«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جريدة الشعب.. صحافة مدفعية العيار الثقيل..!!
نشر في الشعب يوم 28 - 05 - 2007

جريدة الشعب .. كلمة الحق التي لم ولن تصمت في وجه الطغاة..!!
جريدة الشعب ..للمجد كلمة وللرجولة موقف..!!

[email protected]


نعم لم تكن جريدة الشعب إلا جذوة من الثورة لا تنطفيء .. وكلمة حق لا تصمت فى وجه الفساد والطغيان .. جريدة الشعب .. رجال صدقوا .. تمثل ..رصيد لمجد الكلمة ومواقف من البطولة في وجه الاستبداد ..
ألا لا يعلم الأقوام أّنا *****تضعضعنا وأّنا قد ونينا ..
لا لن تتضعضع او تلين جريدة الشعب وستظل دوما ذلك الصرح الرفيع البنيان . تؤدي مهمتها في دور كلمة الحق .. على الساحة .. عالية شماء..في وقت كانت الأخريات من الصحافة ضئيلة خرساء . تأخذ على عاتقها مهام مجد الكلمة وفروسيتها .. في أزمنة العار وحيض الرجال ..
في وقت تخلع كثير من الصحف ملابسها الداخلية لكل رئيس أو وزير يأتي من رحم الغيب ..
ولكن جريدة الشعب كان لها مواقف الرجال ..كما قال بن كلثوم .. "ونحمل عنهم ما حملونا ." وقال الامام على من حمل المؤن نال السؤدد ..حملت الجريدة قضايا الشعب والأمة في وقت تخاذل فيه الأقوام .. وتلاعب وتمارض فيه آخرون .. واستنوق كثير من الجمال وتخنث كثير من الرجال .. إلا ان جريدة الشعب كانت على عهدها مع الله .,
وفاءً مع الله حتى آخر طلقة في الميدان ..ولم تنفض يدها من صفقة المجد مع الله .. وهكذا كان ديدن الرجال..
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب : 23 )
قال نابليون: أخاف من ثلاثة جرائد معارضة أكثر من مئات الآلاف من الِحراب..
I fear three newspapers more than a hundred thousand bayonets. ~Napoleon
وهكذا كانت الشعب لا تهادن ..
.. قالوا ان الصحافة اول مسودة ملموسة للتاريخ .. وعليه تختلف نوعية المسودات .. هل تحمل الحق .؟!
أم كانت بوقا للباطل والشيطان .. وعليه فمن حمل نوائب الحق فقد حمل الامانة كلها.. ومن هنا .. نقول بلا مزايدة .. ان جريدة الشعب .. قد حملت نوائب الحق .. ومن هنا نطالب جمهورها من الشعب المصري ان يكون له موقف .. تجاه جريدته ..
فجريدة الشعب .. تنتمي إلى ذلك الشعب .. إلى قضاياه.. إلى معاناته.. إلى آلامه ..الى مصيره .. الى مرمي طموحاته وأمانيه .. إلى إسلامه .. إلى أمته الإسلامية العظمى.. ووطنه العربي الكبير .. وكانت مواقف حزب العمل .. بالرغم من الحصار قويا متماسكا لم يغب عن الساحة وكان دوره ان يتقدم .. حين يتراجع الآخرين وأن يقف منتصب القامة حين يركع الآخرين .. لذا لم ولن تركع جريدة الشعب إلا لله ..
انها حقيقة .. فجريدة الشعب لا تملك ملايينا من الدولارات .. ولا حسابات سرية ولا تمتلك أرصدة .. توزعها بسخاء على القراء .. في شكل مسابقات .. ولا تملك تحويلات من الباطن .. ولكنها في المقابل تملك رصيدا من المجد .. ما لا يملكه كل أولئك الآخرين . انه الشرف وأمانة الكلمة والصمود حين يتقهقر الاخرين .. وكأني أستشعر في مواقفها كلمات الامام علي : والله لئن لاقيتهم وان كانوا طلاع الارض كلها ما باليت وما استوحشت ..
..كان لها مواقف سجلها التاريخ مجدا في زمن الركوع والتزلف والتمرغ على الأعتاب .. نعم لقد كانت اكبر من ذلك بكثير..
سائل بني الطماح عنا ****ودعميا كيف وجدتمونا
وللبطولة ثمنها وللفروسية ثمنها بلا شك !!
