نجح الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب الوطني الأول في تحقيق إنجاز غير مسبوق بعدما عاد بمنتخب الفراعنة مرة أخري للمشاركة في بطولة كأس العالم بروسيا عام 2018 بعد غياب استمر 28 عاما لم ينجح خلالها منتخب مصر في بلوغ البطولة وتحديدا منذ مونديال 1990 في إيطاليا. وعلي الرغم من الهجوم الشرس الذي يتعرض لها هيكتور كوبر رغم النجاحات الكبيرة التي حققها في قيادة الفراعنة وكان أبرزها إعادة المنتخب مرة أخري للمشاركة في بطولة أمم إفريقيا الأخيرة بالجابون بعد غياب استمر 7 سنوات عن المشاركة. ورغم ذلك وصل للمباراة النهائية وخسر النهائي أمام الكاميرون بهدفين مقابل هدف. كما استطاع أن يقود المنتخب في بلوغ نهائيات المونديال بعد غياب 28 عاما وقبل نهاية التصفيات بجولة واحدة لتصبح مباراة غانا الأخيرة بدون قيمة. المنتخب وبعد أربع سنوات من الخسارة القاسية أمام غانا بستة أهداف مقابل هدف في التصفيات الماضية يعود إلي ملعب كوماسي الشهر المقبل وهو في صدارة المجموعة ومتأهل بشكل رسمي علي حساب الفريق الغاني ليؤكد أنه عاد مرعبا للقارة السمراء مرة أخري. "الكورة والملاعب" تحاورت مع هيكتور كوبر. بعد الإنجاز الكبير وحول ما سيقدمه المنتخب في المونديال الروسي وهل سيغير من طريقة اللعب في الفترة المقبلة ورده علي الانتقادات التي توجه إليه. وموقفه من عودة باسم مرسي وحسام غالي للمنتخب مرة أخري بجانب. بعض التساؤلات الأخري التي أجاب عنها في الحوار التالي: * بداية.. مبروك التأهل للمونديال. هل كنت تتوقع التأهل المبكر؟ ** دائما أنا من طبيعي التفاؤل. في مجال كرة القدم أنا أنظر للأمام. منذ اللحظة الأولي لقيادتي منتخب مصر وأنا هدفي الرئيسي هو بناء فريق قوي قادر علي بلوغ نهائيات مونديال روسيا وهو ما حدث بالفعل. وكنت منذ اللحظة الأولي وأنا أجهز نفسي لقيادة الفراعنة في المونديال. وعلمنا بكل قوة علي مدار أكثر من عامين أنا وجهازي المعاون لتجهيز الفريق للمشاركة في هذا المحفل العالمي بعد غياب طويل. * وكيف ساعدك جهازك في تحقيق الإنجاز؟ ** أنا محظوظ بالفعل بهذا الجهاز الذي عاونني كثيرا علي مدار العامين الأخيرين من أجل تحقيق حلم طال انتظاره من جانب الشعب المصري. فالجهاز المكون من محمود فايز وأسامة نبيه وفانتا وأنطونيو وأحمد ناجي وكذلك إيهاب لهيطة. ساعدني كثيرا في الفترة الماضية ودعمني من أجل تحقيق هذا الحلم. فالكل متعاون لأقصي درجة ويؤدي دوره المطلوب منه لدرجة أنني في الوقت الحالي أجد الجهاز ينفذ المطلوب دون أن أطلبه منه لأن ذلك بفضل الاستقرار الفني والهدوء علي مدي السنوات الأخيرة والتركيز والدعم الكبير من جانب مجلس الإدارة. * بعد الصعود. ما الذي تخطط له مع المنتخب في المونديال؟ ** أعرف جيدا أن الشعب المصري عاشق للكرة ويعشق منتخب بلاده كثيرا والكل يرغب في أن يري الفريق في أعظم المراكز ودائما يتطور ويتقدم إلي الأمام. فالحلم الماضي كان التأهل للمونديال أما الآن بعد تحقيق الحلم فالكل بدأ ينظر إلي ما سيقدمه المنتخب في المونديال بروسيا وهو الهدف الحالي بالنسبة للمنتخب المصري. أعتقد أن تركيزنا سينصب علي التحضير جيدا في الفترة المقبلة للمشاركة في المونديال وهدفنا الرئيسي حاليا هو عبور المرحلة الأولي ودور المجموعات. وسننتظر يوم 1 ديسمبر المقبل لحين إعلان قرعة المونديال وتحديد المنتخبات في جميع المجموعات. وبالفعل سنعمل بداية من تحديد شكل المجموعة في التحضير جيدا للبطولة العالمية وسنعمل علي أن نعبر المرحلة الأولي بنجاح ونصل إلي دور الستة عشر من البطولة. وأنا أثق أن المنتخب المصري يمتلك المقومات التي تجعله يقدم مستويات هائلة في المونديال ويبهر العالم بفضل مجموعة النجوم الكبار. * وهل من الممكن أن نري طريقة لعب مختلفة في المونديال؟ ** لن أكون صادقا إذا قلت أنني سأعمل علي تغيير طريقة اللعب. فأنا أعلم جيدا أن الجمهور المصري لن يرضي بغير تحقيق نتائج جيدة في المونديال. وأعتقد أن الفريق يقدم مستويات رائعة ووصل لنهائي أمم إفريقيا وتأهل للمونديال بفضل طريقته التقليدية التي يعمل بها منذ أكثر من عامين. وأعتقد أن التغيير قبل المونديال في ظل عدد قليل من التوقفات الدولية وتجمعات اللاعبين سيهز كثيرا من الأداء والنتائج وبالتالي فلن يحقق المنتخب هدفه الرئيسي في المونديال وهو عبور الدور الأول. وأنا أؤكدها للمرة الثانية. طريقتي مقتنع بها تماما وكذلك لاعبي فريقي طالما تحقق الهدف المطلوب منها ولن أعمل علي تغييرها حاليا بأي حال من الأحوال وستكون هي الطريقة المعتادة في مونديال روسيا. * ولكن هذا لا يعني أنك لن تطور الجانب الهجومي؟ ** أغضب كثيرا من أن البعض يري المنتخب لا يقدم كرة قدم هجومية في حين أنه في المقابل لا يشيد أي شخص بالأداء الدفاعي الممتاز للفريق أمام أكبر فرق قارة إفريقيا. حيث لم يفز الفريق المصري علي غانا مرتين في تصفيات المونديال وأمم إفريقيا وفاز علي أوغندا كذلك ذات البطولتين وفاز علي المغرب وبوركينا فاسو وفاز علي نيجيريا التي كانت أول المتأهلين عن قارة إفريقيا إلي مونديال روسيا ولم يخسر منها علي أرضها. فهذا الأمر صعب للغاية وأعتقد أن المنتخب تحت قيادتي فاز بنسبة تتعدي 75% من مجموع مبارياته بالكامل وهو رقم غير مسبوق علي الإطلاق وصعب تحقيقه. وأنا أري أن المنتخب يقدم مستوي جيد في الشكل الهجومي طالما يحقق الهدف منه ويسجل أهدافا ويسير بخطي ثابتة. ولا أهتم كثيرا بالانتقادات التي توجه إلي خط الهجوم وأنا مقتنع بالمجموعة الحالية وما تقدمه مع الفريق. * هل ستعمل علي ضم عناصر جديدة في الهجوم مستقبلا؟ ** يجب التأكيد علي أن ما يقال بأن كرة القدم المصرية تعاني من أزمة تتمثل في ندرة المهاجمين. هذا أمر غير مقبول علي الإطلاق وغير حقيقي فمصر تمتلك مهاجمين علي أعلي مستوي ولكن الظروف لم تخدمهم في الفترة الماضية. والمنتخب يضم حاليا أحمد حسن كوكا وعمرو جمال وحسام حسن لاعب سموحة. بجانب كهربا الذي يجيد لعب الدور الهجومي بشكل رائع. وهناك عناصر مميزة ومهمة بالنسبة للمنتخب مثل باسم مرسي وعمرو مرعي ومروان محسن بعد عودته من الإصابة سيكون لهم دور مع المنتخب في الفترة المقبلة لأن باب الفريق مفتوح للجميع بلا استثناء. * بالحديث عن باسم مرسي.. هل تقبلت اعتذاره؟ ** بداية يجب التأكيد علي أن خطأ باسم مرسي بعد مباراة غانا في تصفيات المونديال ليس بالخطأ الفادح ولكنني استبعدته من أجل تقويم سلوكه ومن الطبيعي أن يحدث هذا في أي مكان في العالم. واستمرار استبعاده فيما بعد ليس بسبب أزمة سلوكية أو أخلاقية وإنما هو سبب فني في النهاية. فاللاعب لم يظهر بمستواه المعهود علي مدي الموسمين الأخيرين. وبالتالي كان من الطبيعي استبعاده من المنتخب. وباسم كان منذ قيادتي للمنتخب المهاجم الأساسي ولكن سلوكياته مع تراجع مستواه كان سببا في استبعاده. وأنا أري أن اعتذاره واعترافه بالخطأ بداية التقويم الحقيقي فاللاعب لم يكن يعترف بخطئه في وقت سابق. والآن يشعر بالندم وهذا أمر جيد للغاية وأنا سأكون بجانبه. وعليه استعادة مستواه والتركيز في الملعب وأن يعود باسم مرسي الذي أعرفه وحينها سيكون مع الفريق في أقرب تجمع وليس ببعيد عن المشاركة مع الفريق في مونديال روسيا لم يمتلكه من إمكانيات فنية هائلة. * وما موقف حسام غالي من العودة؟ ** أعود وأكرر بأن باب المنتخب مفتوح لأي لاعب. ولكن حسام غالي أخطأ في حق نفسه وفي حق الجهاز الفني بالكامل وتطاول علي الجميع ورفض الاعتذار بل ورفض حضور جلسته مع المدرب أسامة نبيه. وبالتالي تم استبعاده تماما من الحسابات وهو حاليا لا يظهر بمستواه الطبيعي والمعروف عنه في الدوري السعودي مع النصر وإذا استعاد مستواه مرة أخري فسيكون هناك حديث آخر حينها بشأنه. ولكن حاليا هو خارج الحسابات تماما. * كيف ترد علي من يطالبون بإقالتك؟ ** لا أحتاج للرد علي هؤلاء فاتحاد الكرة ومجلس إدارته كان لهم الرد القاطع لأن المجلس يعرف جيدا ما أقوم به من عمل مع الفريق وتحديدا هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد الذي دائما ما يري كيف يخطط الجهاز في كل لحظة للمنتخب بهدف تطوير المستوي وتحقيق أفضل النتائج علي الإطلاق في جميع البطولات. وأعتقد أن رئيس الاتحاد أكد استمراري وأنا بالفعل مستمر مع الفريق وسأقود المنتخب في مونديال روسيا. وستجمعني جلسة خلال الأيام المقبلة مع إدارة اتحاد الكرة لتجديد العقود وتوقيع عقد جديد براتب شهري مختلف مع شروط أخري ومكافآت جديدة تتناسب مع حجم الإنجاز الذي حققه هذا الجهاز الفني بالتأهل للمونديال بعد 28 عاما من الغياب. * ما حقيقة العروض التي رفضتها مؤخرا للاستمرار مع المنتخب؟ ** اتحاد الكرة وجهازي المعاون يعلمون جيدا أنني تلقيت عشرات العروض طوال الفترة الماضية وتحديدا عقب نهائيات أمم إفريقيا في الجابون. من بينها أندية في الدوري الإسباني وأندية في دول الخليج العربي بجانب عرض رسمي لتدريب منتخب الكاميرون. ورغم هذه العروض وبعضها كان يفوق في الراتب ما أحصل عليه من المنتخب المصري. إلا أنني رفضت تماما وأكدت للجميع أن لدي خطة ومشروع مع منتخب مصر وأرغب في استكماله حتي النهاية في السنوات المقبلة واعتذرت عن عدم قبول هذه العروض بأي شكل من الأشكال.