* ستظل جريدة الكورة والملاعب.. علامة صحفية "رياضية" في مصر والوطن العربي. وعيد ميلادها القادم بعد أيام يذكرني بأستاذنا حمدي النحاس صاحب الفكرة ووضع اللبنة الأولي في بناء الكورة والملاعب.. كانت الرياضة في ذلك الوقت هي الشغل الشاغل لأستاذنا الراحل محسن محمد الذي غير منظومة الجمهورية بوضع الرياضة في الصفحة الأخيرة وبإشارة حمراء في الصفحة الأولي عن الرياضة فقفز التوزيع. في وقت كان الراحل حمدي النحاس يتولي مسئولية الرياضة في زميلتنا المساء بعناوينه الجميلة التي ترضي أذواق عامة الشعب. من هنا كانت فكرة اصدار جريدة رياضية متخصصة من دار الجمهورية للصحافة.. تولي الفكرة حمدي النحاس الذي أشتهر بعناوينه ومانشتاته التي تعتمد علي "السجع" والقافية والكلمات العامية. وانطلقت الكورة والملاعب من نجاح لنجاح.. ولم أتصور في يوم ما أن أصبح رئيساً لتحرير المولود الجديد. حتي جاء تكليفي من رئيس مجلس الإدارة في ذلك الوقت سمير رجب وكانت مهمتي في ذلك الوقت هي النهوض بالتوزيع وتحقيق طفرة كبيرة توازي اسم الجريدة التي كانت عروس الصحافة الرياضية في ذلك الوقت. وكم أسعدني وجود مجموعة رائعة من العاملين في الجريدة في ذلك الوقت. وللحق فكلهم يستحقون لقب رئيس تحرير بما يقدمونه من أفكار وبإخلاصهم الشديد للعمل وتواجدنا جميعاً ويومياً حباً في المكان ورغبة لتحقيق الإبداع الذي توالي من عدد لآخر. حتي أصبحت الجريدة عروساً ينتظر القراء ليلة فرحها الأسبوعي للتعرف علي أسرار وأخبار الوسط الرياضي بالكامل. كان زميلنا الغالي خالد كامل رئيس تحريرها الحالي هو مدير التحرير. ومعه طارق عبدالمطلب دينامو الحركة وباقي الأسرة من الشباب الصاعد الواعد الذين أصبحوا جميعاً نواباً لرئيس التحرير الآن. تحركت الجريدة بأفكار جديدة من الزملاء أذكر منها صفحة النجوم برسوم كاريكاتورية. وصفحات الأسرار والحكاوي. وملعب الفن. لكن الأهم من ذلك ما تحقق من خلال الأعداد الخاصة التي واكبت الأحداث مثل العميد حسام حسن عندما فاز بلقب عميد لاعبي العالم. ثم عدد وصية صالح سليم عندما أنفردت الجريدة بمرضه ووصاياه وقدمنا عدداً تذكارياً كاملاً عن صالح سليم اللاعب الفنان الإنسان الإداري ثم عدد الفضيحة عندما انسحب الزمالك أمام الأهلي في الدوري فقفز التوزيع لعدد قياسي وصل إلي مائة وخمسة وعشرين ألف نسخة. وتطور الأداء حتي تم تقديم طبعتين أولي وثانية من العدد الواحد بسبب إقبال القراء علي الجريدة التي قدمت مسابقات وجوائز وحفلات للأبطال المعاقين أصحاب الميداليات الأولمبية. وأتذكر حتي الآن يوم أن تفردت الكورة والملاعب علي كل الصحافة المصرية منذ قديم الأزل بتقديم مانشتات للجريدة من كلمة واحدة هي "فضيحة" تعبيراً عن صورة مرفقة لانسحاب لاعبي الزمالك من الملعب أمام الأهلي. ويومها تجمع بائعو الصحف أمام مبني الجمهورية للمطالبة بأعداد جديدة فكانت الطبعة الثانية لنفس العدد!! أيام أتذكرها بحلوها ومرها استمرت أربع سنوات بالتمام والكمال. هي أحلي وأجمل أيام عمري الصحفي لأن ما تحقق فيها لابد أن يذكر بأسماء كل الزملاء الذين عملوا معنا حتي وصلت الكورة والملاعب إلي القمة.. باسمها وكتابها ومادتها التي اجتذبت القارئ!! بصراحة أيام جميلة لا تنسي!!