هو واحد ممن يتزعمون الموجة الجديدة من الكوميديا، موجة شبابية تعتمد على الأفكار المبتكرة الطازجة التى لم تستهلك من قبل، تتجاوز هذه الموجة النوعية التقليدية القديمة التى ظلت المثال والقدوة لكثير من نجوم الكوميديا، وتتجاوز أيضا الأساليب الكوميدية التى قدمها عدد من النجوم حيث الضحك يعتمد على الابتذال كأساس. ربما كان هو الاستثناء الوحيد الذى قدم عملا كوميديا متماسكا هذا العام.. من خلال 15 حلقة قدم أحمد مكى الجزء الثانى المؤجل من العام الماضى من مسلسل «الكبير قوى»، كوميديا مختلفة لا تخلو من إفيهات ذكية وطازجة لم تسمعها من قبل، حلقات متصلة منفصلة تلائم ستايل السيت الكوم الذى نجح فيه مكى منذ بدايته البارزة فى مسلسل «تامر وشوقية» فى شخصية «إتش دبور». ينقل أحمد مكى الكوميديا إلى مستوى مختلف عن السائد، منذ بدايته مع شخصية «إتش دبور» وهو يصنع عالما يتلامس كثيرا مع عالم الشباب ونكاته وإفيهاته، هو منهم لذا فهو يفهم هذه الإفيهات جيدا، وهو لا يسخر منها، ولا يستخدمها للتقليل من شأن الجيل الذى صنعها، بل يوظفها فى أدواره لتكون جزءا من نسيج الشخصية وأسلوبها ولغتها فى التعامل مع الآخرين، يعتمد كما يفعل بعض الممثلين على كاراكترات لها ماكياج وأزياء مختلفة تنسى معها شكله الحقيقى، ولكنه يتوغل فى هذه الكاراكترات ويصنع منها عالما مختلفا ومدهشا. فى قرية المزاريطة التى تنتمى إلى تقاليد الصعيد يقدم دور العمدة الروش، الذى يكتشف أن له أخا من أم أمريكية يحضر ليقاسمه تركة الأب الراحل فى المنصب والثروة، هذه الإشكالية تتيح له تقديم شخصيتين مختلفتين، الأول العمدة الصارم المهاب فى داره وقريته، والثانى الشاب المتأمرك الذى يصطدم بثقافته الغربية مع ثقافة الصعيد المتحفظة، يجيد مكى التعامل مع الشخصيتين المتناقضتين بحيث ينسى المشاهد فى بعض الأحيان أن الممثل واحد، وهنا تتضح براعة مكى فى الانتقال بين الشخصيتين بسلاسة شديدة.