[email protected] لم يكد باراك وأولمرت يصرحون بأن مدى "العملية" الجريمة الصهيونية فى قطاع غزة غير محدود سواء من حيث الزمن .. أو مدى المحرقة ونوعية الأسلحة المستخدمة فيها، حتى كانت عناصر الجيش الصهيونى تبدأ إنسحابها من القطاع ويعلن عن توقف الجريمة "العملية". ولن يقصر أصحاب الأقلام فى تحليل الأسباب الخفية للإنسحاب المفاجئ.. فمرة سيرجعونها لنجاح الدبلوماسية "العربية" الكسيحة فى الضغط على الكيان.. وأخرى بإرجاع الفضل لاقتراب القمة "العربية" والاجتماعات التحضيرية لها وحتى لا تكون الجريمة الصهيونية فى القطاع موضوعا لجمع كلمة العرب.. وثالثة ولا شك لا ترى فى الوجود سوى الفعل الأمريكى النافذ خلف كل أحداث المعمورة حتى موت جندى أمريكى فى العراق أو أفغانستان يرجعونه لحادث سيارة مع جندى أمريكى آخر.. وهؤلاء ولا شك سوف يرون فى الانتخابات التمهيدية لانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة دور البطولة فى الانسحاب الفجائى بالنسبة لهم .. خاصة وأنهم كانوا منذ سويعات قليلة يطالبون الغزاوية بالثورة على حماس حتى يمكن التفاهم مع "الصديق" الصهيونى والأمريكى على تسوية .. ما.. تضع موازين القوى الواقعية فى الاعتبار!!!! أما عشاق "العبقرية الإجرامية" الصهيونية .. فسيرون أن الكيان قد حقق أهدافه من تحركاته .. فقد تراجعت قضية جريمة إغتيال القائد عماد مغنية من مقدمة الصورة.. وتمت التغطية على فشل المحاولة رقم ألف فى لبنان لفرض أمر واقع على حزب الله ورجاله البواسل، رغم إرسال العجوز "المدمرة كول" التى سبق خرق باطنها على شواطئ اليمن، فى محاولة لاستعراض العضلات والترويع.. وفى الأخير سيرى هؤلاء أن حماس والجهاد قد خسروا عددا كبيرا من عناصرهم وقياداتهم وهى مهمة دائمة لقوات الاحتلال الصهيونى، وخاصة وهى تمهد الأرض لتسوية مع فصائل أوسلو الواهمة. الصمود فى مقدمة المشهد .. لا أحد من متحللينا ( أقصد محللينا ) العقلاء يمكن أن يرى أى دور للصمود البطولى للشعب الغزاوى الذى اختار حماس لتمسكها بخط المقاومة والتحرير .. فى هزيمة الهجمة البربرية.. بل ليس منهم من يمكن أن يرى أى نصر تحققه مقاومة أى مقاومة فى أى مكان ( فهذا بصراحة محرج للغاية لهم )، كما أنهم لا يمكن أن يروا أى إمكانية لهزيمة مرتزقة الصهاينة ورعاديد الأمريكان، فلو كان لهم أن يروا مثل هذا الاحتمال لما اختاروا أن يكونوا خدما أذلاء لديهم وعلى المكشوف.. حتى أنهم ما زالوا يمارون فى هزيمة الصهاينة على يد المقاومة اللبنانية حتى بعد إعتراف الصهاينة بها !! بل ويطالبون بالتخلص من سلاح المقاومة ..... من أجل حرية لبنان !؟!؟!؟ ( آسف لم أجد علامات مناسبة للتعجب من هذا الوضع فقد تجاوز الواقع كل العجب ). الحقيقة التى يجب أن تراها شعوبنا وأن نتمسك بها هى أن الحكومات الواهنة الإرادة الجاسمة على صدور الشعوب هى نقطة الضعف الأهم فى حائط المواجهة .. فأينما نحيت هذه السلطة.. إنتصرت المقاومة... فى أفغانستان .. فى الصومال.. فى العراق.. فى فلسطين.. فى لبنان. وأن المواجهات الطويلة والمتعددة التى تمت تحت ألوية السلطات بزعامة أصحاب "الفخامة والسعادة والسمو" لم تكن سوى سلسلة من الهزائم التى يدفع فيها الشعب دمائه وقوته ويثرى منها العملاء. وأن المعارك التى خاضتها الشعوب متحررة من كابوس أصحاب الفخامة هى وحدها التى مثلت انتصارات مبينة " بالمعنى الاستراتيجى " لعموم الأمة على أعدائها من الصهاينة والأمريكان .. وأنها وحدها التى عدلت من التوازن الاستراتيجى لميزان القوى بيننا وبين الأعداء ( ولا تستثنى من هذا معركة أكتوبر المجيدة التى صنعت تضحيات الرجال فيها نصرا عزيزا وحوله السادات إلى فجوة كبيرة فى حائط مقاومة المشروع الصهيونى الأمريكى).
