لا تتعجب عزيزى القارىء من العنوان فقد يكون أكتوبر بالنسبة لنا نحن عامة الشعب المصرى هو شهر الإنتصارات لكنه وللأسف يمثل كابوساً مفزعاً لبعض من يسكنون مصر ونطلق عليهم أنهم مصريون , فشهر أكتوبر بالنسبة لنا نحن عامة المصريين شهراً نحتفل فيه بيوم النصر العظيم فهو الشهر الذى تحقق فيه إستعادة الكرامة وهو الشهر الذى كان بالنسبة لنا علامة فارقة بين النصر والهزيمة فأصبح بالنسبة لنا عنوانا للإنتصار فظهرت مصطلحات " روح أكتوبر – جيل أكتوبر – نصر أكتوبر " ولم لا ففى يوم 6 اكتوبر 1973 إنكسرت للأبد نظرية الأمن الإسرائيلى كما إنهدمت للأبد أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يٌهزم , ولكننا نسينا أن هناك من يعتبر أكتوبر بالنسبة له شهراً للإنكسار والهزيمة ! بالطبع أول من يخطر على بالك هو العدو الصهيونى والذى تم إذلاله وبقوة فى ذلك الشهر ولكنى لا أقصده رغم كون أكتوبر بالنسبة له ضربة موجعة إنحفرت فى وجدانه ولن ينساها أبد الدهر, بل لعلى أقصد طائفة بعينها يمثل لها أكتوبر كابوسًا مفزعاً ولكى أكون أكثر وضوحا لنعود بالزمن للوراء لعام 1954 وبالتحديد يوم 26 أكتوبر وبالتحديد فى ميدان المنشية بالإسكندرية حيث كان مخططاً ان يلقى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر خطابه هناك , وبالفعل أثناء إلقائه للخطاب تنطلق رصاصات عدة كان مطلقها ناوياً ان يقتل ناصر لكن رصاصاته طاشت ومعها طارت الكثير من الرؤوس والتى خططت لتلك العملية الآثمة والتى لم تلق النجاح , وكنتيجة طبيعية لتلك العملية الفاشلة بدأت محنة تلك الطائفة وأصبح أكتوبر بالنسبة لها هو شهر َفجّر لها المحن والإنكسارات و يمر الزمن لنصل لعام 1981 وبالتحديد فى يوم 6 أكتوبر لنجد أن الرصاصات التى انطلقت فى اكتوبر 1954 وطاشت وقتها , تنطلق فى أكتوبر 1981 وتصيب هدفها هذه المرة ليسقط الزعيم الراحل محمد انور السادات شهيدًا فى يوم عيد الإنتصار والذى كان هو صانعه , وبالطبع لم تمر تلك الكارثة مرور الكرام فلابد للمجرم ان يلقى جزاءه فيعود أكتوبر مرة أخرى كرمز للمحنة والإنكسار لهؤلاء , ويمر الزمن لنصل لأكتوبر 2012 ولنرى العجب العجاب فنرى من يحتفل بنصرٍ فيقوم بدعوة قاتل صاحب ذلك النصر ليكون فى طليعة المحتفلين !!! فنرى إحتفالا عزف الشعب عن حضوره وترك الإحتفال فيه لمن قتلوا صاحب النصر والذين أرادوا ان يحوّلوا أكتوبر الى شهر لإنتصارهم هٌم , أرادوا ان يقوموا بمحو مرارة إنكساراتهم المتكررة فى ذلك الشهر فقاموا بتصدير المرارة للشعب المصرى وهو يرى القتلة يتم الإحتفال والإحتفاء بهم فى نصر هم لم يصنعوه بل على النقيض فهم من أرادوا إفساده وقتها , ولكن الحق أحق ان يتَبع لتعود مصرنا إلينا ويأتى اكتوبر 2013 وقد عاد وطننا وتطهر من أدرانه , ولنحتفل بذكرى مرور أربعين عاما على النصر المؤزر ,ولكن تأبى طيور الظلام أن تجد السعادة على الوجوه فتحاول إفساد الفرحة فيتصدى لها الشعب لتعود خائبة إلى جحورها وليتأكد الشعب المصرى ان أكتوبر هو شهر الإنتصارات له وهو أيضا شهر الإنكسارات لأعداء مصر فى الداخل وفى الخارج .