تعليم الجيزة تحصد المراكز الأولى في مسابقة الملتقى الفكري للطلاب المتفوقين والموهوبين    عمال الجيزة: أنشأنا فندقًا بالاتحاد لتعظيم استثمارات الأصول | خاص    التعليم العالي تعلن فتح برامج المبادرة المصرية اليابانية للتعليم EJEP    الكويت ترحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعادة النظر بعضوية دولة فلسطين    تقرير إدارة بايدن يبرئ إسرائيل من تهمة انتهاك القانون الدولى فى حرب غزة    القاهرة الإخبارية: الإمارات تستنكر دعوة نتنياهو لإدارة قطاع غزة    في أقل من 24 ساعة.. «حزب الله» ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل    كرم جبر: على حماس أن تستغل الفرصة الراهنة لإحياء حلم «حل الدولتين»    محمود ناصف حكم مباراة الأهلى وبلدية المحلة.. وأمين عمر لمواجهة المصرى وبيراميدز    جوميز يركز على الجوانب الفنية فى ختام ثانى تدريبات الزمالك بالمغرب    إبراهيم سعيد ل محمد الشناوي:" مش عيب أنك تكون على دكة الاحتياطي"    فوزى لقجع ورضا سليم يتوسطان للصلح بين حسين الشحات والشيبى    إصابة 13 عاملا إثر حادث سيارة في الغربية    طقس معتدل في محافظة بورسعيد بعد العاصفة الترابية.. فيديو وصور    مصرع شخص صدمته سيارة طائشة في بني سويف    المهم يعرفوا قيمتي، شرط يسرا لوجود عمل يجمعها مع محمد رمضان (فيديو)    إحالة جميع المسؤولين بمديرية الصحة بسوهاج للتحقيق    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الكبير.. سعر الذهب والسبائك اليوم السبت 11 مايو 2024 بالصاغة    " من دون تأخير".. فرنسا تدعو إسرائيل إلى وقف عمليتها العسكرية في رفح    قرار عاجل من ريال مدريد بشأن مبابي    مباريات اليوم السبت 10-05-2024 حول العالم والقنوات الناقلة    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك يوماً يتجلّى فيه لطفك ويتسع فيه رزقك    مواعيد مباريات اليوم.. الأهلي ضد بلدية المحلة.. ونهائي أبطال آسيا وتتويج مرتقب ل الهلال    موازنة النواب عن جدل الحساب الختامي: المستحقات الحكومية عند الأفراد والجهات 570 مليار جنيه    عز ينخفض لأقل سعر.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 11 مايو بالمصانع والأسواق    الزراعة: زيادة الطاقة الاستيعابية للصوامع لأكثر من 5 ملايين طن    مأمورية من قسم الطالبية لإلقاء القبض على عصام صاصا    آبل تخطط لاستخدام شرائح M2 Ultra فى السحابة للذكاء الاصطناعى    خبير دستوري: اتحاد القبائل من حقه إنشاء فروع في كل ربوع الدولة    السياحة عن قطع الكهرباء عن المعابد الأثرية ضمن خطة تخفيف الأحمال: منتهى السخافة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج السبت 11 مايو على الصعيد المهنى والعاطفى والصحى    برج الجدى.. حظك اليوم السبت 11 مايو: تجنب المشاكل    عمرو دياب يحيى حفلا غنائيا فى بيروت 15 يونيو    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    أبناء السيدة خديجة.. من هم أولاد أم المؤمنين وكم عددهم؟    الشعبة تكشف تفاصيل تراجع أسعار الدواجن والبيض مؤخرًا    تناول أدوية دون إشراف طبي النسبة الأعلى، إحصائية صادمة عن حالات استقبلها قسم سموم بنها خلال أبريل    زيادات متدرجة في الإيجار.. تحرك جديد بشأن أزمة الإيجارات القديمة    النائب شمس الدين: تجربة واعظات مصر تاريخية وتدرس عالميًّا وإقليميًّا    الحكومة اليابانية تقدم منح دراسية للطلاب الذين يرغبون في استكمال دراستهم    «أنصفه على حساب الأجهزة».. الأنبا بولا يكشف علاقة الرئيس الراحل مبارك ب البابا شنودة    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    النجم شاروخان يجهز لتصوير فيلمه الجديد في مصر    القانون يحمى الحجاج.. بوابة مصرية لشئون الحج تختص بتنظيم شئونه.. كود تعريفى لكل حاج لحمايته.. وبعثه رسمية لتقييم أداء الجهات المنظمة ورفع توصياتها للرئيس.. وغرفه عمليات بالداخل والخارج للأحداث الطارئة    المواطنون في مصر يبحثون عن عطلة عيد الأضحى 2024.. هي فعلًا 9 أيام؟    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    الإفتاء تكشف فضل عظيم لقراءة سورة الملك قبل النوم: أوصى بها النبي    مصرع شاب غرقًا في بحيرة وادي الريان بالفيوم    نتائج اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالمية للإسكواش المقامة بنادي بالم هيلز    5 علامات تدل على إصابتك بتكيسات المبيض    لأول مرة.. المغرب يعوض سيدة ماليا بعد تضررها من لقاح فيروس كورونا    حكومة لم تشكل وبرلمان لم ينعقد.. القصة الكاملة لحل البرلمان الكويتي    هشام إبراهيم لبرنامج الشاهد: تعداد سكان مصر زاد 8 ملايين نسمة أخر 5 سنوات فقط    الجرعة الأخيرة.. دفن جثة شاب عُثر عليه داخل شقته بمنشأة القناطر    حلمي طولان: «حسام حسن لا يصلح لقيادة منتخب مصر.. في مدربين معندهمش مؤهلات» (فيديو)    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية: العدالة الكاملة القادرة على ضمان استعادة السلام الشامل    جلطة المخ.. صعوبات النطق أهم الأعراض وهذه طرق العلاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إذن فلتخرج من حياتنا سيادة الرئيس..!!
نشر في الشعب يوم 03 - 06 - 2007


مصر والخروج من مأزق العار ..!!

[email protected]




طبيعة المعالجات لواقع الفساد والاستبداد .. في العادة يستلزم اعادة هيكلة وتغيير جذري للواقع السياسي والأمني والاجتماعي .. وفق أسس وثوابت المنهج الإلهي .. والتغيير في العادة لن يكون فجأة.. حيث انه يخضع لما تخضع له سنن الوجود ومنطق الحياة أي يخضع لسنة التطور وناموس التدرج . إلا أننا سنحاول .. ان نعطي معالجة .. وفق القرآن والسنة والسلف الكرام من الصحابة.. التي أعطت سياق التطبيق العملي نحو المجد الذي طبق الآفاق يوما ..