لم أتعود على سياق المدح وليس لي فيه ناقة ولا جمل .. ولكن جريدة تغلق لسبع سنوات بدون جريمة وتتعرض لهذا الظلم كان لابد ان يكون لنا كلمة .. وتستمر الجريدة على الرغم من هذا الحصار..بل ويسجن صاحبها يوما .. من أجل الحق ..لأمر جدير بالاحترام .. وثقل في الموازين في عرف الناس وعالم السماء..
هانحن اليوم .. نطالب القوم .. بعودة جريدة الشعب .. لتؤدي رسالتها لما تحمله من مصداقية الأداء والانتماء .. في وقت قد تصهينت الكلمة .. و"تأسرلت" المفردات على الساحة ..ففقدت صحافة القوم شرف الكلمة .. وروعة مجد القلم .. ولكن هاهي الشعب .. ما زالت تزاول دورها الكبير ..من خلال كتيبة المقاتلين بالقلم .. لتحمل بجدارة وسام فروسية الكلمة وروعة الضمير الحي ..لعلقمة بن سيف .. وما تحمله من ظلال المفردات ذلك الذي أباح لنا بالأمس حصون المجد دينا .. وكان واقع الحياة ..
أنه ما لانت لجريدة الشعب قناة ..
فإن قناتنا يا عمرو أعيت ****على الأعداء قبلك أن تلينا
* * * * * * * * * * * * ** * ** * * *

تعتبر الكلمة الحرة .. وما تحمله من رصيد الحق .. من آليات التغير .. على الواقع.. ذلك لأن الكلمة المغطاة برصيد من الحق كمثل العملة المغطاة برصيد من الذهب .. ومن هنا تأخذ قيمتها في صيرورة تاريخية عبر تعاقب الأيام والأزمان ..
ولا يصيبها أي نوع من التلفيات بفعل الزمن أو القدم او عوامل التعرية ..او تتأثر بفعل التقادم أو المستقبل ..ولا تفقد بريقها الأخاذ في الغد الآتي .. فتظل كلمة الحق تؤتي ُأكلها كل حين بإذن ربها ..
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء} (24) سورة إبراهيم
(تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (إبراهيم : 25 )
الكلمة عموماً .. في قاموس المفردات .. لها عمر ولها حياة ..ولها زمن ولكن باستثناء كلمة الحق .. فكلمة الحق لا تلبس الكفن .. نعم .. كلمة الحق تعيش وتؤتي أكلها .. ولها القدرة على ان تكون مثمرة على مر الزمن .. وإلا فلم عاشت كلمات الكواكبي في طبائع الاستبداد .. ولمِ عاشت الظلال .. نعم كلمة الحق من خصائصها أنها تتسم .. بحمل العبء عن البشر .. قال المحللون.
ان كلمة الحق في أزمنة الاستبداد تعد عملاً ثوريا ،هذا عند الغرب .. أما في العرف الإسلامي .. تعد كلمة الحق بمثابة عملاً استشهاديا ..
أحس تجاه جريدة الشعب .. بالفخر .. والحزن المشوب بالإكبار ..
كما قال غاندي: تعلمت من الحسين أن انتصر مظلوما .. فكان موقفه.. انه وطن نفسه على الاستشهاد ..
وفي كل موطن ينزل به كان يذكر يحي بن ذكريا .. وهل كان يحي .. إلا كلمة حق في وجه الطغيان ..!! وهل كان الحسين إلا كلمة حق لا تصمت في وجه الطغاة .. وهو القائل من أراد الشهادة او الفتح فليتبعني ..ترى ماذا كان رصيد الشعب .. فجريدة الشعب كل رصيدها ..لم يكن إلا ( كلمة ).. بينما الطغاة .. رصيدهم الكثير .. ألاموال والجاه .. وامن الدولة .. والامن المركزي.. والشرطة .. والخيل المسومة والأنعام والحرث .. والذهب والسيف .. وصحافتهم .. ومرتزقتهم .. ولكنهم عبثا أن يكونوا كالشعب .. فلكل منهجه وطريقه .. وحق وباطل ولكلٍ أهل ..
حزين لأن الجمهور من الشعب لم يأخذ على عاتقة .. مهمة الرجوع .. والأخذ بثأر الشعب انتفاضة ومظاهرات لا تهدأ حتى تتم العودة .
دوماً أكنّ ذلك الاحترام والإكبار.. والحزن العميق الدفين في آن . فلم تكن الشعب إلا مجرد( كلمة حق) تتحدى جبروت الطغيان ..بجيدها العاري ..نعم لا تملك الا (كلمة) ذات رصيد من الحق والامانة والشرف والصمود والرجولة والثبات ..
ولكن ما أروع كلمة الحق .. بها تتنفس الصعداء .. وأن أخذوك بعدها إلى حبل المشنقة ..!!
