آآآه يا سينا.. عبارة كانت القاسم المشترك بينهم جميعا, رددوها بنفس القوة والحنين الجارف لتلك البقعة التي شهدت انكسارهم وانتصارهم, وبنبرة يملؤها الفخر والعزة والكرامة تحدثوا عن سيناء ويوم تحريرها.. تذكروا سنوات طويلة قضوها في انتظار الخلاص من كابوس الاحتلال.. صورة لا تغيب عن عيونهم ومشاهد لا تنساها ذاكرتهم وأحداث مازالت تترك آثارها داخل وجدانهم, ذكريات ومشاهد تقشعر لها الأبدان وحكايات عن الهزيمة والنصر يحكيها أبطالها في يوم تحرير أرض الفيروز.. في البداية.. يقول اللواء محمد عبد المنعم طلبة أن موعده مع أرض سيناء بدأ عام1948 ثم العدوان الثلاثي علي مصر عام1956 ومن بعدها النكسة عام1967 ثم ختام النصر عام1973 في حرب أكتوبر المجيد, أما عن يوم التحرير فهو مختلف تماما عما شهدته سيناء من حروب ومعارك كانت معظمها مع العدو الصهيوني لأنه احتفال يؤكد اننا فرضنا علي العدو الحرب ثم السلام من موضع قوة. وتحدث عن أرض سيناء التي يصفها بالمليئة بالخيرات التي منحها الله إياها لأنها أرض مقدسة علاوة علي أهلها الذين يعيشون بأقل القليل, وتوقف طلبة عند عام1967 الذي بدأت بعده6 سنوات عجاف وحتي بعد انتصار73 استمرت المماطلة الاسرائيلية حيث كانوا ينسحبون من الأرض شيئا فشيئا وكان كل انسحاب يستغرق أكثر من6 أشهر ولكن حكمة السادات أدت إلي استرداد الأرض حتي آخر شبر وذلك من خلال استرداد طابا ورفع العلم المصري عليها عام1989 حتي وإن لم يمهله القدر لحضور هذه اللحظة. ويري طلبة أن المسئولين كسالي ولا يستغلون كنوز سيناء كما ينبغي علاوة علي عدم الاهتمام بتحقيق الأمن فيها رغم أنها البوابة الشرقية لمصر وأي انفلات يحدث فيها يهدد أمن البلد بأكملها. ويقول: الحمد لله علي تخلص سيناء من هذا العدو الذي دنس أرضها, ووصفها بالثوب الذي تم تنظيفه من الشوائب العالقة به, وأنهي حديثه متذكرا الشهداء الذين قدموا حياتهم في كل الحروب التي خاضتها مصر وطلب من الجميع قراءة الفاتحة علي أرواحهم لأن الله جعلهم سببا في الوصول للتحرير الذي نحتفل نحن به اليوم. ويقول اللواء عبد المنعم كاطو ان هذا الاحتفال لم يأت من فراغ بل كان نتيجة حرب سياسية وعسكرية كانت مصر الطرف الأصيل فيها وقدمت أبناءها شهداء من أجل استعادة الأرض المحتلة, وأضاف أنه خدم في سيناء قبل حرب67 أو معركة القرارات الخاطئة كما وصفها, واستكمل حديثه قائلا: تحملنا تبعات الهزيمة التي لم نتسبب بها حتي حققنا النصر في أكتوبر المجيد. ويؤكد سعادته البالغة بالخدمة في أرض سيناء والتعامل مع شعبها الطيب وقال إن فرحة الانتصار في حرب أكتوبر علي جيش كان يظن نفسه لا يقهر. ويروي ذكرياته عن يوم النصر والتحرير مؤكدا أن شعور المقاتل بالنصر يختلف كثيرا عن شعور أي مواطن عادي لأن من شارك بالحرب وضع روحه بين يديه ووهب دماءه لبلده دون انتظار المقابل ولم يكن ينتظر العودة سالما بل كان يري الموت