بداية .. هنيئا لدخول مصر .. سوق النخاسة والعبيد أخيرا لتحقق ما يصبو اليه الكثير بروح التشفي ..تجاه هذا البلد العظيم .. خير أجناد الارض كما قال المصطفى . ها قد وصل الامر .. ان تذهب نساء مصر ويعملن كخادمات في بيوت الخليج ..وهذا يبدو ما كان يبتغيه الرجل .. ويحث في طلبه ..
فبعد أن حولت أوروبا تركيا بلد الخلافة العظمى .. الى مجرد بلد علماني كانت التغير والتحول هائلا نحو القاع والهاوية . ليتحول إلى شعب .. مقطوع الأواصر بمجد أل عثمان .. ولغة جديدة تكتب باللاتينية حولتها إلى أمة طفلة بلا تراث..
والى شعب اعتبر فيه الخونة -العلمانيين الذين يتحكمون في مصائر الدولة - مؤخرا أن مدارس تحفيظ القرآن تهدد العلمانية التركية . .. ولقد تحول معظم الشعب التركي .. في بلاد العالم .. إلى عمال في المطاعم فحسب. وانتهى المجد بسياقاته .. وتحول من الشعب الغازي إلى واقع من العار ..بدلا من أن يمتشق السيوف .. ويقتحم اوربا لمرتين .,, هاهو اليوم يتسول راكعا ان ينضم الى أوربا .شعوب الترك . شعب وجيش الخلافة الذين كان يحمي حوزة الدين من أقاصي الارض الى البلقان ..ذبحت البوسنة والهرسك امام عينه ولم يحرك ساكنا ..بل أصبح اليوم ..تحفيظ القرآن جريمة .. واصبح لا يفقه المجد ولكنه يفقه جيدا ان يصنع الفطيرة التركية . ومشروب الكوكتيل .. سحقا لعلمانيتكم التي خنثت الرجال .. وخانت الله ..
وهانحن .. نتحول إلى مرحلة جديدة على الساحة المصرية ..لمرحلة لن ترفع مصر بعده رأسها أبدا .. مرحلة خدم المصريات في بيوت الخليج .. ولا أعرف ماذا يريد الموقف الرسمي للدولة . بعد أن باع كل شيء .. من مصانع .. وبنوك .. ها هو يريد بيع النساء في سوق النخاسة والعبيد ..
نعم لا أعرف ماذا يريد الموقف الرسمي للطغمة الحاكمة برمتها .. هل يريدون من الشعب الانتحار ..؟!!
هاهو الشعب ينتحر على الساحة .. إذن فلتخرج من حياتنا سيادة الرئيس ..!!
وكم ذا بمصر من المبكيات**** كما قال أبو الطيب ..
على احد القنوات .. كان برنامجا يتناول الفقر في مصر حيث يستضيف البرنامج .. وزير المال والاقتصاد .. على ما يبدو .. وبعض الاتصالات الهاتفية من المواطنين ..
فإذا باتصال هاتفي يقول أنا شيخ وإمام مسجد وراتبي 250جنية منذ الستينات . واشبع يوما وأصوم يوما . أنا وأولادي نعاني . وعجز أولادي الذين يدرسون الطب عن استكمال تعليمهم ..بشكل نظامي لضيق ذات اليد ..وأضاف الرجل ..وأتمنى أنا أموت في نفس اليوم الذي يموت فيه أحد المسئولين كمثل هذا الجالس ..
فاستغرب الحضور.. فقالت المذيعة لماذا.. فقال المتصل صاحب المداخلة حتى تنشغل ملائكة العذاب بمسئول كمثل هذا الجالس.. وتتركني الملائكة .. حيث ستكون في شغل شاغل عني . فأدخل الجنة ..
هذا ما تم .
وعليه كما أسلفنا .. اذا انتصب الطغيان تعاظم الحرمان ..
نعم من لم تر مصر على مر العصور وكر الدهور ذلاً قاطعا الا هذا العصر . عصر وصلت فيه بنات مصر للمرحلة أن يعملن كخادمات في دول الخليج ..
لقد مر الإمام علي.. بطلحة وعبد الله بن عتاب بن اسيد وهما قتيلان يوم صفين ..
فقال : لقد أصبح أبو محمد بهذا المكان غريبا .. أما والله لقد كنت اكره أن تكون قريش قتلى تحت بطون الكواكب..
وإننا والله نقول اليوم .. إنني اكره ان تكون نساء مصر خادمات تحت بطون الكواكب ..
وتدخل مصر في سياق مشابه لبعض دول أمريكا اللاتينية التي كانت ترسل ما لديها من عذارى في طائرات خاصة الي بعض الدول بغية خسيس المغنم .. نعم هكذا دول الاستبداد ..تأخذ على شعوبها عمولة .. تتعامل بالعمولات وخسيس مغنم.. ولا عزاء للشرف ..
كنت أنظر دوما إلى الشعوب التي ترسل نساءها إلى الخليج كخادمات نظرة دونية دول كالفلبين .. وأحزن على اندونيسيا كونها دولة مسلمة .. أحزن لأنها أصبحت بلاد منزوعة الكرامة .. استهلكت فيها قيمة الإنسان فأرسلت شعوبها عبيدا في دول الخليج .. تعاني الذل .. وخاصة اذا اخذ السياق .. مهنة الخادمات .. التي تستهلك فيه النساء .. قيمة وكرامة وجنسا ..
سأل عمرو بن هند ..هل تعلمون من احد من أهل مملكتى تأنف أمه من خدمة أمي؟!
فقالوا لا ما خلا عمرو بن كلثوم فان أمه ليلي بنت مهلهل أخي كليب وعمها كليب وهو وائل بن ربيعة وزوجها كلثوم وابنها عمرو ثم بعث بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره وان يزير ليلي هند ..
وهنا .. طلبت ام عمرو بن هند . أن تناولها طبقا
فقالت فلتقم صاحبة الحاجة الى حاجتها ..
فقالت ناوليني وألحت عليها ..
.. فقالت ليلى وا ذلاه .. يالتغلب ..
ونحن اليوم .. نقول وا ذلاه.. يا لمصر ..
ولكنها الأيام ..
وكأني بقول نزار يا صلاح الدين .,
هاهن شريفات مصر يغسلن صحون الأجنبي ..
. وعليه فهناك من الشعوب دون رصيد مصر من المجد وعنفوان التاريخ من ترفض .. بكل الأنفة والشمم .. أن تكون نسائها كخادمات في دول الخليج ..
كالباكستان مثلا... ولم نسمع .. عن خادمات من اليمن .. او سوريا . او تونس .. فلم نساء مصر بالذات ؟
وهانحن اليوم .. نرى في جرائد الخليج من يريد خادمة مصرية . .. هكذا وصلت مصر . في عصر مبارك .