وعلى الجانب الاخر .. كم يكون الطغيان سادياً حين يصادر منك ..حتى الكلمة يصادرها فماذا أبقيت لنا ايها الطغيان ..
كلمة الحق بها تستشعر روعة موقف ذلك الفتى الصغير .. حينما خرج إلى الساحة أمام الجموع.. ويقتله الطغيان وفقط بكلمة باسم الله رب الغلام .. ليستشهد أمام أعين الناس وعلى رؤوس الأشهاد .
هناك يتنفس البشر والمجتمع المذبوح على نصب الطغاة ،الصعداء . وعرفوا إن للغلام إلها غير ما درج عليه واقع الناس من آلهة البشر .. فقط ..باستشهاده قد قال كل ما عنده..
وهنا فقط قد أدى المهمة والدور المناط به .. وانتزعت عن الظالم إلوهيته المزعومة .. وانتهى الموقف بصيحات من الشعب آمنا بالله رب الغلام .. وذلك هو المطلوب وتلك هي المهمة ..
وكانت الحياة مواقف .. والمواقف تخلد العظماء .. من كان ولاؤهم للثوابت .. والمثل العليا .. والمبادئ التي ناضلوا من أجلها ..
وكان لجريد لشعب مواقف .. ولها رصيد من المجد لا ينكره الا جاحد بل ويدركه حتى أعداءها من الخصوم ..حتى بالرغم مما تحولت الى اليكترونية .. ما زالت لا تخلو من الحسد .. وهاهي تؤدي رسالتها .. من كلمة الحق .. وكأنها تردد ما قاله الكواكبي .. ما أحلى الشقاء في سبيل تنغيص الظالمين .
جريدة الشعب ها هنا .. صامدة .. بالرغم من الإغلاق . وبالرغم من تشريد معظم صحفييها الأفاضل الذين اعرف معظمهم عن قرب سواء في مصر او المغترب بعدما انتقلوا ..الى الساحات الصحفية الاخري ...يعرفهم الجميع .. انهم للمجد أهل .. وفي المواقف رجال.. وعلى قدر المسئولية ..ولا تلين لهم قناة ..
أباهند لا تعجل علينا**** وأنظرنا نخبرك اليقينا
وتلك كانت مهمة جريدة الشعب تخبرنا اليقين او نخبركم من خلالها اليقين ..وما لها من رصيد مجد ومواقف تتميز بها .. عن كل أولئك المتمرغين على أعتاب السلطان .. لم تعبأ الشعب كثيرا بذهب المعز وسيفه .. وكان ثمة التوكل على الله ولا احد غيره ..
ولم تتخذ من دونه وكيلا .
(وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً) (الإسراء : 2 )
كلمة الحق . كانت لها مهمة كبرى في أزمنة الاستبداد والطغيان .. ومن خلالها يأخذ التغيير مجراه .. والنهوض قيمته العليا .. في واقع الناس .. فالكلمة فرقان بين نبي وبغي ..
والكلمة قلاع يعتصم بها النبل البشري.
من خلال كلمة الحق .. يؤدى كتيبة الثوار من الكتاب الاسلاميين مهمتهم العظمى .. في واقع الحياة والناس ..
تحدوهم الحقيقة الغائبة في واقع الناس .. كلمات الله .. في الحديث القدسي..
(لا تخف من سلطان ما دام سلطاني لا يزول) ...
وهذه الحقيقة .. قد لا يستوعبها عرف الناس الواقعين تحت ضغط الواقع .. فهابوا السلطان .. وخافوه ..
ولم يخافوا من بيده ملكوت كل شيء .. واليه المرجع.
{فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }يس83
وكان الأجدر بهؤلاء أن يتقوا الله ويخافوه .. وألا يعبئوا كثيرا بالطغيان فهو الى زوال .. بل مهمتهم نقله الى الزوال ..
قال تعالى
{ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ }البقرة40
وكان مفاد المعادلة الإيمانية .. أن نخاف الله ولا نخاف الطغيان ..
{ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران
وكان الاستنتاج هو أن نسجد جيدا لله ونشمخ بوجوهنا في وجه الطغاة ..
ذلك كان مسلك الفرسان ودأب الصالحين.
ربما كانت معضلة جريدة الشعب .. انهم رجال صدقوا .. بينما رفاهية الآخرين أنهم خانوا .. فهذا زمن الخونة ايها الكرام ..
** * * * * * * * * *
أولوا بقية .. ينهون عن الفساد ..!!

{فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ }هود116 جاء في تفسيرها ..
