لا احد حتي الان من شهود العيان يعرف كيف تصاعدت الاحداث بهذا الشكل المفزع، كيف اصبح الاصدقاء خصوم، وابناء البلد الواحدة اعداء، كيف يمكن لحادث عابر او طلقة نار خرجت بالخطأ ان تتسبب فى معركة دموية تنتهى بقتل الابن امام ابيه. مشاجرة عادية بين عائلتين وقعت أحداثها في مركز البدرشين، تدخل فيها الاهل والجيران، الا ان احداثها تطورت سريعا بعد ان قام احد الأطراف بإطلاق عيار فرد خرطوش ليصاب احد أطراف العائلة الأخرى بإصابات بالغة، الصراخ يملأ اجواء المنطقة فالمصاب تصعد انفاسه الأخيرة الى بارئها، ليقوموا بنقله للمستشفى وهو في حالة حرجة، ويقوم اربعة من أهليته بخطف شقيق الجانى وابنه انتقاما منهم على اصابة ولدهم، الأمور لم تنته عند هذا الحد، لأن الخاطفين مجرد ما جاء اليهم نبأ وفاة ولدهم كان الانتقام على الطريقة الداعشية بقتل الابن امام أبيه. القضية تعود وقائعها الى منتصف عام 2017 عندما نشبت مشاجرة كبيرى بين عائلتين بقرية ابورجوان والتى بدأت بين شخصين وهم محمد سعد واحمد جمال والذى قام بالاتصال بوالده وعمه ليأتون لحمايته من بطش العائلة الأخرى، وفي ثواني معدودة جاء الاب والعم والذى كان يحمل "فرد خرطوش" واحتدمت المشاجرة ليقوم العم باطلاق عيار فرد خرطوش الهواء حتى يرهب العائلة الأخرى لكنهم استمروا في عراكهم معهم ليقوم باطلاق عيار أخر نحو احد اطراف العائلة الثانية ويدعى سعيد ليصيبه في صدره، وليسقط على أثرها ارضاً، ويقوم الأهالى بنقله لمستشفى البدرشين في محاولة منهم لإنقاذ حياته. واثناء ذلك قام اربعة من افراد عائلة سعيد بخطف احمد جمال ووالده وادخالهما الى منزلهم والاعتداء عليهم بالضرب ثم تكبيلهما من الخلف ونقلهم في احد التكاتك والتوجه بهم الى احد الأراضى الزراعية بعيدا عن الاعين. وطوال تلك الفترة وهم يترقبون حال مصابهم في المستشفى وما آلت اليه حالته لينظروا ماذا هم فاعلون بهم وكيف سينتقمون منهما حتى وصل اليهم خبر وفاة مصابهم. وفي لحظة كان قرار كتيبة الإعدام بقتل احد الأسيرين لكن اي منهما سيقتل كان هو السؤال بينهم؟ ليقع اختيارهم على قتل الابن امام ابيه حتى يمزقون قلبه وبدأ المتهمون الأربعة يوزعون الأدوار فيما بينهم امام الأب المكلوم، ثم بدأوا في التنفيذ بفك وثاق الابن وشل حركته ثم قام احدهم بتثبيت الأب حتى يرى ذبح ابنه ثم رفعوا رأس الابن وذبحوه كالشاه امام ابيه، وتركوا الاب مع جثة ابنه وهو مكبل بالحبال لا يستطيع فعل شيء، ظل الاب يصرخ حتى سمعه احد المارة ليتم ابلاغ مركز شرطة مباحث البدرشين. بدأ رجال المباحث في إجراء تحرياتهم حتى تم القبض على المتهمين واحالتهم للنيابة العامة والتى وجهت لهم اتهامات القتل عمداً مع سبق الاصرار والترصد بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على ذلك واعدوا لجريمتهم سلاح ابيض سكين ليحثوا اصابته الواردة بتقرير الطب الشرعى كما وجهت لهم النيابة اتهامات ضرب الاب واحداث اصابته والتى اعجزته لمدة 20 يوم، لتقرر في نهاية التحقيقات احالتهم الى محكمة جنايات الجيزة واحالة العم بتهمة الضرب افضي الى موت لابن العائلة الأخرى. وامام المحكمة انكر المتهمين الاتهامات الموجهة اليهم الا ان المحكمة استمعت الى شهادة الشهود وكذلك اطلعت على تقرير الطب الشرعى وانتهت الى الحكم على كتيبة الاعدام بالسجن المؤبد والسجن المشدد خمس سنوات للعم. المؤبد لكتيبة الاعدام