لماذا يدمر هذا الرجل مصر ؟
كما تساءل ..عزيز صدقي .. ليه أنت بتعمل كده في مصر .؟؟؟
مصر تاج العلاء في مفرق الشرق .. تصل إلى هذا المستوى من القاع .. إلى مستوى الخدم ..
ثكلتكم أمهاتكم !!
مصر التي كان من لم يرها لم ير عز الإسلام . بالأمس هاهي اليوم .. تعمل خادمة في بيوت الخليج ..
أهكذا وصلنا ؟؟. ونقولها لكم.. ألا لا يرفعن رجل في مصر رأسه بعد اليوم ..
نعم لك ماض بمصر ان تذكري يحمل الحق وينتسب .
ولك الحاضر في عزه قبب تهوى بها قبب .. هكذا قالوا بالأمس ..
أما اليوم تحمل الذل وتنتسب .
ولك العار في ذله ..قبب تهوى بها قبب..
أما اليوم .. قد هوت قببنا نحن وهوى المجد وتحول إلى أنقاض .. وكأن هؤلاء .. لا يريدون أن يبقوا على شيء ذا قيمة ..
حتى انتهى الأمر إلى نساءها وأعراضها ..
حتى متى فرعون يقهر عزتى *** والى متى هامان ينهب زادي ..
نعم ما زال فرعون يقهر عزتي ومصّر إصرارا مستميتا على ان يقهر عزتنا . وما زال هامان ينهب زادي ..
وما زال يقلق راحتي كسرى*** وقيصر يسترق بلادي ..
بالرغم بما بقي في ايدينا من فضل اذللنا به العزيز وأنعشنا به الذليل ..
بالرغم من الذهن المتوقد واحمد زويل ..وسيد قطب.. وكل عمالقة الفكر .. إلا ان الفكر أصبح بلا قيمة .
في وقت يبحث عبد الوهاب المسيري عن العلاج .. بينما الراقصات والمغنون .. يعالجون في كبرى مستشفيات الغرب مجانا ..
لقد ذكر ابو اليسر ابراهيم بن محمد المدبر في كتابه (الرسالة العذراء في موازين البلاغة وادوات الكتابة )
قول الحسن بن وهب : (الكتابة نفس واحد تجزأت في ابدان متفرقة ومن لم يعرف فضلها وجهل اهلها ، وتعدى بهم رتبتهم التي وضعهم الله بها ، فانه ليس من الانسانية في شيء ..) وما يقصده الرجل ان الذي يحط من قيمة الكتاب فقد معايير الانسانية.. وليس منه في شيء..
ولكن هكذا الموقف السياسي..كما قال تعالى (قل كل يعمل على شاكلته) ..
وينتهي الموقف العام إن القوم ..يأبون إلا وضع رأس مصر في الطين .. وكأن هذه هي مهمتهم .. ولم يخلقوا إلا لهذا الغرض وبناء عليه يتصرفون ..
ومع هذا ما زال الفكر الدعاري . الذليل سائداً على الساحة .. كما قال محي الدين اللاذقاني . ان دعارة الفكر أسوأ من دعارة الجنس .. لأن دعارة الفكر تدمر أمما وشعوبا .. وعليه كان ذلك الشخص الذي استضافه معتز الدمرداش ..
ليدافع ويبرر خدمة مصر في بيوت الخليج ..
ليقول بكل بجاحة .. اما الشخص (المحرم) سنسويها ..
فأي ديوثية كانت .. وأي ذل كان ..
وما لجرح بميت إيلام ..
حينما يكون الظلام حالك . نبحث عن الضياء .. عن بصيص من الامل ..
يقول الغرب: لا تخف من الظلال إنها تعني أن ثمة ضوء بالجوار ..
Never fear shadows. They simply mean there's a light shining somewhere near by.- Ruth Renkel
ولكن ها نحن كل يوم يزداد الأمر سوءا .. فكانت تلك الأخيرة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ..
نساء مصر خادمات بالخليج ..
ولكن هكذا في واقع الظلم والاستبداد عندنا لا ثمة إضاءة .. في تلك العتمات.. انه واقع العار ..
فتلك راياتنا خجلى منكسة *** فاين من دونها تلك الصناديد ..
انها قولة الأمس ..
ودعي القادة في أهوائها ****تتفاني في خسيس المغنم
رب وامعتصماه انطلقت ****ملء افواه الصبايا اليتم
لا مست إسماعهم لكنها**** لم تلامس نخوة المعتصم ..
قالوا :(في محاولات التغيير عن الظلام والاستبداد ، إن الظلام لا يأتي فجأة وكذا الاستبداد وفي كلا المثالين هناك حالة من الغسق حينما لا يتغير شيء
وفي مرحلة الغسق لابد أن ندرك ان نسمة هواء خفيفة قد تكون وعليه ما زلنا نخشى أن نكون ضحايا غير لماحين لسياق الظلام .. )
الا ان التصور الأمثل للإسلام .. يرفض هذا السياق أي خشية التضحية ..
وهو الذي جعل أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر
الذي كان من مجرياته أن بدم الشهداء المسفوح على مذبح الصنم .. يُصب به الطغيان الزيت على النار .. ويشعل النار في الهشيم .. ويعصف بالتالي بأسس الطغيان من القواعد ..
هو الحق يغفي ثم ينهض ساخطا *** فيهدم ما شاد الظلام ويهدم
و قالوا إن للحق جنودا من بينهم الباطل نفسه ..

* * * * * * * * * *

في محاولة المعالجة لأي معضلة يجب أن نبحث عن الجذور .. يقول انطوني دي أنجلوا ..
إذا أردت ان تحل مشكلة فلتحفر الى الجذور ولا نتعلق بالغصون والأوراق .. وكما هو الوضع في الحالات الطبية .
لا تعالج أعراض المرض ولكن عليك بلب المشكلة وجوهرها .

When solving problems, dig at the roots instead of just hacking at the leaves.
Anthony J. D'Angelo
ترى ما الذي أدى إلى هذا الوضع المتدهور يتضح لنا من المنهج القرآني ..
إن رفاهية الأمم وشقاء الأمم .. وخاصة الأمة الإسلامية .. يعتمد ابتداء وانتهاء .. على بعد واحد ألا وهو
تفعيل أمر الله بهيمنة شرع الله ..
(وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً) (الجن : 16 )
قضيتنا ان تقيم الأمة القرآن وتطبق شرع الله وأن يصبح هذا القرآن مهيمنا عليها وعلى العالم أجمع .. لتأكل من فوقها ونت تحت أرجلها ..
(وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ) (المائدة : 66 )
وعلى الجانب الآخر .. كانت مقولة أبي الدرداء في فتح قبرص .. وهو يجهش بالبكاء بعد توزيع الغنائم والسبي ..
فيسألونه .. أتبكي في يوم .. اعز الله فيه الإسلام .
فيقول .. أبكي على هذه الأمة وقد كانت أمه قاهرة وهاهي سلط الله عليها السبي ..
وإذا سلط الله السبي على قوم لم يعد لله فيهم حاجة ..
ثم قال ما أهون الخلق على الله إذا ضيعوا أمره ..
فشقاء البشرية . بتضييع أمر الله ..
وأوامر الله واضحة . وكان أولها العدل .. والإحسان وإيتاء ذي القربي..
(إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل : 90 )
وعليه كان دخول مصر في سوق النخاسة .. مرحلة جديدة من الذل ونوع آخر من السبي المقّنع ..
وما أهون الخلق على الله إذا ضيعوا أمره ..
وهذا ناتج ليس فقط عن الإجرام في حق البشر .. بل انتهى إلى الإساءة الى مقام الله وعدم تعظيم من ارتفع شأنه وسما مقامه وتعالى علوا كبيرا .. أن يصفه أولا د الحرام ..كما جاء في مجلة إبداع انه يزغط بط أو جندي مرور .. في شارع زكريا أحمد..
ولم يكن هناك غضب من اجل الله من قبل هذا الشعب .. بأن يرد إلى المقام الإلهي العظيم مقام الاعتبار والتقديس بإقامة الحد على هؤلاء الأوغاد ..
بل ان عدم تطبيق شرع الله عموما فيه سب وسوء أدب تجاه المقام الإلهي العظيم ..
ونحاول أن نتمعن الآيات الكريمة في سورة النور ..في حال القوم ممن يرفضون الإذعان لأمر الله وتطبيق شرعه ..
وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ{48}
(وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ{49}
وكان هناك تساؤل ..لماذا الإعراض عن صفقة المجد ..
(أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{50}
لاحظ .. الآيات الكريمة . أم يخافون ان يحيف الله عليهم ورسوله .. والحيف بمعنى الظلم ..
حاشاك يا الله أن تظلم وأنت العدل المطلق ومطلق المجد .. بل أولئك هم الظالمون ..
وعلى الجهة الأخرى كان هناك أقوام .. للمجد أهل ..وهم من قالوا سمعنا وأطعنا ..
إ(ِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{51} وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ{52}
ولا شك .. إن آيات التمكين في الأرض الذي تبحث عنه الأمة مرتبطاً بطاعة الله ورسوله في السياق ..
(وان تطيعوه تهتدوا )
} قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ{54}
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{55}
لابد أن تعّظم هذه الأمة ربها .. وتربب ربها بماهو له أهل فالله تعالى أهل الثناء والمجد .. وألا يكونوا عبادا آبقين هاربين من المسجد .. ومواقف البطولة والفداء ..
على هذا النحو السفيه والمتجاوز لكل حدود اللياقة وشروط الأدب مع الله كما قال السفهاء بأن الله بيزغط بط .. تعالى الله عما يصفون علوا كبيرا ..
.. والله ما قالها الشيطان .. فالشيطان يدرك ان المقام الإلهي عزيز .. وهو القائل بعزتك لأغوينهم اجمعين ..
ان ذل مصر أمر وارد .. وقد استنفذت درجات الرسوب ..في كل امتحان .. وقد وجد الله ان هذا هو قدرها وهذا وضعها ولا تستحق إلا ان تكون عبيداً وخدم وخاصة في هذه الحقبة من الزمان
.. أيها السادة .. ان الله ليس بظلام للعبيد ..
والحل ..ان يكونوا خير عباد للرحمن . وان يردوا إلى الله مقام العظمة والكبرياء والتقديس ..في ذواتهم .. وعلى الواقع السياسي والاجتماعي من خلال تطبيق شريعة الله بأن يكون نافذا في المجتمع ,, وعلى كل المحاكم
والقيادة السياسية ..
وإلا فإن الله غني عن العالمين ..(وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران : 97 )ولا تلوموا إلا أنفسكم . بقول الامام علي ..
[ولا تدخروا أنفسكم نصيحة ولا الجند حسن السيرة ولا الرعية معونة ولا دين الله قوة وابلوا في سبيل الله ما استوجب عليكم فإن الله سبحانه قد اصطنع عندنا وعندكم أن نشكره بجهدنا وان ننصره بما بلغت قوتنا ولا قوة الا بالله..]
نلاحظ قوله .. ان ننصر الله بما بلغت قوتنا . فهل يستقيم هذا القول مع السياق العام من التطاول على مقام الله .على هذا الشعب عموماً ان يكونوا خير عباد .. ليستحقوا عن جدار ان يكونوا خير أمة أخرجت للناس ..
(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (آل عمران : 110 )
*********
بينما كان فيليب ملك مقدونيا يتصارع في المباريات الاوليمبية سقط فوق الرمال .. ولاحظ الأثر الذي تركه جسده فيه ،، فقال واحسر تاه ،، يالها من رقعة صغيرة ستطوينا يوم ان نموت في حين أننا نحاول الآن في طموح أن نسيطر على العالم ..،،
مما لا شك إنها لمحة وإشارة ذكية .. ولكن ترى .. ما هو بعد الموت .. فإن كان الهدف هو السيطرة على العالم . فإن السيطرة من المنظور الإسلامي .. تختلف عن مرئيات والسياق الغربي ..
فالحياة عندنا لحقيقة .. وبعد الموت حقائق ..
(وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) (البقرة : 281 )
كان على كل عاقل .. أن يدرك ..يوم الرجوع .. والموقف والمساءلة ..
{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }الصافات24
وهو الامر الذي قال فيه أحد الصحابة . سمعت من رسول الله يقول : من ولي شيئا من امور المسلمين ولم يحسنه يأتي يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم فيهوي فيه سبعين خريفاً) البداية والنهاية لابن كثيرج8 ص 165
التصور الإسلامي يرى .. أن كل شيء لله ..
(وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (المائدة : 18 )
ولقد كان السياق في الإسلام شامل لكل الزوايا والأبعاد أي الصلاة والنسك والحياة والممات لله رب العالمين
(قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام : 162 )
حقيقة سيطرة الإسلام على العالم . هي .. إعلاء كلمة الله في الأرض من حيثيات العدل والقسط في الأرض .. ومن ثم إرساء العدل في المجتمع الإنساني ..ليتحول المجتمع الإنساني إلى مدينة فاضلة ..
(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحديد : 25 )
بمرئيات وسياقات الإسلام ..