هلاَّ وُجد من القرون الماضية بقايا من أهل الخير والصلاح, ينهون أهل الكفر عن كفرهم, وعن الفساد في الأرض, لم يوجد من أولئك الأقوام إلا قليل ممن آمن, فنجَّاهم الله بسبب ذلك مِن عذابه حين أخذ الظالمين. واتَّبع عامتهم من الذين ظلموا أنفسهم ما مُتِّعوا فيه من لذات الدنيا ونعيمها, وكانوا مجرمين ظالمين باتباعهم ما تنعموا فيه, فحقَّ عليهم العذاب.
هناك تلك الفئة التي تضطلع بمهام الإصلاح والامر والنهي .. في واقع الفساد إن أولئك البقية الذين ينهون عن الفساد في الأرض .. تتسم بهم الحياة رقياً وقيمة وفضلا..
وكان من المعلوم .. أن تلك المهمة لأولي البقية .. من أصعب القضايا واكبر المهمات .. لأنها سبيل الرسل .. وتغيير العالم .. الى الأفضل وواقع أمثل .. وكانت الكتابة وحمل الناس على الحق .. والثورة على الطغيان .,من المهمات الكبرى ..حتى في كتابات الديانات الاخرى ما أشاروا إليه انه عمل الهي ..جاء في كتاب كنوز التلمود
Treasures of Talmud by Rev s. levy
جاء شاب الى الربي يشماعيل Ishmael فسأله الربي ما عملك يا بني فقال الشاب اني كاتب فصاح يشماعيل
فلتكن اذن أميناً يا بني فهذا عمل الهي .. وهذا القول في التلمود .. يتوافق في الرؤية مع بعض المخطوطات القديمة التي تتعلق بالكاتب المصري.
حيث تعتبر مهنة الكتابة .. من خواص مصر القديمة ..
فالكاتب كان أساس الحضارة فى مصر الفرعونية.. جاء في موسوعة سليم حسن "يقبع بشموخ عبر العصور مؤكدا على مدى الاحترام والتقدير الذي لاقاه الكاتب المصري ومهنة الكتابة عامة فى مصر القديمة، وها هو حتى الآن لا يزال جالسا كما يقول البعض على بوابة الهيئة المصرية العامة للكتاب ليراقب مدى التردي للأحوال الفكرية على الساحة .. والخيانة لمجد القلم وأمانة الكلمة .. اللهم الا صروح كانت لها سياق مختلف كجريدة الشعب ..
وكان الكاتب المصري القديم يحظى بعدة امتيازات يحلو له أن يعددها، كما جاء في النصوص القديمة: "لما كان الكاتب يعمل في المستندات المكتوبة، فهولا يدفع ضرائب. "كانت مهنته" ، فهي تعفيه من العمل، وتحميه من كل عمل، وتنقذه من حمل فأس ومعزقة، لا يتحتم عليك أن تحمل سلة، ولا تحتاج إلى أن تمسك مجدافاً، اوخوض المتاعب، بحيث لا يكون تحت إمرة كثير من السادة، أو جمع من الرؤساء، لأن الكاتب رئيس كل ذا مهنة"،جاء في البرديات
"كن كاتباً كي تصير أعضاؤك ناعمة، وتصير يداك نظيفة، وتسير في ثياب بيضاء فيعجب بك الناس، ويحييك رجال البلاط". "تنادي شخصاً فيلبي نداءك الألوف، وتسير حُراً في الطريق".
كان يعالج حساب كل شيء، وتعتمد عليه جميع الجيوش..إنه هو الذي يأمر جميع المملكة؛ وكل شيء تحت إدارته".
كانت مهنته تحتل المرتبة "الأولى بين جميع المهن". والقيام بها شرف، وتمثال "الكاتب المتربع" الموجود في متحف اللوفر، يمثل شخصية سامية في الأسرة الخامسة، ولم يكن صغار الكُتاب أقل زهواً من ذاك.
ونقرأ في مكان آخر: "لقد صرت مدرباً على الأسرار العظمى.. أنت أكثر اجتهاداً من زملائك، وثقافة الكتب منقوشة على قلبك. لسانك فصيح وعباراتك عريضة.. عبارة من شفتيك أثقل وزناً من ثلاثة أرطال.انتهى
وهذه العبارات اعلاه تذكرني بما جاء في مزامير التوراة ... بما ذكر من عبارات مشابهة في التلمود .. المعرفة اكبر من الكهانة ومن جاه الملوك فان المزموري بالتوراة يقول( كلمات في فمك اكرم عندي من آلاف من الذهب والفضة ) المزاميز109/72
نصح الربي يهوذا تلميذه صموئيل افتح فمك واقرأ وافتح فمك وادرس فبالكلام الحي يتقدم أبناء إسرائيل..
