كعادتها لم تتخل عن صدقها وجرأتها المعهودة، وقامت بإطلاق أعيرتها النارية عن طريق تصريحات شديدة القسوة في كل إتجاه؛ فكان للمجلس العسكري وجماعة "الإخوان المسلمين" نصيب الأسد في تلك التصريحات، وذلك خلال حوارها الخاص جداً والأول لها بعد الانتخابات الرئاسية والتي تطرقت فيه إلى الإعلان الدستوري المكمل، وفوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية وأهم الصعوبات التي تواجهه في المرحلة المقبلة وأشياء أخرى تجدوها في هذا الحوار.. *كيف كان رد فعلك بعد إعلان محمد مرسي رئيساً لمصر؟ الدكتور محمد مرسي أو الفريق أحمد شفيق كلاهما واحد! *بمعنى؟ ما أعنيه أن الحكم للمجلس العسكري ولن يتغير الوضع بمجيئ شفيق أو مرسي. *تقصدين أن الأمل مفقود في أن تصبح الدولة مدنية لا عسكرية؟ نحن لم نأت حتى هذه اللحظة برئيس، وهذا للأسف تكملة السيناريو الذي وضعه المجلس العسكري ولا يزال يخرجه بإتقان حتى هذه اللحظات. *وما هو السيناريو الذي تشيرين إليه؟ السيناريو المقصود بكلامي هو تلك "التمثيلية" الهزلية والأزمة التي وضعنا فيها المجلس العسكري منذ يوم 19 مارس 2011. *وما هو الحل من وجهة نظرك للخروج من تلك الازمة؟ الحل هو استمرار المطالبة بالحقوق الضائعة، فلا يضيع الله حق وراءه مطالب، لو تخلينا عن حقوقنا ولم نبحث عنها فلن تعود إلينا وسنظل في مكاننا، و"نستاهل اللي يجرالنا". *ولمن أعطيت صوتك في جولة الإعادة؟ بصراحة شديدة وأقولها للمرة الأولى أنني قمت بإبطال صوتي وأضفت عبارة "يسقط حكم العسكر" و"يسقط حكم المرشد"، على ورقة الترشيح بعدما قمت بالشطب على المرشحين. *ولماذا أبطلت صوتك؟ لأنني ضد دولة "المرشد" ودولة "المشير"، وهذا للأسف هو السيناريو الأصعب الذي فرض على الشعب المصري الكبير الذي لا يجوز ولا يصح أن يوضع بين خيارين أفضلهما سئ؛ إما أنا تحكمنا "جماعة" أو أن يحكمنا "العسكر"، فالأولى مبنية على السمع والطاعة ل"المرشد" والثانية سيكون السمع والطاعة فيها منسوب وموجه إلى المؤسسة العسكرية في شخص المشير. *إذن فوصول مرسي لكرسي الرئاسة من عدمه لم يغير منك شيئًا؟ بالعكس، فأنا شعرت بسعادة غامرة عند فوز الدكتور مرسي بمنصب الرئيس، لأن هذه النتيجة أكبر دليل على أنه لا رجعة للفلول ولأمن الدولة والقمع والقهر، وأن الثورة انتصرت. *وما رسالتك للدكتور محمد مرسي بعد توليه منصب الرئيس في أول أيام حكمه لمصر في الجمهورية الثانية؟ بكل صدق، أنا مشفقة جدًا على الدكتور محمد مرسي ومن كل قلبي أقول له رقم واحد واثنين وثلاثة لكي يوفقك الله أن تختار البطانة الصالحة وتبعد عنك كل ما يسئ إليك وإلى الجماعة بشكل عام. *ومن هم نماذج تلك الإساءة؟ أول هذه النماذج هو الأستاذ صبحي صالح الذي يعمل وفق مصلحته، فأرجو من مرسي أن يبتعد عنه، فصبحي صالح هو من طالب بقانون تجريم ووقف المظاهرات في ميدان التحرير وهو أيضًاً من نزل إلى الميدان يومي 13 و20 ابريل وبعد مطالبته بمنع التظاهر بفترة وجيزة، وهو من طالب بدولة إخوانية وأن يتزوج شباب الإخوان من فتيات الإخوان، وفوجئنا بإبنه يتزوج من فتاة غير محجبة ولا تنتمي بأي شكل من الأشكال إلى الإخوان، ليخرج علينا بعدها ويقول "ابني مش إخوان"!، وأنا أتوقع فشل مرسي فشل ذريع لو لم يتخلص مرسي من هؤلاء. *وما رسالتك لجماعة الإخوان بشكل عام؟ أولاً أرجو أن يتفهم الإخوان الدرس ويتعلموا جيداً من الماضي فقد فقدوا شعبية كبيرة جداً بعد أفعالهم ومواقفهم بعد الثورة وتحديداً بعد أن سيطروا على "البرلمان". وثاني رجاء هو أن يتم تنفيذ ما وعدوا به وهو أن يتم تشكيل حكومة ائتلافية بشكل حقيقي تضم كوادر تكنوقراطية من رئيس وزراء وطني مستقل، فأنا شخصيًا كنت أتمنى أن يكون رئيس الوزراء هو الدكتور محمد البرادعي ولكني علمت أنه رفض ولكني في نفس الوقت أحييه لأنه رفض بناءً على رؤية وهي أنه ليس هناك دستور، وبالتالي فهو لم يرض لنفسه أن يكون قطعة من قطع الشطرنج التي سيحركها السيد محمد حسين طنطاوي والمجلس العسكري حسبما شاءوا، والسبب في ذلك أنه لا يوجد دستور، وبالتالي أيضًا سيكون الدكتور محمد مرسي قطعة شطرنج مثله مثل الدكتور عصام شرف الرجل الطيب المهذب الذي أصبح سكرتير ل"المشير" ومجلسه، ولذلك أدعوا الجميع بعدم الإفراط في الفرحة لأن المشوار صعب وما زال طويلاً. *وماهي أولى وأهم تلك الصعوبات؟ أهم وأخطر "مطب" أمامنا هو الجمعية التأسيسية للدستور والتي للمرة الثانية تشكل من داخل جماعة الإخوان المسلمين بأغلبية والتي رفضتها المحكمة الدستورية العليا في التشكيل الأول لنفس السبب وهو الأغلبية التي تنتمي للإخوان، فهي لم تكن توافقية وكان بها أعضاء من مجلس الشعب. *وهل أنت مع حل البرلمان؟ طبعًا، فأنا أؤيد هذا القرار تمامًا، وأريد أن أقول أن حل مجلس الشعب كان قانونيًا وجاء هذا على لسان المستشارة الدكتورة نهى الزيني، فلقد كان هذا المجلس مبنيًا من الأساس على قانون معيب ومنتقص ومن ضمن هذه العيوب كان الإنتخاب بالقوائم والفردي وهذا لايصح قانونًا. *وهل هذا خطأ مجلس الشعب؟ الخطا هنا يسأل عنه المجلس العسكري وهو الجهة الوحيدة التي تلام في ذلك، لأنه أصدر قوانين الانتخابات وهو يعلم تمام العلم أنها معيبة وقام بخداعنا وتذنيبنا وأنزلنا جميعاً الشارع في تمثيلية أفتعلها لكي يقول للعالم أننا ننتخب وهناك ديمقراطية. *من وجهة نظرك كل ماحدث كان مقصودًا بما في ذلك حل المجلس؟ طبعاً، وأقسم بالله في انتخابات مجلس الشعب قلت أن ما نفعله "تمثيلية" وسيقوم المجلس العسكري بحل البرلمان لأنه مبني على أساس قانوني خاطئ، وقلت وقتها أنني أعلم أني أشارك في تمثيلية ولكني سأرضي ربي وأنتخب لأريح ضميري فقط، وأتمنى أن تحل اللجنة التأسيسية الثانية التي سيصدر فيها حكم غدًا الثلاثاء، وأن تأسس لجنة تمثل الشعب بجميع طوائفه وفئاته بناءً عليه يتم وضع دستور يناسب هذا الشعب العظيم ويحترم حقوقه لأننا كلنا سواسية بكل طوائفنا وميولنا ومعتقداتنا والحقيقة هذه هي المعركة الأشد والأصعب لأنه لكي يحدث ذلك لابد أن يلغى الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري قبل الانتخابات الرئاسية بساعات قليلة، وكفى هذا المجلس استهتارًا بنا وبهذا الشعب العظيم الذي "لبس العمّة" كتير من المجلس العسكري. *وهل سيظل المجلس العسكري في ممارسة سياسة "تلبيس العمة" للشعب حتى في ظل وجود رئيس منتخب؟ طبعاً وأكثر مما سبق، فالمجلس الآن له صلاحيات أكبر وأقوى من سابقه، وذلك بفضل الإعلان الدستوري "المكبل"، ففي هذا الإعلان المجلس العسكري يضع لنفسه صلاحيات بكل الديكتاتورية أن يظل يحكم إلى أجل غير مسمى. *وماذا لو كان المرشح الخاسر عبد المنعم أبو الفتوح الذي منحتيه صوتك في الإنتخابات في هذا الموقف الآن بديلاً للدكتور محمد مرسي؟ كنت سأطالبه بعدم الخروج من الميدان، فلابد أن يقف هو وأنصاره ومؤيدوه في الميدان إحتجاجاً على هذا الإعلان لأنه سيكون رئيساً إسماً فقط وليس قادراً على إعطاء أمر أو رفض أمر آخر، والدليل على ما أقوله أن الحكومة في مأزق اليوم حيث تقف حائرة مابين أن تعلن استقالتها أمام المجلس أو الرئيس وهذه كارثة. *في النهاية ما تعليقك حول ماقاله الدكتور محمد مرسي في خطابه الأول أمس عقب توليه منصب الرئيس؟ انا لا أنظر إلى أول خطاب للرئيس لأنه يكون مكتوبًا بشكل عاطفي يحاول من خلاله أن يطمئن الشعب ويكسب ودهم وهذا أمر طبيعي ولكني أتمنى أن يكون مرسي على قدر كبير من المسؤلية الكبيرة التي يحملها الآن على عاتقه.