أكد وزير خارجية النرويج إسبن بارت آيداه، أن الصراع الدامى الذى تشهده سوريا على مدى عامين ونصف تدهور بشكل مأساوى لم يشهده العالم لسنوات طويلة، مشيرا إلى البرودة التى أصبحت تتسم بها العلاقات بين القوى الكبرى بعد أن قامت كل من روسيا الاتحادية والولايات المتحدةالأمريكية بتحريك قطع حربية لهما فى البحر الأبيض المتوسط. وأوضح بارت أيداه، أن الحرب الأهلية التى تشهدها سوريا ستتعدى النطاق الإقليمى لتأخذ أبعادا دولية بعد استخدام الأسلحة الكيميائية منوها بأن استخدام نظام الأسد لهذه الأسلحة يعتبر انتهاكا للقانون الدولى ولكنه يجب انتظار مناقشة مجلس الأمن الدولى لتقرير بعثة الأممالمتحدة لمفتشى الأسلحة قبل اتخاذ أى قرار بهذا الشأن. وغادر وزير الخارجية النرويجى أوسلو، بعد ظهر اليوم الاثنين، فى طريقه إلى مدينة فيسبى بمقاطعة جوتلاند بالسويد للمشاركة فقط فى عشاء عمل لوزراء خارجية دول الشمال والبلطيق سيتم تخصيصه لبحث تطورات الوضع فى سوريا فى ضوء التكذيب الروسى لقيام نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين العزل فى ريف دمشق. ومن جهة أخرى، ذكر بيان للخارجية النرويجية أن وزير الدولة للشئون الخارجية تورجير لارشن سيقوم بتمثيل النرويج فى اجتماعات وزراء خارجية دول الشمال ودول البلطيق والتى ستبدأ فى مدينة فيسبى، غدا الثلاثاء، لمناقشة التعاون فى مجال الطاقة وتطورات الوضع فى المنطقة. وقد كشفت نتائج استطلاع للرأى بثته اليوم العديد من وسائل الإعلام النرويجية أن نسبة 9ر45 فى المائة من النرويجيين تعارض أى مساهمة نرويجية فى تحرك عسكرى غربى ضد النظام الحاكم فى سوريا دون وجود تفويض صريح من مجلس الأمن الدولى، فى الوقت الذى تعارض فيه نسبة 1ر36 فى المائة أى تدخل عسكرى للنرويج فى سوريا بتفويض من الأممالمتحدة أو دونه، فى مقابل موافقة نسبة 3ر6 فى المائة فقط على تدخل النرويج. وأكد وزير الخارجية النرويجى، أن نتائج هذا الاستطلاع تعتبر دليلا واضحا على موقف الحكومة الثابت تجاه هذه المسألة، حيث أنها ترفض أى تدخل عسكرى فى سوريا دون تفويض من الأممالمتحدة ودون إعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية لحل الأزمة السورية.