كان التصور عند اليهود ان يفتح المرء فمه ليتكلم .. أما عندنا ونحن اهل الحق المبين فقد صار الحق ضد الشفتين .
* * * * * * * * * * * * * * * * ** * * * *

الكلمة والتغيير في التصور الإسلامي ..
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء) (إبراهيم : 24 )
جاء في الحديث الشريف المشهور من رواية مسلم، أن النبي صلى الله عليهوآله وسلم قال‏:‏‏"‏من رأىمنكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعفالإيمان‏"‏‏.‏
من هنا كانت قيمة الصحافة .. تأخذ مزية التغيير باللسان ..
وفى حديث آخر‏:‏ "‏أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر‏"‏‏.‏ وفى حديث آخر‏:‏ "‏إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له‏:‏ أنت ظالم، فقد تُودِّع منهم‏"‏‏.‏
وقد جاء في الحديث الشريف . : (سيد الشهداء حمزة ثم رجل قام إلى إمام ظالم فأمره ونهاه فقتله )
من هنا .. تأخذ كلمة الحق .. روح الصدام مع الطغيان .. مع الإمام الظالم .. وقد تؤدي الى الحبس والقتل .. أي انه أمر وارد في السياق .. إلا ان الحق .. مهم .. في ساحة الوجود الكوني وهو من أسماء الله تعالى ..
ومن هنا تتميز الكلمة في العصر الحديث .. بأنها من الممكن أن تؤدي إلى حبل المشنقة .. وهي سياسة قديمة .. ومن سنن الله في الكون .. حتى في البيئات التي لا تؤمن بالإسلام .. أو بمنطلقات التصور الإسلامي .. وإلا فبماذا نفسر قتل سقراط بالسم .. أو حرق غاليليو.. انها طبيعة الكون والاشياء ..
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }آل عمران21
وفي الآية الكريمة أعلاه ,, نجد ان هناك شريحة غير الأنبياء تكون عرضة للقتل وهم أولئك الذين يأمرون بالقسط من الناس ..
ذلك لأن الاستبداد يبطش ولا يرحم .. ولا يريد ان يكون هناك .. من يقف ليحول دون اجرامه وتعسفه ..
{يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ }غافر29
فهو في الآية أعلاه .. لا يعتد إلا بمرئياته .. وصوته فقط . (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) وقد ضرب عرض الحائط .. بكلمة الحق التي أطلقها مؤمن آل فرعون ..
إلا ان التصور الإسلامي دوما يحاول ان يضع الأمور في وضعها الاعتباري للحق ..
من خلال عصبة الحق .. في المجتمع .. وألا يكون للباطل .. صوت .. من خلال اعتلاء الباطل .. يفقد الحق قيمته .. ويستشري الفساد والظلم في الكون .. وتفسد طبيعة الأشياء ومكونات الأوكسجين في الهواء .. كما قال سيد قطب ان الذل يغير طبائع النفوس..
من هنا كان التصور .. الإسلام .. كما جاء في الحديث الشريف إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة .. قالوا وما تضييع الأمانة قال المصطفى .. إذا وسد الأمر غير أهله .
ووضع التصور الإسلامي .. توضيحاً للرؤية ..
« مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً »[صحيح البخاري (2/882)]
من هنا يعتبر الفكر الناضج والتصور الحكيم لطبيعة الأشياء ألا تصادر صوت الحق ..لاستيعابية هذا الدور بمحتواه الشمولي في الرؤية الذي قاله المصطفى .. (فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً) أي ان النجاة ليست قاصرة على أهل الصلاح ..فحسب بل عموم المصلحة للمجتمع ككل حتى لمن اقترفوا الاثم والإجرام ..
كما قال ابن مسعود قولا في هذا السياق .. مفاده .. أن نأخذ الحق ايا كان مصدره .. لأن الحق فيه منجاة للسفينة بأسرها .. وكما قال المصطفى الحكمة ضالة المؤمن ..
ولكن هناك أقوام من لا يبصرون إلا تحت مواطئ القدم .. لا تتعدى رؤيتهم البطون الكروش والارصدة او يستجيبوا لنداء العقل .. ورفضوا النظر إلى الافق البعيد حيث يوم الحساب وساعتها سيخسر لا محالة المبطلون .
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ) (غافر : 78 )
نعم انها الدنيا منتهى بصر الأعمى..
