هل يمكن للموسيقى والفنون والسينما احتلال العالم؟ والسيطرة عليه؟ واستلاب خيراته أو التحكم فيها؟ وهل يمكن أن يكون للفنانين دور سياسي؟ أو هل يمكن أن يكون لهم دور أكثر خطرا من الساسة على العالم؟ وإذا كان للفنانين مثل هذا الدور المؤثر ألن يكون التأثير أكثر فاعلية إذا كان عبر حسناوات أمريكا؟ فمن هي يا ترى فتاة أمريكا المدللة التي يستخدمها السياسيون لكي يفتن العالم بسحرها ويتجرعون السم في العسل؟ إن مثل هذه القضية تفتح المجال للحديث عن تلك العلاقة بين عالم السياسة والوسط الفني ومدى العلاقة التي تجمع بينهما وآفاق التأثير والتأثر المتبادل، فعلى الرغم من أن العالمين، عالم السياسة وعالم الفن، بعيدان بعدا شاسعا من الناحية الظاهرية، لأن السياسة تهدف دائما إلى الأمور الكبرى والمعقدة مثل إدارة البلاد وتأمين الموارد الاقتصادية والاستعداد الدائم لأي عدوان خارجي عبر التسليح المستمر والترقب الدائم، أما الفنون خاصة السينما والموسيقى فهدفها الأساسي هو الترفيه والتسلية حتى ولو كان هذا الفن أو ذاك يحمل رسالة اجتماعية أو أخلاقية أو سياسة؛ إلا أن الحقيقة على خلاف ما هو ظاهر من هذه العلاقة. فلطالما كانت المصالح المشتركة هي كلمة السر التي خلقت فضاءات مختلفة للتواصل الخفي بين هذين العالمين، وذلك من خلال خلط المصالح الاقتصادية التي تحققها الفنون بالمصالح السياسية التي يسعى الساسة إلى إنجازها وارتبط الطرفان "الفني والسياسي" برباط معقد وعميق وخفي تحت ما عرف ب "رابطة الإخوة المقدسة" ولكن كثيرا ما تم التعتيم على هذا النوع من العلاقات لأنها اعتمدت في الأساس على العمل في الظلام والخفاء وما ظهر منها فقط جاء من خلال تسريبات وتحليلات عميقة كشفت عن مكنون سر هذه العلاقات السرية الخفية. فبينما وجد كثير من الساسة ضالتهم في أحضان الفنانات ليغسلوا هموم السياسة لم تتردد الفنانات في اقتناص هذه الفرص لتحقيق مصالح اقتصادية واجتماعية عليا من خلال هذه العلاقة التي شابها على مر الزمن كثير من التساؤلات والغموض وعلامات الاستفهام. ولعلكم تتسائلون عن أسرار هذه العلاقات التي جمعت كثيراً من ساسة أمريكا بجميلات الوسط الفني وخاصة مغنيات البوب تلك الموسيقى التي كثيرا ما ارتبط صانعوها بمنظمات سرية كثيراً ما شابها الغموض واحاطت بها الألغاز. لقد أدرك ساسة أمريكا أنه بالسيطرة التامة على وسائل الإعلام سوف تكون لديهم السلطة المطلقة لتلقين البشرية جمعاء حسب طريقة تفكيرهم وباستغلال المشاهير الذين يسلبون قلوب المعجبين من أمثال مادونا وريهانا كريستينا أغوليرا فإن باستطاعتهم نشر ما يريدون من أفكار أخلاقية اجتماعية سياسية وحتى اقتصادية تستقر في عقل المتلقي عبر قنوات سواء بوعي أو بدون وعي والتي يتم تمريرها أمام الأعين بشكل يومي. وهذه هي تماما الحقيقة التي تنتهجها منظمة سرية عالمية معروفة وهي استخدام صناعة "التسلية" من أجل تحريض الناس على انتهاج طرق تفكيرهم ويتم ذلك إما علناً أو في الخفاء حتى يقتنع الفرد أن هذه الأفكار هي أفكاره هو. ابنة أمريكا البارة .. الطفلة المختارة طالما كانت كرستينا أغوليرا فتاة مثالية نشأت في أحضان أمريكا خدم والدها بالجيش الأمريكي في أنحاء الولايات وكندا واليابان. منذ نعومة أظفارها أحبت الغناء وشبت على أغاني ماكل جاكسون ومادونا وويتني هيوستن وتطلعت أن تصبح مثلهم، فكانت" مادونا " هي مثالها الأعلى. بدأت تغني وهي صغيرة في المهرجانات المحلية حتى عرفت باسم الطفلة الصغيرة ذات الصوت الناضج الكبير. حازت على كثير من الجوائز وحققت مبيعات قياسية لألبوماتها وانتشرت انتشار النار في الهشيم لتخطف قلوب المحبين من داخل أمريكا ومن خارجها. فكانت بذلك الفتاة المثالية ليقع عليها الاختيار لاستكمال المسيرة ولأنها طالما حلمت بأن تصبح ك "مادونا" وقع اختيار مادونا عليها لتنقل لها خبراتها وأساليبها وطرقها في التعامل مع "الشيطان". وبدأت رحلة استكمال المخطط الأمريكي فهي المحبوبة الناجحة وقبل كل شيء معروفة بأعمالها الخيرية ومحبتها للخير وهي إحدى أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في الراغب للدخول في رباط "الأخوة " لخدمة المنظمة السرية. تم تقديم "أغوليرا" على أنها رائدة الأخلاق الأمريكية، فالفتاة الجميلة تقوم بحملات توعية للشباب تحثهم فيها على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية 2004 لصالح جمعيات غير حزبية. فانخرطت في السياسة وقامت بتصوير عدد من الحملات على الشبكة العنكبوتية للترويج لأهمية التصويت مشيرة إلى الآثار السلبية للامتناع عن التصويت والانتخاب حاملة بين ذراعيها طفل رضيع ملفوف بالعلم الأمريكي، كما ظهرت لاحقا في برنامج إحدى مشاهير منظمة الأخوة العالمية اللامعة أوبرا وينفري وذلك للحديث عن أهمية الانتخابات. كما كانت الجميلة من أوائل الأصوات المؤيدة لحملة هيلاري كلينتون الرئاسية عام 2008. ومن المعروف علاقة أسرة كلينتون الواضحة والجلية بمنظمة الرباط الأخوي الماسونية. وبهذا أصبحت الفتاة الجميلة على استعداد لاستلام صولجان الحكم من ملكته الأولى التي تربعت على عرشه لسنوات وكانت خير خادم لمنظمة الأخوة العالمية. هرم مادونا الماسوني وميراث أغوليرا على صوت موسيقى البوب الصاخبة وبكلمات شعائرية كما الحوار مع الشيطان خرجت "مادونا" من هرم ماسوني وخلفها رقعة شطرنج وتقوم برفع "كريستينا إغوليرا" إلى الأعلى وإبعاد "بريتني سبيرز" بقبله لكل منهما لتكون بذلك "أغوليرا" وريثة مادونا الشرعية لاستكمال مخطط النظام العالمي الجديد. فبعد أن بلغت "مادونا" مبلغها من العمر واستوفت شروط روابط "الأخوة" لعهد مضى لم تتوان فيه عن خدمة النظام الشيطاني بتقديم التضحيات، آن الآوان لكي تغذي أمريكا نظامها بدم جديد فوقع الإختيار على الفاتنة " كريستينا أغوليرا" لكي تستكمل المهمة المقدسة والصعبة والتي اضطلعت بها مادونا طيلة عهد مضى وانتهت بجولة غنائية بدأتها بإسرائيل وانتهت بتخصيص عائد حفلاتها لدعم الجيش "الصهيوني". تخرج مادونا في إحدى مقاطع كليباتها خلال رقصة شعائرية من هرم ماسوني ذي 13 درجة وتقوم بترقية كرستينا أغوليرا بإعتبارها في مرتبة الوضاءة وهي إحدى مراتب الماسونية الرفيعة وتقوم بترقية "كريستينا " وطرد بريتني وتكون خلفية الأستديو على شكل رقعة شطرنج وذلك للإنتقال بين البعدين والتواصل مع كائنات البعد الآخر حسب تعاليم المنظمة. لم تعد "بريتني سبيرز" بالرغم من انتماءها أيضا للمنظمة هي الفتاة المنشودة بعد أن شابها الكثير ولحقت بها الشبهات وقام المجتمع الأمريكي بلفظها نظرا لكثرة هفواتها وسقطاتها، وتم استبدال أغوليرا بها وهي التي خطفت الألباب ببراءتها وأعمالها الخيرية. لتلقي بنفسها فيما بعد في خضم الحياة الصاخبة مستمرءةً حياة اللهو واللعب والحفلات السرية والسهرات الماجنة لتنتهج نهج مثلها الأعلى وتتفوق عليها. وتكون بذلك فتاة أمريكا المدللة لتقوم بمهمة الإضلال والتضليل عن طريق الإمتاع والصخب لتبث من خلال أغنياتها وكليباتها تعاليم الماسونية وتنضم بذلك للنخبة من الساسة "المتنورين" الذين على أكتافهم صعدت الولاياتالمتحدة ولكن ماذا عساها أن تكون إنتماءات هؤلاء الساسة ولمن يدينون بالولاء. يمكن أن تصبح الإجابة أكثر وضوحاً إذا ماعرفنا أن جورش بوش الأب ومن بعده جورش بوش الإبن كانا عضوين في مجموعة سرية واحدة مجموعة "الجمجمة والعظام". وهو مكان للأعمال الشيطانية واتخاذ القرارت حول مستقبل امريكا ولا ينسى أحد مقولة رامسفيلد «لا يتقرب الإنسان إلى الله في أي وقت إلا حين يجثو على مذبح الماسونية ويدعو الله». وهاهي أغوليرا تجثوا على مذبح الماسونية في إحدى كليباتها ومن قبلها مادونا ليعلنان الولاء. ويكفي أن نعرف أن كل من بنجامين فرانكلين وتوماس جيفرسون وجورش واشنطن وجون آدمز وهم أبرز الموقعين على بيان استقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية انتسبوا جميعاً للمنظمة السرية. وإذا ما وضعنا هذه الأسماء لأبرز رؤساء أمريكا المعروف عنهم سمعتهم الطيبة وتاريخهم المشرف ليس على الصعيد الأمريكي فقط وإنما على الصعيد الإنساني أيضا، في مواجهة أسماء مثل مادونا وكريستينا أغوليرا ذائعي الصيت في مجال الأعمال الخيرية، نكتشف أن الهدف الأساسي هو تصدير صورة براقة لإخفاء صورة قاتمة تسعى إلى السيطرة والهيمنة على مقدرات العالم. ولهذا يسعى الساسة الأمريكيون دائما إلى اكتشاف أوجه فنية جديدة قادرة على سلب ألباب العالم لكي يتمكنوا عبر هذه الملامح الحسناء والأخلاق الرقيقة من تنفيذ رغباتهم ومخططاتهم الشيطانية.. هكذا استطاعت كريستينا أغوليرا أن تصعد كنجمة متألقة في سماء الفن والموسيقى بمباركة كبار الساسة الأمريكيين فكانت هي بحق "فتاة أمريكا المدللة".