تراكضَ السحاب في السماء.. لترتمي ملاءةٌ من الظلال على الجداول التي تدفقت.. تنسابُ في خريرها نعومة النغمِ وراحت الأشجار تنثني مع الرياح.. تبوحُ للحمائم المرفرفة عن سر فرحة الوجود بك.. عن الطبيعة التي تضوأت لمقدمك. وكنت أنتظر.. أُطلُّ في المدى.. يَزُورنِي الذبولُ في اندفاعِة الزمنْ.. يُخيفُني توقعُ الغيابْ.. يخيِفني احتجابُ طلعتِك.. لكنّ نجمةً تلألأت.. وغيمةً من المدى البعيد أَقبلتْ محاطةً بهالةٍ من الأملْ.. مَضَتْ تزُفُ للحياة سرَّها السعيدْ تقول قَدْ أتتْ.. تراقَصَتْ بعيني الأضواءُ والظلالْ, وأنتِ تُشرقين في بهائك الذي اكتمل.. تُبدلين عالماً من الأسى بداخلي بآخر من الفرحْ.. ها أنتِ تضحكين لي فَتَسْطَع المبِاهج المخبأةْ في مقلتين طافَ فيهما الوهجْ.. ها أنتِ تَلمسينني فَينتَهي تَيتُمي إلى الأبد.. عرفتُ كيف يصبحُ الوجودُ لحظةْ أَلوذ بالأمانِ في رحابِها بمقلتيكْ.. أحتمي بعالمك وأنتِ تبدئين في حديثك الذي يجىُء للحياة من مشارفِ النجوم، ويُطلق الأمان داخلي.. منابعاً تفجّرت من الأملْ. ظننتُ أنناَ يِلفُنا الخلودْ.. ظننت أن يمر من ورائنا الزمنْ.. لكنما حديثك القصير ينتهي وأنتِ تمنَحينني يدك وتَتْركِيني مع الرياحْ.. يلفُّ عَالمي الظلامْ.. وهذه النجومُ تختفي وراء خطوتك. تبددت عوالم الفرح، ولم أعدْ سوى بحزني المريرَ.. يشى لسكتي بِخيبِة اللقاءْ.. يُقيم داخلي مأتم الأسى، وينشرُ الصقيعُ في سمائها العويل.. وها هي السعادةُ القصيرةُ الأمدْ.. مراقةُ الدماءِ خلفَ لحظِة الرحيلْ. كلمتنا - سبتمبر 2001