من هنا .. كان التصور .. الخاص .. بالجريمة التي اقترفت ضد جريدة الشعب جريمة كبرى ذلك لأنها ليست جريدة عابرة في واقع الناس إنها تمثل ضمير الشعب .. تميزت بالخبر الصادق والمعلومة الأمينة والتحليل الجاد .. كانت تتألف دوما من كتيبة من المقاتلين ..
أخذت على عاتقها الدور المناط بها في .. أن يأخذوا على يد السفهاء .. كي تستمر الحياة على النحو فيما يرضي وجه الله.. جريدة الشعب صحافة من نوع خاص .. مدفعية من العيار الثقيل .. لا تهدأ في مقارعة الظلم .. تخصصت في مواجهة كل من تسول له نفسه في تجاوز الحدود . سواء فيما يخص التطاول على الثوابت سواء الدين أو مقدرات الأمة .. وقوت الشعب .. فوقفت عارية الجيد .. أمام سيف السلطة .. لتعلم الصحافة الصفراء وبائعوا الضمائر .. كيف تكون وقفات الرجال وكيف تواجه العين المخرز .. وكيف للدم ان يواجه السيف.
وكان منه ما حدث فيما يخص وليمة أعشاب البحر .. أو فيما يخص المسرطنات .. او واقع الفساد على العموم ..
ولو استجاب القوم إلى صوت العقل .. لاستمرت المسيرة نحو النجاة ..كما قال الحديث الشريف أعلاه وليس إلى واقع من المأساة .. كما يحدث في زمننا الراهن .
اعتبر القوم بالأمس .. أن يوسف والي فوق النقد .. وان جريدة الشعب ارتكبت شيئا فريا أو أتت شيئا إدا .. ولم يعبئوا بصوت الحق .. فكانت المأساة واقعا اجتماعيا .. مستطيرا نعيش واقع تفشي السرطان على الواقع المصري .. ومع كل هذا نراه واقع لا يخجل ..
بل يزداد الأمر صفاقة وسوءا .. أن يدخل القوم ضد حزب العمل .. في محاولة من الظلم الكالح .. يسجن فيه يوما السيد مجدي احمد حسين...ذلك لأنه جهر بكلمة الحق ..
وبالرغم من القرارات التي صدرت .. بشأن جريدة الشعب لعودتها إلى الساحة . إلا انهم وقفوا للحيلولة دون رجوعها .. في وقت . كان هناك للصحافة الدعارية المتعهرة الدور البارز والسطوة والصولة على الساحة .. والممولة من الدولة .
كان منها .. ما ظهر من الفساد بملايين الجنيهات .. ذهبت هدرا .. على فساد جرائد صفراء رسمية .وكان منها ما قامت به مجلة إبداع منذ أسبوعين في التطاول على المقام الالهي الكريم ..
وكان منها ان يذهب الملحق الثقافي بالسفارة الإسرائيلية في زيارة لمبنى جريدة الأهرام لثلاثة مرات منذ اسابيع .
ففي الوقت الذي أغلقت فيه الشعب .. نرى على الجانب الآخر .. إعلاما دعاريا متزندقا متهتكا .. لا يخشى الله .. ولم يحترم دين الله ولا عقيدة الشعب ولا ثوابت الأمة .
وبمرور الأيام يزداد الأمر سوءا .. حيث أثبتت فيها التقارير صحة ما تناولته جريدة الشعب آنذاك في فضح قضايا الفساد .. فيما يخص إجرام يوسف والي على الساحة الزراعية .. وما ذكرته بعد ذلك صحف المعارضة .. مثل جريدة الأسبوع في هذا الصدد .. ولكن ما زال للباطل صولة وكلمة .. بينما صوت الحق قد صادره القوم ..
كما قال الشاعر ..
أرى كل يوم للطغاة مكيدة فلا ****الحق موضوع ولا الجور زائل .
شعب مصر الآن يعاني من السرطان .. بشكل جماعي .. وكان جراء هذا الإجرام انهم ضحايا كضحايا حرب فيتنام على الساحة المصرية ..لا بواكي لهم ونتساءل أكل هذا ليهودية الجذور والحنين الأخاذ إلى قومهم من بني اسرائيل .؟!!
(وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ }النساء66
(وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110.
وواقع الحال يفيد أن كل من عالجوا الأمر تطبيعا مع إسرائيل تلظوا بنارها ..
فهاهي موريتانيا في تقرير خاص للجزيرة .. عن نتائج التطبيع الموريتاني زراعيا مع إسرائيل.. أن ماتت أكثر من ثلاثة ملايين نخلة .. فأثر ذلك على الإنتاج الزراعي .. وهانحن اليوم .. يموت الشعب المصري الف مرة .. في مراكز السرطان ..