في كل لحظة ولا يهتم إلا بتحقيق النصر وقال: كل لحظة نصر لها شعور خاص في قلبي بداية من يوم النصر في6 أكتوبر وبعد قرار وقف إطلاق النار وتأكيد هزيمة إسرائيل ويوم عودة سيناء وانسحاب جنود العدو منها ثم استرداد طابا, وأكد أن دموع الفرح كان تغلبه وزملاءه في كل مرة يشهدون فيها تحقيق انتصار علي أرض سيناء الطاهرة التي شهدت سلسلة الصراع المصري الإسرائيلي لأنهم كانوا جزءا من تاريخ بلده الذي يكتب فيه كل لحظة. وتحدث كاطو عن أرض سيناء المقدسة بأمر الله لأنها البقعة الوحيدة التي ظهر فيها نور الله وصوته عندما كلم سيدنا موسي, ويقول ان ما يحزنه الآن هو ظلم سيناء وعدم إعطائها ما تستحقه بعدما أصبحت أرضا مصرية خالصة مشيرا إلي التنمية التي حرمت منها سيناء حتي وقتنا هذا رغم أنها بقعة مميزة يحسدنا عليها العالم. ويقول اللواء يسري قنديل ان تحرير سيناء جاء بعد عناء شديد في معارك سياسية واخري عسكرية ومفاوضات عديدة وانتهي الأمر باستعادة طابا: مشيرا إلي أن استرداد أرض سيناء جاء بعد3 مراحل أولا بالقوة ثم التفاوض وأخيرا التحكيم الذي أعاد طابا لمصر وتم رفع العلم عليها. ويري أن من عاش هذه الفترة المهمة في تاريخ البلد محظوظا للغاية لأنه شهد تحرير آخر شبر في أرض مصر وشعر بفرحة الانتصار علي العدو, وأكد سعادته البالغة بعد تحقيق النصر وشعوره بالفخر خاصة بعد فرحة الشعب المصري بالانجاز الذي حققته القوات المسلحة. ويقول انه يتمني أن يشهد هذا العام احتفالا بالقادة والجنود المجهولين وتكريم أسر الشهداء لمن ماتوا في أي حرب وقعت علي أرض سيناء موجها حديثه للنظام: ابحثوا عن الأبطال الحقيقيين لاننا في أشد الحاجة لرفع المعنويات علي حد قوله, ويري أن تكريم هذه القامات مهم للغاية للأجيال الحالية والقادمة التي جاءت بعد انتهاء الحروب واسترداد الأرض. ويقول اللواء حسام سويلم ان ذكريات معظم رجال القوات المسلحة عن سيناء تتلخص في السنوات التي تفصل بين النكسة والانتصار لأنها الفترة التي شهدت انكسار الهزيمة والرغبة الشديدة في تحقيق النصر ومن بعد أكتوبر حتي استعادة طابا ظلت الآمال معلقة علي استرداد سيناء. ويري سويلم أن تنمية سيناء هي الهدية التي تنتظرها هذه البقعة المقدسة ممن حولها لأنها عانت كثيرا في الحروب لتنتهي بها الحال لما هي عليها الآن دون استصلاح أو تنمية وتتحول إلي أرض تحمل ثلاث قوي أولها أهلها والقبائل الموجودة فيها ومجموعات الخارجين علي القانون والقوة الثالثة الجيش ومسئولو الدولة الذين يريدون الحفاظ علي استقلال سيناء. أما عن الاحتفال بذكري التحرير فيري أنه احتفال حزين بسبب شعور الأهالي بالإهمال وعدم الوجود علي خريطة التنمية مشيرا إلي أن التنمية لن تحدث إلا بتوافر الأمن. وأنهي حديثه قائلا: علينا أن نستعيد روح النصر التي تنبعث من كل شبر في أرض سيناء واستغلال ثرواتها وأهلها الصامدين في وجه الأعداء. رابط دائم :