وليس بناء على الكذب . واللصوصية .. كما يفعل الغرب .
فالغرب كانت الأوضاع لديه ضبابية ليقول رالف والدو امرسون : ان تصورا العدالة لإنسان ما هي الظلم لآخر
وان الجمال لشخص ما هو القبح لآخر وان الحكمة لإنسان ما ، ما هي الحمق لآخر ..
One man's justice is another's injustice; one man's beauty another's ugliness; one man's wisdom another's folly." - -- Ralph Waldo Emerson
.
يقول جورج بوش : ان الله يقف الى جانب كل امة- كما نعلم- الى جانب العدل ان افضل لحظاتنا( كأمة )التي نصل اليها عندما خدمنا بأمانه قضية العدل لمواطنينا وللشعوب في البلاد الأخرى .
God is not on the side of any nation, yet we know He is on the side of justice. Our finest moments [as a nation] have come when we faithfully served the cause of justice for our own citizens, and for the people of other lands.
George W. Bush
ويقول ايضا : الحرية والخوف ، العدالة والقسوة كانا في حرب وكما نعلم ان الله ليس محايدا بينهم ..

Freedom and fear, justice and cruelty have always been at war, and we know that God is not neutral between them.
George W. Bush
شيء غريب ان يتكلم جورج باسم الله .. وهذا الإجرام والظلم الفاحش الذي اقترفه في العراق وأفغانستان وغوانتنامو .
قال محمد بن سلام‏:‏ أتى الفرزدق إلى الحسن البصري فقال‏:‏ إني قد هجوت إبليس فاسمع قال‏:‏ لا حاجة لنا بما تقول قال‏:‏ لتسمعن أو لأخرجن فلأقولن للناس إن الحسن ينهى عن هجاء إبليس قال‏:‏ فاسكت فإنك عن لسانه تنطق‏.‏

يذكرنا بأعرابي شهد بشهادة عند معاوية على شيء فقال كذبت فقال الأعرابي : الكاذب والله مزمل في ثيابك ..فتبسم معاوية وقال هذا جزاء من عجل ..
ومن التصور الإسلامي كان العدل والحق .. هو الأصيل والأساس ..
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (النساء : 135 )
فالمجد ..في التصور الإسلامي . بذل النفس في سبيل الله .. وليس لمآرب .. نفعية اوشخصية . أو ذاتية .. إلا وجه الله وان يسود الإسلام وتعلو كلمة الله أكبر على يابسة الكون . بمرئيات .. أن الإسلام هو دين الحق .. وهو الذي يحمل الحقيقة الكاملة .. ونظرته الشمولية الرائعة . التي تحمل تصور فلسفي .. شامل .. لا يغفل عن الدقائق .. بأبعاد التقوى ..النافذة في كيانات الإنسان وضميره .. وحركته في الحياة ...
بالنسبة للرقعة الخاصة بأثر جسده على الرمال والتي أثارت ذهن فيليب ملك مقدونيا .. كونها رقعة بسيطة .. الى جانب الطموح .. يبقى التساؤل هل .. هي روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار .. وهل الهيمنة على العالم بالحق السماوي بكلمة لا اله الا الله .. ام الظلم البشري ..
بالنسبة للموت - في العادة-. الإنسان مجزي بما أسلف وقادم على ماقدم .
الحياة .. بمرئيات الإسلام .. ليست نهاية ..
غريب أمر الغرب .. في الوقت الراهن ..
نجد دانيل ويبستر .. يقول :
العدل ياسيدي . أعظم اهتمام للإنسان على الأرض انه الرابط الذي يمسك المتحضرين والامم المتحضرة .. سويا ..
Justice, sir, is the great interest of man on earth. It is the ligament which holds civilized beings and civilized nations together.
- Daniel Webster

نعم انه العدل . تلك القضية الكبرى على في الوجود الكوني .. وعلى مقتضاها أرسل الرسل وانزلت الكتب من السماء..
ا يقول توماس جيفرسون .. ان الشعوب لم تولد وعليها سرج أو برذعة . على ظهورها أو تفضل أن يمتطي ظهرها حفنة قليلة من البشر ..
The mass of mankind has not been born with saddles on their backs, nor a favored few to ride them. Thomas Jefferson:

خرج بن قريع السعدي من بني سعد نظراً لاستشعاره الظلم .. فذهب إلى مكان أخر وقبيلة أخرى .. فلما جاورهم وعرف مذهبهم في الظلم عاد إلى بني سعد ..
وقال بكل وادي بني سعد .. فأرسلها مثلا ..
الظلم .. ضد العدل .. وقال مارتن لوثر الظلم في أي مكان يهدد العدل في كل مكان ..
الظلم .. لا تقوم عليه الحياة الإنسانية .. ولقد أرسل الله الرسل .. لتستقيم الحياة على هذا الكوكب كأحسن ما يكون .. من خلال شريعة الله ..
قالوا إن صولة الحق في ساعات تقضي على انتصار الباطل في سنوات ..
وكان الظلم .. معايير سقوط الأمم..كما قال سينكا لا تدوم مملكة الظلم ، والظالم دوما بعيدا عن جنب الله ورحمته وعطفه وتكرمة .. وقال الله لموسى قل لظلمة بني إسرائيل بالدعاء فإنها لا ترفع الا ونزلت عليهم بلعنة..
وقالت العرب أظلم من حيه .. واظلم من ذئب ..لأن ليس لها بيت وتقتحم بيوت الهوام فتهرب اهله ويخلونه لها خوفا منها ..
سأل الاسكندر رجلان من خاصته ان يحكم بينهما فقال الحكم يرضي أحدكم ويسخط الآخر فاستعملا الحق ليرضيكما جميعا ..
خرج عمر بن عبد العزيز يوما فقال ما شاء الله كان الوليد بن عتبه بالشام والحجاج بالعراق وقرة بن شريك بمصر وعثمان بن حيان بالحجاز ومحمد بن يوسف باليمن ، امتلأت الأرض ظلما وجورا .. ومما لاشك .. ان الظلم .. من المعاصي الكبرى.. التي لا يستهان بها ..
ولقد قال احد الصالحين لأخر لا يغرك خيولهم .. ولا فخرهم .. ولا عزهم الكاذب .. فإن المعصية في قلوبهم... وأبى الله إلا أن يذل من عصاه ..
كانت الدولة الإسلامية .. ترتكز على الكتاب والسنة .. وبناء على شريعة الله كانت حركة الحياة ..
ففي عهد الإمام علي .. الى الاشتر حين ولاه مصر ..قال :
[هذا ما أمر به عبد الله علي أمير المؤمنين مالك بن الحارث الاشتر في عهده إليه حين ولاه مصر ..
