يعيش حاليا أحلى أيام حياته الكروية، من تألق إلى تألق مع فريق ناديه تشيلسى، وأهدافه القاتلة جعلت منه أحد أفضل هدافى الدورى الإنجليزى الممتاز وأحد «أيقونات» المسابقة بصفة عامة، ودوره فى تأهل منتخب بلاده كوت ديفوار للمرة الثانية على التوالى إلى نهائيات كأس العالم ليس خافيا على أحد، وترشيحه لنيل جائزة أحسن لاعب فى قارة أفريقيا لعام 2009 بات مؤكدا رغم المنافسة الشرسة المتوقعة. وبلغت ثقة دروجبا فى نفسه وقدراته وإمكاناته أن أكد فى حواره مع الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» أنه ينبغى على منتخبات العالم أن تتهيأ لمواجهة «كابوس» الأفيال فى المونديال المقبل، وذلك على الرغم من أن الفريق خرج من الدور الأول للمونديال الماضى فى ألمانيا عام 2006، بل إنه رشح منتخبه للمنافسة بقوة على اللقب العالمى، وربما الفوز به، خاصة أن البطولة ستقام على أرض القارة السمراء للمرة الأولى، وكانت ترشيحاته لا تنصب على كوت ديفوار وحدها، بل امتدت لتشمل عدة منتخبات أفريقية، وعلى رأسها مصر، على حد قوله، كما سيظهر فى هذا الحوار: كنت صاحب الهدف القاتل فى مرمى مالاوى والذى صعد بكوت ديفوار إلى المونديال (1/1 فى بلانتير)، ما شعورك بالتأهل إلى المونديال للمرة الثانية على التوالى، وشعورك بالمشاركة فى البطولة العالمية للمرة الأولى على أرض القارة الأفريقية؟ لقد كان هذا نتاج عمل جماعى، فكل شىء حققناه، فعلناه كفريق، ونحن فخورون باللعب فى المونديال من جديد، وأعتقد أن هذه الفرصة ستكون جيدة أمامنا كأفارقة لتغيير الصورة النمطية التقليدية عن القارة، العالم كله سيعرف المزيد عن أفريقيا من خلال هذا المونديال. مطلوب منكم الكثير فى المونديال المقبل، أليس كذلك؟ نعم، الناس يتوقعون منا الكثير، فقد فزنا فى الكثير من المباريات، ولكن من وجهة نظرى كلاعب محترف، كل ما أريد أن أقوله هو أننا سنبذل كل ما فى وسعنا لتحقيق ما نهدف إليه كفريق، وليس كأفراد، فأنت فى بطولة مثل كأس العالم لا تمثل كوت ديفوار فحسب، وإنما تمثل ملايين الأفارقة، لسنا فى جنوب أفريقيا لنكون «كمالة عدد»، ولكننا نريد المنافسة! كثيرون يقولون إن هذه هى أفضل فرصة لفريق أفريقى لكى يتأهل إلى الدور قبل النهائى للمونديال على الأقل، هل تعتقد بأن كوت ديفوار يمكنها تحقيق هذا الحلم؟ سيكون الأمر بمثابة تحد كبير، ولكننا نملك الدوافع للقيام بذلك بالفعل، فهذا هدف أمام أعيننا، ونعرف أن الأمر ليس سهلا، فهناك فرق عظيمة مثل البرازيل وألمانيا.. ونحن فى أفريقيا لدينا منتخبات قادرة على تحقيق ذلك أيضا مثل غانا مصر والكاميرون، إضافة إلى كوت ديفوار التى تملك بعضا من أفضل لاعبى العالم، فدعونا ننتظر ونرى ماذا سيحدث فى العام المقبل. وماذا عن الدولة المضيفة، جنوب أفريقيا؟ عندما بدأت ممارسة كرة القدم، كانت جنوب أفريقيا دولة قوية جدا فى أفريقيا، ولكن المهمة ستكون صعبة على أرضهم، ومع ذلك فقد شاهدنا منهم أداء جيدا فى بطولة القارات. فى مونديال ألمانيا 2006، يعتقد كثيرون أن نتائج كوت ديفوار كانت أقل من المتوقع منها، رغم أن منتخبها كان رائعا، وكانت هناك توقعات بأن تتأهلوا على الأقل إلى ما بعد الدور الأول. لقد تعلمنا الكثير من هذا المونديال، لقد كان أول مونديال بالنسبة لنا، وكنا سعداء بالوجود هناك، ولنتحدث بصراحة، كانت مجموعتنا قوية، لعبنا بشكل جيد، ولكن فى بعض الأحيان تحتاج إلى التوفيق فى كرة القدم، وإلى الآن نحن لا نعرف من سيكون معنا فى مونديال 2010، ولكن لا ينبغى علينا القلق من هذا الأمر، ولا ينبغى التفكير فى ذلك أيضا، لأننى أعتقد بأننا الآن فى وضع نفسى أكثر هدوءا من المرة الماضية. ما سر منتخب كوت ديفوار؟! نحن أسرة واحدة كبيرة، اللاعبون يفهمون بعضهم البعض، فى أى فريق يوجد نجوم، وهنا ينبغى أن يشعر كل واحد من هؤلاء النجوم أن هناك ما يجمع بينهم وبين باقى اللاعبين، وبالنسبة لنا، نحن نحب اللعب باسم بلدنا، ونعرف الهدف المطلوب منا، أما حكاية السر الذى تتحدثون عنه، فلا يوجد سر، كل ما فى الأمر فقط أننا نعمل بجد! زرت جنوب أفريقيا مرتين أخيرا، ما انطباعك عن مدى استعداد هذا البلد لاستضافة المونديال؟ جنوب أفريقيا دولة جميلة، والشعب هناك وجود للغاية، ولكن الشىء الذى أعجبنى أكثر من أى شىء آخر هناك هو البنية الأساسية، لقد شاهدت هذه البنية الأساسية خلال بطولة القارات، ولا شك فى أن جنوب أفريقيا مستعدة بشكل جيد لتنظيم هذا الحدث الكبير، وسوف تنظمه بنجاح. فى الموسم الماضى، رأيناك تكافح من أجل العودة إلى مستواك مع تشيلسى، ما الذى ساعدك على العودة بهذه القوة فى الموسم الحالى؟ فى كرة القدم، يجب أن تتوقع أن تمر عليك مواسم شاقة ومواقف صعبة، وربما كان الموسم الماضى كذلك بالنسبة لى، ولكننى أعتقد بأننى كنت سيئا إلى هذه الدرجة التى تحدث عنها البعض، ولكن على أى حال، هذا الأمر أصبح تاريخا الآن، وأنا مستمتع بحياتى حاليا!