قبل ثورة 25 يناير 2011 كانت ¢ادمغة¢ المصريين تزخم بأمور كثيرة ليس من بينها السياسة. فما من جماعة تتحدث الا في امرين .. كرة القدم وهموم الحياة. الان - وبعد الثورة - تبدل الحال وانشغل الناس بالسياسة واضحت احاديثهم الجدلية لاتنتهي حول مافعله ومالم يفعله الرئيس الدكتور محمد مرسي. وهذا بالطبع من ثمار الثورة التي ¢ فرمتت هارديسك ¢ المواطن العادي واعادته خاليا من شوائب كرة القدم ليستوعب امورا اخري تهم الوطن. من ثمار الثورة ايضا .. عملية الفرز التي تمت ولاتزال تكشف لنا عمن خلعوا برقع الحياء وتحولوا في الفضائيات من النقيض الي النقيض. ولايخجلون!.. فمنهم من يطرح افكاره واتجاهاته دون حياد مستخدما ضيوفه المنتقين حسب مزاج سيادته للتعبير عما يريد . ثم يحاول ان يعيش في دور الطرف الغائب ليبدو انه محايد. هذا الاسلوب لم يعد ينطلي علي المواطن المصري الذي اكتشف ان هناك مجموعة من المرتزقة والمنتفعين استفادوا من الثورة فضائيا وحصلوا علي اموال وشهرة لم يحلموا بها مطلقا. لدرجة ان احدي المذيعات تركت القناة التي كانت تعمل بها لانها تحصل علي 250 ألف جنيه شهريا فقط.. يابلاش..!! هؤلاء المرتزقة راهنوا منذ بداية الثورة علي النظام السابق ولما سقط ظنوا ان النظام قد يعود في ثوب جديد. فلم يستحوا وهم يتمسحون في المجلس العسكري حتي ان بعضهم كان يقدم المشيرعلي الرئيس واذا تحدث عنه قال مرسي مجردا في حين يسبق طنطاوي بالسيد المشير. وحفاظا علي شكله الباهت يستدرج بقوله : ¢مع حفظ الالقاب طبعا¢ .. وقد نزل علينا ¢ بالباراشوت الفضائي¢ مقدم مستجد اذا ما اراد ان يعرف المتصل به قال ¢ معاك فلان الفلاني المحامي ¢ ثم يسأله : مارأيك فيما فعله مرسي في المئة يوم ؟ .. اي انه يهتم بالاعلان عن نفسه وان البيه محام فيما ينكر علي رئيس دولته ورئيسه ذكر منصبه بحجة ¢ مع حفظ الالقاب¢ ..!! هؤلاء خسروا رهانهم للمرة الثالثة عندما سعوا بحجة الحرية الي احباط الناس مما يقوم به الرئيس في المئة يوم رغم ان التليفونات سابقة التجهيز التي يستخدمونها علي طريقة الفنان هاني رمزي في فيلم ¢ ظاظا ¢. ومن الغريب ان هؤلاء الفضائيين اعتادوا - وايضا بحجة الحرية بعد الثورة - ان يتصيدوا للرئيس اي نواقص في حديثه فعندما انهي الحكم العسكري انتقدوا ان تكون كل الصلاحيات بيديه رغم وصفهم قبلها بانه منقوص الصلاحيات. ولما كرم المشير طنطاوي وعنان قالوا: لا للخروج الآمن.. واذا تكلم عن الخارج قالوا انه يهرب من مشاكل الداخل واذا كرم الفنانين ادعوا انه نسي الادباء والمفكرين. ولو سافرلاعادة دور مصر المفقود عدوا سفرياته وصلواته. حتي عندما رد علي ذلك قالوا كيف لرئيس دولة ان يتحدث في هذا؟.. وكأن المطلوب من الرئيس ان يستشير كل واحد من هؤلاء فيما يقول حتي يأمن نقده وانتقاده .. الاهم من ذلك ان بعضهم يطالبه بما لم يطلبه الامريكان من ¢اوباما¢ اذ لم نسمع من اي سياسي امريكي طالب اوباما بالتخلي عن حزبه الديمقراطي .. اما هنا فقد طالبوه بالتخلي عن جماعة الاخوان المسلمين ولو فعلها لقالوا: ¢ ان لم يكن له خير في جماعته فكيف يكون له خير في غيرها ¢ ؟!! وسبق وتصيّدوا قوله عن المانجو رغم انه ذكرها بشكل عابر وعفوي ضمن حديث عن زيادة المحاصيل الزراعية كالارز والقمح وغيرهما مشيرا الي ان زيادة الانتاج يؤدي لانخفاض الاسعار.. لكن: ¢حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمني لك الغلط ¢..!! سيادة الرئيس .. في بور سعيد يطلقون علي كل لاعب ¢حريف¢ في فريق المصري لقب ¢ مانجه ¢ كدليل علي فنه.. هكذا لقبوا احمد مصطفي الذي انتقل اليهم من الترسانه قبل اعتزاله منذ سنوات. وانت في ملعب السياسة بالنسبة لمن اختاروك ¢ مانجة¢ فسر ولا تلتفت الي كل مغرض حقود كان يتمني عودة نظام اذله واهانه . امضي يا ريس الي ما فيه الخير للبلاد والعباد ولا تلتفت الي من قال فيهم الشاعر: هل حاروا مع الأقدار ..