقال اللواء حامد ابراهيم مدير عام شرطة النفط العراقية يوم الثلاثاء ان نصف الهجمات التي خططت لها القاعدة استهدفت قطاع النفط العراقي. وصرح بأن قواته نجحت حتى الان في احباط معظم هذه الهجمات. وقال لرويترز ان قطاع النفط مستهدف بشكل مباشر وانه مع بدء انسحاب القوات الامريكية ستحدث هجمات لا على قطاع النفط فحسب بل سيحاول المتشددون هز الاوضاع في البلاد. وأضاف ان شرطة النفط العراقية مستعدة ومتأهبة. وانفجرت ثلاث قنابل في شبكة خطوط أنابيب تنقل الخام من الحقول الجنوبية الى صهاريج التخزين قرب مدينة البصرة العراقية مركز صناعة النفط بالجنوب مما أسفر عن نشوب حريق استمر طوال الليل وجرى اخماده صباح يوم الاربعاء الامر الذي أثار تساؤلات بشأن قدرة شرطة النفط العراقية على التصدي لهذه الهجمات ووقفها. وعلى الرغم من ان العراق تسلم مسؤولية توفير الامن في قطاع النفط عام 2005 الا ان الولاياتالمتحدة مازالت توفر المراقبة الجوية وعمليات دعم اخرى لمحاربة متشددين سنة وميليشيات شيعية. لكن بحلول نهاية ديسمبر كانون الاول الحالي وبعد تسع سنوات من الغزو الامريكي للعراق ستبقى في البلاد فرقة صغيرة من المدربين المدنيين الامريكيين وأقل من 200 فرد عسكري. ويتعرض خط الانابيب العراقي التركي في شمال البلاد الذي ينقل نحو ربع صادرات النفط العراقي لعمليات تخريب متكررة تلقى مسؤوليتها عادة على القاعدة وأعضاء سابقين في حزب البعث للرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وفي اوائل يونيو حزيران نسف متشددون صهريج تخزين في منشأة الزبير 1 للتخزين قرب البصرة رغم تشديد اجراءات الامن. وقال اللواء ابراهيم ان قوات الامن أحبطت أكثر من أربع مؤامرات استهدفت مصفاة الدورة الجنوبية القريبة وانها تنسق الان مع سلاح الجو العراقي لمراقبة المواقع النفطية وخطوط الانابيب. وصرح بأن القوات التي تنقصها المعدات تسلمت عربات هامر العسكرية وامدادات أخرى من القوات الامريكية وهي تستعد للرحيل. وقال ان شرطة النفط العراقية كانت تحلم بان يكون لديها بضع عربات لتعزيز قواتها والان أصبح لديها الاف. وأضاف ان لديها الان معدات جيدة وأسلحة وذخيرة وهذا شيء ايجابي. وصرح بأن حكومة بغداد أقامت حوائط خرسانية للحماية من التفجيرات وأبراج مراقبة ونشرت كاميرات وتجري محادثات مع المستثمرين الاجانب مثل شركة بي.بي العملاقة للنفط لتدريب القوات. لكن ابراهيم قال ان شرطة النفط العراقية وقوامها 40 الف فرد مازالت محملة بأعباء خاصة في منطقة غرب العراق. واستطرد ان قواته مازالت تعاني من نقص ولم تحقق الاكتفاء الذاتي بعد والقلق الذي يراودها الان هو ان حقول النفط في المناطق الغربية حقول كبيرة للغاية. ويرى مسؤولون امريكيون ان شرطة النفط العراقية قادرة على تحمل المسؤولية الملقاة عليها شريطة ان تتطور أكثر.