[جباية خراجها وجهاد عدوها واستصلاح أهلها وعمارة بلادها . أمره بتقوى الله وإيثار طاعته وإتباع ما أمر به في كتابه من فرائضه وسننه التي لا يسعد احد إلا بإتباعها ولا يشقى إلا مع جحودها وإضاعتها وان ينصر الله سبحانه بقلبه ويده ولسانه فان الله جل اسمه قد تكفل بنصر من نصره وإعزاز من اعزه
ولينتهي فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح ]
ان شقاء الأمة مرهونا بجحود ما أنزله الله على محمد .. وعدم طاعة المصطفى .. ولا يغفل في السياق للامام علي استصلاح أهلها . ولا يغفل السياق عن نصرة الله باللسان والقول والعمل . فان الله تكفل بنصر من نصره واعزاز من أعزه ..
فهل يستقيم السياق مع الوضع الفكري في مصربالتطاول على ذات الله ..
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد : 7 )
وفي المقابل ان تخذلوا الله يخذلكم وتذل اقدامكم . لذلك كان الشرك ظلم عظيم .. لأن الظلم عند العرب وضع الشيء في غبر موضعه .. والله تعالى .. هو أحق من يعبد واحق من يسجد له و لا أن يشرك به ..مهما كانت نوعية الشرك ..
وعن الظلم عند الغرب . وجدت أقاويل مفادها ان النفس الإنسانية لا تقبل الظلم عموما .. وتتفق ان الظلم مرفوض.. إلا الظالمين ومنطقهم كما أشار الظالم جورج بوش في كلماته التي ذكرناها فيما سبق .. وان كان الدارج .. أن المؤمن حر وان كبّل بالقيود والكافر ذليل وان خفقت له البنود ..
..يقول أفلاطون ان اقترافك للظلم هو الأعظم لكل الشرور ..
وقال أيضا .. أن عدم التوازن بين الأغنياء والفقراء هو المرض المميت لكل الجمهوريات ..
وكعادة لصوصية الأمريكان يقتبس الأمريكان كلمات من القرآن وينسبونها لأنفسهم .. دون ان يردوها الى مصدرها .
ليقول هوسيا بالو. ان هؤلاء ممن يقترفون الظلم يحملون حملاً ثقيلا.ً.
"Those who commit injustice bear the greatest burden."
Ballou, Hosea American clergyman (1771–1852)
وهو مسروق او مقتبس من الاية القرآنية في سورة طه ..
(وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً) (طه : 111 )
عادة .. ما يؤدي الفقر والحرمان .. تحت ضغط الاستبداد .. إلى أمور لا تكون .. في صالح الطغيان من قريب أو بعيد ..
لنزداد حزنا على أهل قلعة الكبش حيث تحولت منطقة قلعة الكبش وميدان زينهم في الرابعة من فجر أمس الأول إلى ثكنة عسكرية ، عقب قيام قوات غفيرة من القوات الخاصة وقوات الأمن المركزي بمحاصرة منازل المنطقة ، وطلبت من سكانها مغادرتها فورا قبل أن تقوم البلدوزرات بهدمها ، تنفيذا للخطة التي تنفذها الحكومة لتطوير القاهرة الفاطمية في إطار مشروع التطوير الذي تقوده السيدة سوزان مبارك.
وعلمت "المصريون" أن قيادات الأمن بمحافظة القاهرة تمكنوا من إخلاء البيوت المقرر إزالتها بعد إخراج السكان من داخلها ، وقامت البلدوزرات بهدم هذه البيوت واستمرت العملية من الرابعة فجرا حتى الثانية ظهر أمس.
وأكد المسئولون بمحافظة القاهرة أنه ستتم إزالة منطقتين عشوائيتين بالسيدة زينب ومنطقة زينهم ، وبذلك تكون المحافظة قد أزالت 9 مناطق من بين 13 منطقة عشوائية تقرر إزالتها بعد أن تبين أنها غير قابلة للتطوير..
ماذا يعني هذا التطوير للقاهرة .. أنهم يريدون ان تكون مصر الفاطمية .. أي مصر وأي فاطمية ؟؟ يا قوم ؟؟!! في الوقت الذي تشرد فيه بيوتا وعوائل لينامون في العراء ..
يقول جلادستون لا يمكن للعمل اللا أخلاقي ان يكون عملاً سياسياً صائبا ..
بحكي المحللون للتاريخ أنه عندما وصل عمرو بن العاص الى مصر .. ضرب له فسطاط .. فجاءت حمامة وتركت عشا وبيضا على فسطاطه . فأرادوا .. ان ينكشوا عشها فأبي وقال اضربوا لي فسطاطا أخر ..
ما تساوي مصركم الفاطمية او المباركية .. في ميزان الرحمن .. دمعة يتيم او طفل مشرد .. أو رجل هدمتم له بيته .. يريدون ان يبنوا لهم مجدا .. وسيذكرهم التاريخ باللعنات . على ما اقترفت ايديهم من ظلم للعباد ..
من هنا يقول المحللون..
إن أكثر مخلوق خطرا على أي مجتمع هو ذلك الإنسان الذي لا يجد شيئا ليفقده ..
"The most dangerous creation of any society is the man who has nothing to lose."Baldwin, James Writer and Activist (1924-1987)
قد يعتبر البعض من الغرب أن الظلم سياق اجتماعي جبلت عليه النفس الإنسانية .. اميليا بار : أن الظلم هو الحاسة السادسة ....
وكنا قال أبو الطيب
الظلم من شيم النفوس .. وان ترى ذا عفة فلعلة لا يظلم
فهل يا ترى ؟ كان كل من لا يظلم كان مهيض الجناح ام انه كان ناجما عن التقوى ومخافة الله .. وهو ما لا يستوعبه عرف اللئام . وقد حاولوا في الغرب أن يضعوا تفريقا بين التجويع .. والظلم ألا أن بعضهم أقر أن الظلم هو الأسوأ من التجويع .. فما بالك لو كانتا الاثنتين مجتمعتين .. يقول أحدهم : لقد صار لدي اعتقاد ان الناس لا يمكن ان تتحمل الظلم .. حيث ان الفقر والجوع يمكن تحملهما أكثر من الظلم ..
وينتهي التصور .. إلى قول جونز ماذر .. إن الظلم يغلي في قلوب الرجال كمثل الحديد المنصهر في المرجل .. مستعدا للانصباب ابيض وساخن وذلك عند اكتمال الوقت ..
"Injustice boils in men's hearts as does steel in its cauldron, ready to pour forth, white hot, in the fullness of time."Jones, Mother Labor organizer (1830–1930)
يقول الإمام علي
ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده ومن خاصمه الله أدحض حجته .. وليس شيء أدعى الى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم فإن الله سميع دعوة المضطهدين وهو للظالمين بالمرصاد .]
