بأداء رئيسنا المنتخب د. محمد مرسى القسم وحسمه الخلاف واستكمال مراسم توليه المنصب.. آن له أن يتفرغ لعلاج داء المشاكل المزمنة وتقديم الحلول للملفات الساخنة والعالقة منذ بداية الثورة من تعليم وصحة وأمن وعدالة اجتماعية متمثلة فى أجور متدنية لموظفى وعمال مصر وفلاحين يعانون من تراكم مديونيات بنك التنمية والجمعيات الزراعية ومن تشرد وظلم لآلاف من أطفال الشوارع ومن الخلل الاجتماعى فى عدم مساواة علماء وأساتذة الجامعات بأهل الفن والكورة فى منح العطايا والملايين.. إلى كارثة القمامة وتلوث البيئة التى تخطت النسب العالمية المحظورة. وأيضاً ملف ذو خطورة كبرى وهو محاولة عودة الهوية العربية التى سقطت تحت وطأة حكم الديكتاتوريات حتى وصل الأمر إلى تمنى البعض الانتساب لدولة مجاورة معادية. وبعد كل هذا الهم نطرح سؤالا لكل صاحب عقل وضمير كيف يتفرغ الرئيس لمباشرة مهام منصبه وسط حملات تخوين وتشكيك فى صدق نواياه ثم تعرضه لشائعات كاذبة وقذفه بأبشع الألفاظ لشخصه ولأسرته.. وإذا قيل لهم اتقوا الله واتركوا له الفرصة لكى يعمل لصالح بناء الوطن والنهوض من عثرته لتجنوا ثمار الخير لكم ولأبنائكم.. فيسارعون بالرد ويقولون لا تقحموا الله فى السياسة. فعجبا لكم.. عندما كان الرئيس المخلوع يصب على الجميع كافة صنوف العذاب والظلم كنتم ترددون فيما بينكم اتق الله فينا.. فهل تنشدون رئيسا لا يخاف الله ويتقى القانون والمنظمات الحقوقية وحسب، مع علمكم بأن من يخاف الله يتمتع بضمير يقظ يحاسبه قبل أن تحاسبوه أم ترغبون فى شخص يعقد الصفقات المشبوهة فى الخفاء وأمامكم يغرد بالأمانى الكاذبة. ونفاجئ أيضاً بانتقادات شكلية لا ترقى إلى الموضوعية على لغة خطابه الذى قدم فيه تطمينات للشعب وقال:(أنا خادم الشعب.. وأجير عند المواطنين ووليت عليكم ولست بخيركم.. فأعينونى ما أقمت الحق فيكم وإن لم أفعل لا طاعة لى عليكم). وقالوا إنه لا يرقى إلى مستوى الخطابات السياسية التى اعتادوا عليها من سابقيه لما تحتويه من عبارات ووعود خادعة لم يتحقق منها إلا القشور على مدار 60عاما.. فمثلا أحدهم تمنى أن يشير إلى الميراث الحضارى للأمة العريقة وآخر يريده خطابا منمقا مثل خطاب شفيق، وثالث قال إنه ذكر كل طوائف الشعب حتى سائقى التوك توك ولم يشر إلى طائفة كذا وكذا وأرى أن تلك التعليقات مجرد «فذلكة إعلامية» وتصيد للأخطاء.. وهل هناك إضافة بعد كلمة «أنا خادم الشعب» وهى كلمات يقبلها العقل والقلب وتسعد كل مواطن شريف ويشعر بصدقها.. فالكل أراد منه إزالة الفزاعات المزعومة التى بثتها بعض برامج التوك شو كالسيل العرم على أذن المواطنين.. ولكن ران على قلوبهم وعلى أبصارهم غشاوة لإيمانهم بأفكار مسبقة مشوهة ومخالفة للحقيقة.. حتى شجعوا قائد شرطة إمارة عربية إلى أن تجرأ وتلفظ بعبارات غير لائقة على رئيس مصر ويدعوه بالحبو إليه حتى يطلب الصفح وهو على يقين بمدى حجم وثقل مصر فى المنطقة والعالم، وكذلك لا يحترم إرادة شعبها. وعلى النقيض سمعت العديد من بسطاء أهل مصر فى الشارع والتلفاز وما أصدق فطرتهم يقولون إنه «وش خير علينا وعلى بلدنا».. فكان أجدر بهم مشاركتهم فرحة الشعب لاختيارهم أول رئيس منتخب لم يعرفوه على مر العصور فكان الرئيس أو السلطان يفرض عليهم «هم وبختهم» يطلع صالح أو طالح وأقول لهم أتركوا الشعب يعيش معه الحلم بمصر جديدة.. ألم ينفذ صبركم من طول خراب المرحلة الانتقالية. لا تفسير لحالتهم إلا أنهم أصحاب مصالح أم يتلذذون فى الهجوم الذى لا يفرق بين الشأن الجاد والتافه من الأمور.. وخير دليل أيضاً على صدق هذا الرجل ما بذله من جهد فى أيام لا تعد على أصابع اليد الواحدة.