نتيجة لحنين حفنة من الخونة إلى قومهم من بني إسرائيل .. أجل فليتركوا الساحة وليذهبوا الى تل أبيب.. إذا كانوا لا يستطيعون العيش إلا في أحضانهم..
امر غريب بدلا من ان يقدم يوسف والي المجرم الى المحاكمة .. بل كان العكس أن يسجن صاحب الحق .. انه الظلم الذي أصبح سياقا اجتماعيا .. وعرفاً متداولاً..
وما زال التساؤل مطروحا .. لماذا يخاف القوم من عودة جريدة الشعب ..؟ فلا يخاف النار .. الا من كان كيانا من القش..
عيب كبير أن تكون الساحة .. مليئة بكل من هب ودب .. وجرائد من كل صنف .. تعلن الحرب على الله .. وأخرى تعمل لصالح الشيطان .. وأخرى لصالح أمريكا .. وأخرى لصالح اسرائيل .. ومراتع لليبراليين الجدد والخونة ..
بينما كلمة الحق .. توصد أبوابها .. ويحال بينها وبين القراء.. وهكذا هو دوما واقع الاستبداد .. من يقول لا اله إلا الله تخرج عليه الف بندقية .. وتغلق جريدته بالشمع الأحمر .. واقع فيه كل ارض كربلاء .. هو واقع كل العصور منذ 61هجرية .. حيث كان رأس الحسين على أسنة الرماح .. وما زلنا نرواح مكاننا حتى اللحظة .. الحق اصبح غير مقبول ومر المذاق .. وموقعه فقط فوق أسنة الرماح .. وعيون ايتام الحق ملأى بالدموع .. لم يتغير الواقع وكلمة الحسين ان لم يستقم دين محمد الا بقتلي فيا سيوف خذوني ..
أجل فلتأخذنا السيوف ليستقيم دين محمد .. وان كانت دماءنا ..هي الثمن .. فلا بأس .. وألف أهلا وسهلا ..!!

جريدة الشعب والمعادلة الصعبة :

"Dip your pen into your arteries and write." -William Allen White
قال الغرب .. أغمس القلم في الشرايين واكتب ..
ومما لا شك فيه أن الشاعر اللبناني الياس أبو شبكة نقل التصور في بيت من الشعر ..
اجرح القلب واسقي شعرك**** منه فدم القلب خمرة الاقلام ..
وقالت الكاتبة كوثر الكيالي ..
اذا كان قلب الكاتب جرح ففي الكتاب دماؤه مطبوعة .
وتعتبر الصحافة محطة مهمة في نقل الإبداع .. تقول الشاعرة .. أركيبالد ..ان الصحافة تهتم بالأحداث والشعر يهتم بالمشاعر .. الصحافة معنية برؤية العالم والشعر معني بمشاعر العالم ..
Journalism is concerned with events, poetry with feelings. Journalism is concerned with the look of the world, poetry with the feel of the world. Archibald MacLeish

مما لا شك فيه ان مهمة الصحافة من المنظور الإسلامي تختلف عن تصورات الغرب وسياقاته ومنهجه في الحياة.
ذلك لأن التصور الإسلامي يضع اعتبارات لأمانة الكلمة .
كما ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {الرجل قد يقول الكلمة من سخط الله أو من غضب الله لا يلقي لها بالاً؛ تهوي به في النار سبعين خريفاً } والعياذ بالله!.
..
قال الغرب .. أن كل صحفي يدين بالولاء للشيطان ..
Every newspaper editor owes tribute to the devil. ~Jean de la Fontaine
وهذا التصور يختلف عن سياق البعد الإسلامي .. فلا ولاء إلا لله.. من هنا .. ان التصور الاسلامي يختلف في كلياته وجزئياته .. عن التصور الغربي في العمل الصحفي ..
التصور الغربي .. للصحافة يختلف .. حتى بالنسبة لرؤيته للاوضاع الاعتبارية للدين عندهم أو القانون ..
يقول ويندل فيلبيس دعني أنشئ جريدة .. فأنني لن أبالي حينها بمن شرع الدين أوبمن سن القانون ..
Let me make the newspaper, and I care not who makes the religion and the laws." -Wendell Phillips
بل ان التصور الأخلاقي .. يكاد يكون مفتقدا على الساحة .. وهي مرئيات تغص بالأكاذيب وافتقاد الحقائق ..