وقال ايضا .. ( انه لا يغنيك عن الحق شيء أبدا )

البعد المفقود ..
قال تعالى

{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }ص26
جاء في تفسيرها :
يا داود إنا استخلفناك في الأرض وملَّكناك فيها, فاحكم بين الناس بالعدل والإنصاف، ولا تتبع الهوى في الأحكام، فيُضلك ذلك عن دين الله وشرعه, إن الذين يَضِلُّون عن سبيل الله لهم عذاب أليم في النار ؛ بغفلتهم عن يوم الجزاء والحساب. وفي هذا توصية لولاة الأمر أن يحكموا بالحق المنزل من الله، تبارك وتعالى, ولا يعدلوا عنه، فيضلوا عن سبيله...
فهل يتفق هذا السياق . مع الظلم الواقع على كل من قالوا لا اله إلا الله في مصر .. فكان مصيرهم السجن والتعذيب بل والقتل في أمن الدولة والسجون والمعتقلات ..
يقول ديفيد هنري ثرو ..تحت الحكومة التي تسجن أي إنسان ظلما .. فإن المكان الحقيقي للإنسان العادل هو السجن .
Under a government which imprisons any unjustly, the true place for a just man is also a prison. Henry David Thoreau:

يقول الإمام علي في رسالة إلى أحد الولاة..
[إياك والدماء وسقكها بغير حلها ، فإنه ليس شيء أدعى لنقمة ولا أعظم لتبعة ولا أحرى بزوال نعمة وانقطاع مدة من سفك الدماء بغير حلها . والله مبتديء الحكم بين العباد فيما تسافكو من الدماء يوم القيامة .. فلا تقوين سلطانك بسفك دم حرام ولا عذر لك عند ربك ولا عندي في قتل العمد لأن فيه قود البدن .]
ونلاحظ في مقولة الإمام أعلاه لا تقوّين سلطانك .. بسفك دم حرام . ومع هذا ما زال سيد القمني يشعلها حربا على الإسلام كمنهج في مقالاته .. ونقول له هل سفك دماء الإسلام إلا بني علمان ؟!.
لقد قالها لي أحد الصحفيين العلمانيين انه لا يتورع عن قتل أي إسلامي اذا قدر والتقاه في ميدان .. وعلى هذا الغرار .. يتم القتل سرا في السجون والمعتقلات وامن الدولة . إن المنبع الذي يحكم التصورات واحد . سواء مفكرين أو سياسيين أو رجال امن ..
هناك نزعة فكرية غريبة على الساحة المصرية .. في نوعية غريبة التوجه والانتماء على الساحة .. فلكل امة مواصفاتها .. وخصائصها وسماتها التي تتميز بها .. إلا ان المشرق منذ جماعة أبولو . وجماعة الشعر الرومانسي والكلاسيكي والحداثي .. تبحث عن التوجه الغربي .. والسير خلف رؤاه وتصوراته.. بل وينتهي الى معالجاته كتلك الايام حينما كنا ندرس الادب الانجليزي وكتابة المقال .. يقولون لنا فكروا بالانجليزية ..
سمات الشرق في القرآن الكريم ودينه وفي تصوراته .. . والمسلم يسمي عند طعامه يذكر اسم الله ويحمد الله .. بعد تناوله الطعام تستشعر ان هناك رحمه واخلاق .. وكان السياق الغربي . بلا رحمة .. يبطش بالطعام ويضرب بيد من حديد ويصرخ الرغيف بين أسنانه .
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ) (محمد : 12 )
لا يمكن ان تكون معالجة امهاتنا المصريات في المطبخ مثلاً. او في عمل الكعك المصري ذو النقشات الخاصة ودقيق السكر الابيض ..كمعالجة الامريكية ..في معالجاتها لشطيرة هامبرجر بلحم الخنزير . فالمرأة المسلمة في المطبخ تعالج الطبخ كما تفعل معظم الامهات الريفيات ان يذكروا اسم الله عند بداية الطبخ .كي يكون في الأكل بركه .. وتعطي لجارتها .. من طبخها ..بخلاف الكافرات والمشركات الذين هجاهم جرير ..
كبرن أزنى من قرود *** وأنجس من نساء مشركات ..
انها نجاسة الكفر.واكلا ومنهجاً للحياة ..
ولا يختلف السياق الفكري .. كحركة في الحياة .. فالبعض ..يعمل اليوم كمرتزقة للفكر الغربي . وتخلفوا عن القرآن كأساس وكمنهج والادب والشعر كالمتنبي .. والمفضليات .. والمعلقات والاصمعيات والفراسايات .. والروميات .. الى الجاكسونيزم ..jacksonism نسبة الى ما يكل جاكسون .. ألا فليرحم الله مايكل ابن ابي جاكسون .. وكل متجكسن خائن سار على ارض الاسلام في مصر ..
وانتهت النزعة هذه الأيام الاهتمام بالتراث اليهودي .. كما فعلوا في بروكسل ..مهرجانا للتراث اليهودي المغربي.. و ينقل على الجزيرة تقرير صحفي بذلك . ومعظم المشاركين كانوا يهودا باسماء اسلامية. ولا نعرف هل كانوا يهودا او مسلمين .. واختلط البقر علينا . . نعم لقد صار حاييم نحمانبياليك امير الشعر اليهودي هو سيد الساحة .وملك الحلبة الفكرية بلا منازع .. في زمن الهرولة والركوع .. بدلا من أحمد شوقي او المتنبي .. وصار هناك هجمة قنوات غربية التوجة في بعض كان الدينية هو النادر والمعدود على الاصابع . ولا عزاء للاسلام وقرآنه وسنته في وقت تهود فيه القوم .
ولا عزاء لأميرنا شوقي .. ولا المتنبي .
وكأن موقف القوم .
من حلقت لحية جار له **** فليسكب الماء على لحيته
في وقت حلقت اللحي سياسيا .. من قبل اولمرت .. فليضع المفكرين العرب الماء على لحاهم .. استعدادا لحلق لحيتهم .
لكل داء دواء يستطب به.. وصدقوني .. ليس للخيانة علاج ..
عذرا للاستطراد ونعود الى موضوعنا ....
.. يقول الإمام لأحد الولاة ..
