في مفاجأة من العيار الثقيل.. تراجع اتحاد الكرة برئاسة جمال علام عن وعوده السابقة بعودة الجمهور إلي المدرجات مع بداية الدور الثاني لمسابقة الدوري الممتاز الذي من المنتظر أن ينطلق يوم الخميس المقبل. ذلك رغم الوعود التي قطعها العامري فاروق وزير الرياضة بعودة الجمهور إلي المدرجات مع بداية الدور الثاني. إلا أن جميع المسئولين تراجعوا عن وعودهم خاصة بعد الأحداث المؤسفة التي شهدها الشارع الرياضي ومنها حريق مقر اتحاد الكرة في أعقاب النطق بالحكم في مجزرة إستاد بورسعيد. واستمرار حالات الاحتقان لدي بعض الروابط الجماهيرية والألتراس. وهو ما دفع الاتحاد إلي الإصرار علي إقامة المسابقة بدون جمهور في محاولة لاستمرار الحياة في الملاعب المصرية بعد توقف دام لمدة عام كامل في أعقاب مذبحة إستاد بورسعيد و لإقناع الجهات الأمنية بالموافقة علي استمرار النشاط الرياضي والاستمرار في اللعب علي الملاعب العسكرية رغم اعتراض عدد كبير من الأندية علي هذا الأمر مع تزايد النفقات من تأجير ملاعب وانتقالات وتقدمت بعض الأندية بطلبات للعب علي ملاعبها ومنها الإسماعيلي وغزل المحلة. ورغم إعلان وزارة الرياضة عن بدء تنفيذ الشروط التي وضعتها وزارة الداخلية الخاصة بالملاعب التي جاء أبرزها في وضع سياج شبكي حول أرضية الملعب في كل الاستادات ووضع حواجز بمواصفات محددة بالمدرجات لمنع اختلاط الجماهير. و تشكيل لجنة أمنية من الأندية واتحاد الكرة تكون مهمتها الأساسية التنسيق بين الجهات الأمنية والجماهير لإيجاد سبل للحوار والتفاهم. ووضع بوابات الكترونية خارج الإستادات. وأيضا كاميرات مراقبة عالية الجودة لمراقبة أفعال الجماهير داخل المدرجات للسيطرة علي أي أعمال عنف وشغب. كما أن الجهات الأمنية اشترطت أيضا تكوين روابط للأندية الجماهيرية تكون مهمتها الإشراف علي تحركات الجماهير والعمل علي توعيتها في ظل حالات الاحتقان التي شهدتها الملاعب في الآونة الأخيرة. إلا أن الاتحاد رفض طلبات هذه الأندية وأصر علي استمرار اللعب علي الملاعب التابعة للقوات المسلحة. المثير والغريب في الأمر أن أغلب أندية الدوري الممتاز وافقت علي اقتراح إقامة المسابقات بدون جمهور رغم التصريحات الإعلامية التي يرددها المسئولون حول ضرورة الحضور الجماهيري وغيرها من التصريحات التي تخطب ود المشجعين. وجاء موقفها القابل لهذا المبدأ تجنبا لمسلسل نزيف الخسائر المادية التي تعرضت لها المنظومة الرياضية في ظل توقف النشاط.. يأتي هذا في الوقت الذي انقسم فيه اتحاد الكرة إلي فريقين.. إحداهما يؤيد عودة الجمهور إلي المدرجات من جديد وأكدوا أن مذبحة إستاد بورسعيد خلقت جوا جديدا من الروح الرياضية بين الجماهير ستقضي علي التعصب والانفلات مطالبين كل الجهات المعنية بتحمل مسئولياتها وإنقاذ كرة القدم التي أصبحت من أقوي الصناعات التي تدر دخلا للاقتصاد الوطني وغياب الجمهور هو أحد عناصر هذه اللعبة وغيابه يسبب المزيد من الخسائر المادية للأندية في وقت تعاني منه كل الأندية من أزمات مادية طاحنة. كما أن استمرار خلو المدرجات يساهم في الانتقاص من قيمة المسابقة وقوتها. في حين يري المعارضون لعودة الجماهير أن الأجواء لا تسمح بعودة الجماهير في الوقت الحالي وحرق مقر الاتحاد خير دليل علي ذلك. كما أن قيمة التذاكر لا تفرق مع الأندية ولا تغطي احتياجاتها لكنها تعتمد بشكل أساسي علي البث الفضائي والتسويق والإعلانات. و من الممكن أن تتفق الأندية مع الأمن علي صيغة لإحكام دخول عدد محدد من الجماهير وفقا لسعة كل إستاد بحيث يمكن السيطرة عليهم. من جانبه أكد مازن مرزوق رئيس لجنة المسابقات أن مسألة عودة الجماهير للمدرجات من جديد أمر يفوق في سلطته اختصاصات اللجنة ويعتمد في الأساس علي الموافقات الأمنية. وأن استمرار اللعب بدون جمهور يأتي تقديرا للمصلحة العامة حتي لا تحدث أي أزمة جديدة تسبب في إيقاف النشاط لفترة أطول وهو ما سيضر بمصلحة الكرة المصرية بشكل كبير. مشيرا إلي أن هناك تفكيرا داخل الاتحاد للسماح للجمهور بحضور مباريات الدورة النهائية التي تحدد البطل.