هنيئا لكم نصركم أهلنا فى فلسطين .. لقد انسحب العدو الصهيونى من غزة بعد أن تحطمت كل موجات هجومه الإجرامية على صخرة أبطال المقاومة .. وبعد أن أصبحت جريمته البربرية أكثر كلفة على المستويين العسكرى والسياسى والاستراتيجى، من كل العوائد المنتظرة منها، وبعد أن أضطر لتغطية فشله على الأرض بالقصف الجوى، وبعد أن احترقت وجوه العملاء فى أقطار العرب بوهج الغضب الجماهيرى المتصاعد على صمت الحملان المخزى الذى ساد ملاعب أصحاب الفخامة والسمو، وبعد أن أصبح كسر الحصار مطلبا جماهيريا يحرك الشارع العربى والإسلامى ويشكل خطرا على كراسى المتواطئين، وبعد أن تحقق قادة العصابات الصهيونية للمرة الثانية أن جيشهم قد تحللت قدراته وتراجعت كفاءاته نتيجة لهزائمه المتتالية منذ 1973 مروروا بالانتفاضات المتتالية المظفرة للشعب الفلسطينى رغم التآمر عليها، وصولا إلى حرب لبنان الأخيرة، وأن استعادة الثقة فى قدرة هذه العصابات يحتاج إلى وقت طويل قد لا يتوافر له. لقد جلس دحلان على شاشة التلفاز أمام محمود سعد يوم أمس ينصح "من قاموا بالانقلاب بالاعتذار وتسليم غزة" .. ويبدو أن ضابطه مسؤل الاتصال فى جهاز الموساد لم يكن قد أخبره أن أوامر الانسحاب قد صدرت لعناصر العصابات التى يعتمد على قوتها بعد أن هرول خارجا إلى مصر.. نعم .. نعم هنيئا لكم أبطال المقاومة الفلسطينية نصركم المؤزر .. هنيئا لكم مهما حاول سارقوا الفرح أن يسلبوكم شرف النصر الكبير الذى حققتموه .. هنيئا لكل شهيد صعد إلى حيث وعده الله مع الصديقين والأنبياء .. وهنيئا لآلكم وأولادكم ميراثكم من المجد والشرف. ويا أهلنا فى فلسطين .. كل فلسطين .. ال 48 ، والضفة وغزة .. يافلسطيننا من البحر إلى النهر.. لك المجد.. وليكن يوم اندحار المخطط الصهيونى فى غزة .. يوم انتصار المقاومة على العمالة ومحاولة التعتيم على حقائق الصراع .. يوما لبداية توحد كل أحرار فلسطين .. كل أبناء القبائل الفلسطينية .. أو الفصائل الفلسطينية فى الطريق الوحيدة الموصلة إلى الحقوق الفلسطينية ، وهى بعيدة عن طريق الخريطة والكامب والوادى .. هى بعيدة عن أرجل مقاعد الحكام العرب أصحاب الفخامة والسعادة والسمو .. إنها طريق ترسمها أقدام الرجال المخضبة بدماء الشهادة الكريمة المرابطين على أبواب غزة والضفة والقدس الشريف .. العاملين من أجل اللقاء على أرض الوطن بكل من هم فى المنافى ، الذين لا يرون أجزاء من خريطة فلسطين ، ولكن يحفظون كل تفاصيلها ... يا أهلنا الظافرين فى كل فلسطين إنه يوم انتصار الطريق الصحيح إلى كل فلسطين .. يوم هزيمة خريطة الطريق.