[ثم الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم والمساكين والمحتاجين وأهل البؤسى والزمنى فان في هذه الطبقة قانعا ومعترا وأحفظ لله ما استحفظك فيهم .. فان للقصى منهم مثل الذي للأدنى وكل قد استرعيت حقه فلا يشغلنك عنهم بطر ]
[ وتعهد أهل اليتم وذوي الرقة في السن ممن لا حيلة له ولا ينصب للمسألة نفسه]
هل هذا يتفق مع ضياع أطفال مصر من الايتام في الشوارع والفقراء لينهشم الكلاب ويسحقهم المجتمع .. من الذي ضيع هذا الشعب . وساقه الى الهلاك .. لقد أصبح مبارك زمام يقاد به إلى كل سوء ..
ويقول الإمام ناصحا أيضا لأحد الولاه ..
[واجعل لذوي الحاجات منك قسما تفرغ لهم فيه شخصك وتجلس لهم مجلسا عاما فتتواضع فيه لله الذي خلقك وتقعد عنهم جندك وأعوانك من أحراسك وشرطتك حتى يكلمك متكلمهم غير متعتع فاني سمعت رسول الله يقول في غير موطن
لن تقدس امة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متعتع ثم احتمل الخرق منهم والعي ونح عنك الضيق والأنف يبسط الله بذلك أكناف رحمته ويوجب لك ثواب طاعته وأعط ما أعطيت هنيئا وامنع في إجمال وإعذار ..]
من البعد الإسلامي إن عموم الناس إلا من رحم ..ينسى ذلك اليوم المخيف ألا وهو يوم الحساب .. يوم تشيب فيه الولدان . ذلك اليوم .. المروع .. يوم من المفترض ان نعد له العدة .. ونحمل له من زاد ..
قد لا يحوز الإنسان .. انتصارا في واقع الحياة .. ومع هذا ليس ذلك مدعاة لليأس ..
فالفوز والخسران بعد العرض على الله وقد عنت الوجوه للحي القيوم .. وقد خاب من حمل ظلما .
. (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً) (طه : 111 )
والغنى والفقر بعد العرض على الله .. الدنيا منتهى بصر الأعمى ,,ليست الدنيا هي نهاية القضية .
كثير من الناس ظلموا في واقع الحياة .. وكان من مجد العدل الإلهي ان يكون هناك يوماً للقصاص ..
وبالعدل قامت السماوات والأرض .. والله ليس بظلام للعبيد .. كيف وان الله تعالى علوا كبيرا
في كبريائه وعظمته وجبروته وسلطانه .. انه حرم الظلم على نفسه ..
قالوا إن علي بن أبي طالب فشل في السياسة لأن مثالية الشخصية أبت أن تنزل به إلى حمأة السياسة .
ولكن القضية .. إن الإمام وكل الصحابة الكرام كانوا يعدون العدة لهذا اليوم العظيم وما به من أهوال
الغد (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) (آل عمران : 185 )
فالموت .. كفى به واعظا كما قال المصطفى ....
قال تعالى: (وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) (البقرة : 281 )
إن عذاب القبر وما بعده من أهوال الحشر ..كفيل بأن نعيد الحسابات ألف مرة .. وأن نتحلل من أي ظلم قد اقترفتاه .. في يوم لا ينفع مال ولا بنون ..
وعليه كانت التقوى معيار الآخرة ..
(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (القصص : 83 )
العاقبة .. للتقوى .. وليست لأي شيء آخر .. وهي خير زاد ليوم الميعاد ..
( فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) (هود : 49 )
كما ان الفوز للمتقين .. وليس للمجرمين ..
(قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (الأعراف : 128 )
}( وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ{127} قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ{128} قَالُواْ :
أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا
قَالَ: عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ{129}
ولمن يتابع الموقف بدقائقه.. والمشهد بحذافيره .. تلاحظ موقف الملأ وفرعون .. والإجرام المتناهي ..
لاحظ كلمة .. وإنا فوقهم قاهرون ..
( وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ: أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ
قَالَ: سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ.
انه منطق الطغاة وجورج بوش في غوانتنامو
فكانت قولة موسى : اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ..
قضية الأمة . لا ثمة شيء نريد إلا أن تعلو كلمة الله في الأرض .. كما علت في سماءه قدسا ومجدا ..
إن الأمر كله لله والأرض لله يورثها من يشاء من عباده .. ولكن ما أهون الخلق على الله اذا ضيعوا أمره ..
إننا نرفض .. بكل ما أوتينا .. أن يصل المنحنى في التزندق .. إلى الإساءة الى مقام من خضعت له رقابنا ..
أو التقليل من المقام الإلهي الكريم . قضية الأمة أن تعظم إلهها .. وتقدس ما أنزله أي (القرآن الكريم ) وتطبقه على سطح الكون .. أما بالنسبة للكفر يتضح لنا من السياق العام اتضح لي انه مهما فعلت الأمة ..
حتى وان اعتزلت الأمة الكفر وذهبت الى كان نائي على ساحة الكون .. حتى وكانت كيانا مسالما .. فإن ذلك لن يرضي غرور الكفر .. لن يقنع الكفر منك إلا بالسجود .. وعليه كان سياق الذئب والحمل الصغير وتعكير الماء في العام الفائت..
في التراث..
إن الحرب قائمة ولن تنتهي .كما قال تعالى:
(وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ)
( وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة : 217 )
من هنا كان الإيمان بالله غالي ونفيس على الإنسان بل هو اعز ما يمتلك الانسان .. يستشعر من خلاله العزة والكرامه .. ومن هنا أيضا لابد ان يكون الإنسان مؤهلا .. للدفاع عن دينه .. ومستعدا لمقتضيات التضحية .. وان يموت في سبيل الله ....
وعلى الواقع السياسي.. فماذا فعلت العراق.. وماذا فعلت الصومال .. ؟ وماذا فعلت طالبان مثلا..
. فقط أن منظر وشكل المسلم كملتحي مثلاً.. أو كمسلم عموماً.. لا يرضى به الكفر . ان مجرد شكلنا وسحنة وجهنا تنرفزه وتثير اعصابه غضبا وتجعله متوترا .. بل انه لا يرضى به صغار الطغاة من حكام العرب الإقليميين .
لا يمكن .. أن يقبل الكفر .. بوجود كيان مسلم كدول على سطح الأرض او حتى أفراد ....وان كان كيانا مستأنساً .. حتى وان ذهب المسلمون إلى القمر أو المريخ .. لطاردوهم إلى هناك .. ولحاربوهم في دينهم .
من هنا .. كانت الاية واضحة (لا يزالون يقاتلونكم ..حتى يردوكم عن دينكم )..
كان التصور الإسلامي للحرية واضح من خلال مبدأ لا أله الا الله .. وايضا كان واضحا في سياق التضحية .
فلا سجود إلا لله ولا ركوع إلا لله .. او للضغط على الزناد ..وكان ايضا على الأمة ان تدافع عن دينها و كيانها ووجودها مهما كان الثمن باهظا..
(عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ{129}


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.