يقول .. مارلون براندو .. أربعة من الأسس التي تساند الجهود الصحفية .. وهي الأكاذيب والغباء والمال والاستئصال وعدم المسئولية الأخلاقية .
The four pillars of wisdom that support journalistic endeavors are: lies, stupidity, money-grubbing, and ethical irresponsibility. --Marlon Brando ...June 19, 1995
ويقول آخر ..
إنها مهمة الجرائد ان تطبع الأخبار لتشيد جهنم .. وقالوا لا غرابة في فساد الصحافة فنحن نريد مزيدا من الأشخاص المساطيل ..
وإذا كان هذا التصور قائم في تغييب الوعي الا انه تم تصديره إلينا بشكل أو بآخر .. وبالرغم أن الغرب بعد معاناته يبحث عن علاجات لأوضاعه نعم ليس هناك ثمة سياق أخلاقي يحكم الواقع عند الغرب .. أللهم إلا الضمير.. والضمير هلامي .. وغير محدد ...بما يختلف عما هو عند الإسلام فيما يخص أمانة الكلمة وبعدها الرسالي ... لذلك وجدنا على ساحتهم من يطالب بالوازع الأخلاقي.
( ان صحافة بدون وازع أخلاقي أمر مستحيل.. فعلى كل صحفي أن يكون ذو حس أخلاقي ..هذا أمر حتمي لا يمكن تفاديه ..)
Journalism without a moral position is impossible. Every journalist is a moralist. It's absolutely unavoidable. Marguerite Duras


وقال بوب وورد "ان قيمة الصحافة تقاس بنوعية المعلومات التي تقدمها وليست في الدراما والألعاب النارية المرتبطة بنا كصحفيين " قالوا إن القانون الأول في الصحافة ان تثبت الضرر أكثر منه معارضته .. وهذا التصور يجعل ان الصحافة تأخذ بعد المحايدة .. أو تصبح بلا موقف ..
ومن هنا كان تغييب الحقائق عن عمد .. بعدا .. سائدا .. لا يحكمه المصداقية .. من هنا يقول الصحفي .. هنتر تومبسون .. إذا كتبت كل الحقائق التي عرفتها خلال العشر سنوات الماضية بالصحافة عن 600 شخص بما فيهم انا فسيكون مصيري في زنزانة بسجن ريو في سياتل بالتأكيد الحقيقة نادرة على الساحة وسلعة خطرة في سياق من الصحافة ..
لينتهي الوضع العام ليعلن احدهم ان المادة الإعلانية هي الحقيقة الوحيدة في مسودات الجريدة ..
بل وينتهي المشهد الى سياق من الاشمئزاز من تلك المهنة على الواقع الغربي ذلك لأنه فقد العناصر الأساسية التي تؤدي الى مجد الكلمة .. لينتهي الى انتكاس الكلمة وانتهاء دورها ..ربما أشار اليه البعض عندهم .. يقول شارل بودلير ..
انا لست قادرا على استيعاب ان هناك ثمة إنسان ذو شرف يحمل جريدة في يده دون ان تنتابه رجفة من الاشمئزاز ..
ويقول مارك توين ..
لست صحفيا في جريدة وسأظل دائما افعل الحق وان اكون صالحا فقط لأن الله لم يجعلني احدا منهم .. وهناك آخر انتهت حياته بالإذعان .. يقول والتر ليبمان..
خلاصة حياة طويلة في العمل الصحفي أقنعني فيها كثير من الرؤساء فيما مضى ان ثمة مساحة كبيرة من الهواء يجب ان تكون متواجدة بين الصحفي وبين رأس الدولة ..
A long life in journalism convinced me many presidents ago that there should be a large air space between a journalist and the head of a state. Walter Lippmann

ولكن جريدة الشعب .. لم تعتد بمساحات الهواء المفترضة في عالم الإذعان وسياقاته بين الصحفي ورأس السلطة ... بل قارعت السلطة .. وجها لوجه .. وقالوا ان مجد الصحافة يتلخص في زواله .. ولكني أعتقد أن مجد الشعب لم يزل .. بل قد يجاوز بالسبق الى محطات من المجد الاتي..
كل ماذكر أعلاه عن فساد الصحافة .. غربيا .. وما استورد فسادً على الساحة العربية ..
فالجاهلية واحدة المغرس .. إلا أن الشعب .. لا يمكن أن تركع .. مهما كانت دائرة الحصار ..لأن هذا ليس شأنها ولم تخلق لهذا.. فللركوع أقوام .. وعلى الجانب الآخر كان للصمود والثبات والرجولة أقوام ..
قال تعالى:
(يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ) (إبراهيم : 27 ).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.