بدأت "نوة" الهجوم علي الحكام مبكرا هذا الموسم. فكما كان معتادا في السنوات الماضية كانت تبدأ وتتزايد حملات الهجوم عليهم مع اقتراب الموسم من نهايته والدخول في حسابات حسم الدوري أو الصراع للبقاء في الممتاز والنجاة من الهبوط إلي المظاليم. لكن هذا الموسم شهد منذ بدايته العديد من الأزمات والمشاكل التي أحاطت بأسرة التحكيم وكان أخرها هجوم رئيس نادي الزمالك علي لجنة الحكام والتهديد بالانسحاب من المسابقة وسط اتهامات لعدد من الحكام بالمجاملة والتحيز. هذا بالإضافة إلي المشاكل التي عانت منها أسرة التحكيم من الداخل سواء باستقالة عصام عبد الفتاح عضو اتحاد الكرة من رئاسة اللجنة. أو تهديد عدد من الحكام بالإضراب وعدم إدارة المباريات بسبب تأخر صرف مستحقاتهم المادية لفترة طويلة ورفعهم لعدد من الطلبات لمجلس إدارة اتحاد الكرة. بالإضافة إلي مطالبتهم بضرورة حمايتهم من حملات الهجوم والتشكيك التي تعرضوا لها في الآونة الأخيرة. وجيه أحمد رئيس لجنة الحكام المؤقت تولي المسئولية في ظروف صعبة للغاية. وتوقيت أصعب. ولكن يسعي الرجل من خلال خبراته بعد العمل فترة طويلة داخل اللجنة أن يتغلب علي كل هذه الصعوبات والمشاكل. وأن يتخطي مرحلة الهجوم علي الحكام والتشكيك فيهم من أجل إنقاذ المسابقة من الفشل باعتبارهم أحد أهم عناصر المنظومة الكروية. حيث أكد أن الهدف الأساسي للجنته هو عدم تعطيل المسابقة. مطالبا مجلس الجبلاية بحماية اللجنة والحكام من إرهاب بعض الأندية التي باتت تعلق فشلها وخسارتها علي "شماعة" التحكيم. حيث قال: * في البداية يجب التأكيد علي أن لجنة الحكام تتعامل بمنتهي النزاهة والشفافية في مسألة اختيار الحكام لإدارة المباريات وهي مسألة لم ولن تخضع لأي وصاية من أي شخص أو جهة حتي من أعضاء مجلس الإدارة أو الأندية وهذا أمر غير مقبول تماما. * لا توجد أزمة بين اللجنة ونادي الزمالك أو أي ناد أخر ومن حق أي نادي شكوي اللجنة لمجلس الإدارة أو شكوي أي حكم فهذا حق طبيعي لكل أعضاء الجمعية العمومية. ومجلس الإدارة يتخذ القرار المناسب في ضوء سماع وجهة نظر الطرفين وقدمنا ما ينفي كل اتهامات الزمالك بمجاملة أي فريق. * كما يجب أن أؤكد علي حقيقة هامة وهي أن الأخطاء التحكيمية موجودة في كل دوريات العالم والمتابع لأفضل الدوريات الأوروبية يتأكد من هذه الحقيقة. فأفضل الحكام في العالم يقعون في أخطاء. فهم في النهاية بشر معرض للخطأ. ولكن السبب في هذه الضجة المثارة عندنا هو الهجوم الذي تشنه بعض الأندية ووسائل الإعلام والقنوات الفضائية الملونة علي الحكام خلال الفترة الأخيرة. فبعض الأندية ترغب في إرهاب الحكام واللجنة وهو ما لن يحدث أبدا. * للأسف الشديد الحكام أصبحوا شماعة الفاشلين. وكل فريق يخسر يعلق خسارته عليهم. وأنا مندهش بشدة من تحميل الحكام لنتيجة المباريات. فالفرق لا تعرف طريقها إلي الفوز ولكن بمنتهي السهولة تعلق فشلها علي أخطاء الحكام وهذا غير منطقي. * إرهاب الحكام ومحاولة الضغط عليهم أو التعدي عليهم باللفظ في بعض المباريات ينذر بكارثة. فالحكم أحد أهم عناصر اللعبة ولكن بالتنسيق مع لجنة المسابقات ورئيس الاتحاد سنحاول القضاء علي هذه الظاهرة السلبية. وبالفعل ستكون هناك عقوبات صارمة لأي شخص يتعدي علي قضاة الملاعب. * مسالة استبعاد حكم من إدارة مباريات نادي معين أمر غير منطقي ولن يحدث علي الإطلاق. وليس من حق أي نادي أن يطلب حكما معينا ويطلب استبعاد أخر. فهذا ليس في كرة القدم في أي مكان في العالم. ولكن اللجنة قد تستبعد حكم من إدارة مباريات نادي معين إذا رأت أنه أخطأ في بعض قراراته خلال مباراة لهذا النادي ويكون الاستبعاد لفترة من الوقت وليس بشكل دائم. وأحيانا يتم توقيع عقوبات علي بعض الحكام باستبعادهم من إدارة المباريات لفترة ولكن بشكل سري حتي نحافظ علي هيبة الحكم. * مسالة تأخر صرف مستحقات الحكام انتهت وتم صرف جزء كبير من المستحقات المتأخر وسيتم صرف الباقي تباعا خلال الفترة المقبلة. بعدما تدخل رئيس الاتحاد ووعد بحل هذه الأزمة. وحاليا يتم صرف مستحقات حكام الممتاز من الأندية أولا بأول قبل كل مباراة. * مستوي الحكام خلال الفترة الأخيرة مبشر للغاية واستطيع أن أعطي لجميع الحكام الذين أداروا هذه المباريات تقدير ممتاز نظرا لأدائهم الفني والبدني العالي. * عندنا حكام متميزين وعلي مستوي عالي والدليل علي ذلك هو طلب الاتحادات العربية والأفريقية لحكام مصريين في مبارياتهم المهمة. فالحكم المصري له سمعة طيبة في الدول العربية والأفريقية. ونحرص بصفة مستمرة علي تنظيم دورات تدريبية وتثقيفية للحكام لشرح الأخطاء التي وقع فيها بعضهم لتلافيها في المرحلة المقبلة وللارتقاء بالمستوي الفني والبدني لهم.