الضحية قبل ذبحه للجناة: سيبوا أبويا يربي إخواتي شقيق المجنى عليه: "طرحوه على بطنه وقاموا بذبحه أمام والده دون رحمة" ووالدته: "كان راجل البيت وراح فى غمضة عين ياريت كان ضربه وماقتلوش" شهدت محافظة الجيزة، جريمة مأساوية هزت منطقة أبورجوان بالبدرشين، حيث ذبح 5 من أفراد عائلة "البرعى" شابًا من عائلة "البنا" أخذاً بالثأر، لقيام عائلة المجنى عليه بقتل فرد من عائلة المتهمين بطلق نارى عن طريق الخطأ، فى أثناء مشاجرة على مبلغ مالي. وترجع بداية الواقعة، عندما نشبت مشاجرة بين شقيق الضحية حمادة جمال دعبس، ويدعى "إسلام"، وعمه "زينهم" من جهة، وأحد أفراد العائلة الأخرى ويدعى "سعيد"، من جهة أخرى، بسبب خلاف على مبلغ مالى، فقام "زينهم" بإطلاق عيار نارى على "سعيد" وتم نقله إلى المستشفى، فقام مجموعة من عائلة المجنى عليه "سعيد" باختطاف "حمادة" ووالده واقتادوهما إلى منطقة المقابر، وعندما وصلهم خبر وفاة "سعيد" فى المستشفى قاموا بذبح المجنى عليه "حمادة" على طريقة تنظيم "داعش" الإرهابي، من خلال فصل رأسه عن جسده أمام والده انتقامًا منه. انتقلت "المصريون" إلى مكان الحادث لمعرفة تفاصيل الجريمة البشعة التى لم تشهدها القرية من قبل، وأسفر عنها شاب فى عمر الزهور، لم يعرف بعد العداوة مع أحد، سوى أن شقيقه وعمه تورطا من قبل فى مشاجرة، أسفرت عن مقتل عامل، بسبب الخلاف على مبلغ مالي، لكنه لم يخطر فى باله أن الانتقام سيكون منه. الهدوء يسود القرية التى تحولت شوارعها إلى ثكنة عسكرية، وانتشار قوات الأمن فى جميع أنحاء القرية لمنع حدوث اشتباكات بين العائلتين، وعينت وزارة الداخلية خدمات أمنية بالقرية خشية تجدد الاشتباكات مرة أخرى، بعد القبض على 3 من الجناة وشقيق وعم المجنى عليه. ويقول محمد جمال، شقيق الضحية، الذى تم ذبحه أمام والده: "إحنا ناس بسيطة لا نملك فى حياتنا إلا لقمة العيش والبحث عن مصدر رزق حلال، وليس لنا فى المشاكل ولم نتشاجر مع أحد من قبل ويشهد لنا الجميع من أهل القرية بذلك"، ويصمت قليلا ويسترجع أحداث الواقعة قائلا: "بداية المشاجرة كانت بسبب خلافات مالية بين شقيقى حمادة المجنى عليه، وبين سعيد، أحد المتهمين من عائلة البرعي، وكان الأول مدينا للثانى بمبلغ مالي، فطلب منه أن يرد المبلغ الذى اقترضه منه فنشبت بينهما بعض المشادات، فقام سعيد بمساعدة أشقائه بخطف حمادة، واقتياده داخل منزلهم بالقوة". وأضاف شقيق المجنى عليه ل"المصريون": "عندما سمع والدى بما يحدث لنجله، ذهب مسرعًا للدفاع عنه، إلا أنهم تعدوا عليه بالضرب وخطفوه هو أيضا مع حمادة بالقوة، وعندما علم عمى بما يحدث لحمادة وشقيقه، أحضر فرد خرطوش لمحاولة الدفاع عنهما وإطلاق الأعيرة النارية فى الهواء، إلا أن أحد أفراد العائلة الأخرى تصدى له، وحاول أخذ السلاح منه بالقوة، فخرجت منه الرصاصة وأصابته بالخطأ فى الصدر فسقط "سعيد" غارقا فى دمائه. واستكمل: "أسرع أهل سعيد وقاموا بنقله إلى المستشفى لتلقى العلاج ولكنه لقى مصرعه فى أثناء إسعافه، وعندما علمت عائلته بخبر وفاة سعيد، اقتادوا والدى وحمادة، إلى قطعة أرض زراعية بجوار المقابر ، وقاموا بذبح حمادة بالسكين أمام أبيه دون أى رحمة". وتابع الشقيق المكلوم: أبويا حكى لى اللى حصل، وقالى إنهم فى أول الأمر كانوا يريدون قتله هو، ولكن حمادة قال لهم "لا سيبوا أبويا واقتلونى أنا عشان يربى إخواتي"، وطرحوه على بطنه وقام "محمد" بذبح حمادة، دون رحمة، وبعد انتهاء جريمتهم ذهبوا لتحرير محضر ضد والدى وعمي، الذى قتل المجنى عليه من عائلتهم برصاصة بالخطأ. وأضاف: "جاءت الشرطة وألقت القبض عليهما، ومع أن والدى ليس له ذنب ولم يرتكب أى جرم وهو كمان ضحية وشاهد نجله يذبح أمام عينه.. كما ألقت القبض على المتهمين بذبح حمادة، لكن ما زال 3 هاربين لأنهم كانوا 5 أشخاص فى أثناء تنفيذ جريمة الخطف، ولكن المتهم الأساسى المقبوض عليه هو من ذبحه". ولفت إلى أن والده تم نقله إلى المستشفى بسبب مرضه الشديد، وسوء حالته النفسية، بعدما تم ذبح نجله أمام عينه، ولم يقدر أن يفعل له شيئا سوى الصراخ. والتقت "المصريون" بعد ذلك ب"ناهد سليمان"، والدة المجنى عليه، بعيون مليئة بالدموع، وقلب تملؤه الحسرة قالت: "حرام اللى بيحصل ده، حسبى الله ونعم الوكيل إحنا عايشين فى غابة". وتابعت الأم المكلومة: "قتلوه ليه، كان طيب وغلبان ومحترم، ليه يحرمونا منه، أهل القرية يضربون به المثل فى الذوق والأخلاق، لم نصدق ما حدث له، راح فى غمضة عين ياريت كان ضربه وماقتلوش". واستكملت فى حاله شديدة من البكاء والحسرة على فقدانه: "كان راجل البيت وكنا بنعتمد عليه فى كل شيء، ولم يكن لديه أى خلافات مع أى شخص فى القرية، ومبيحبش المشاكل، وأصدقاؤه وجيرانه، لم يصدقوا ما حدث له". وطالبت الأم فى آخر الحديث والدموع تسيل من عينها، برجوع حق ابنها وإعدام المتهمين الخمسة، الذين قاموا بخطف نجلها وفصل رأسه عن جسده أمام والده دون رحمة. ومن جانبه، قال شهود عيان من أهالى القرية، والذين أكدوا أن المجنى عليه "حمادة" لم يتورط فى قتل المجنى عليه "سعيد.س" عامل، وأن السبب وراء مقتله، نشوب مشاجرة بينه وبين شقيق "حمادة" ويدعى "إسلام" وعمه "زينهم" بسبب الخلاف على مبلغ مالى، وأن "زينهم" أطلق عيارا ناريا أصاب المجنى عليه "سعيد"، مما دفع شقيقه وأفراد من عائلته لاختطاف حمادة ووالده إلى منطقة المقابر، وفور علمهم بخبر وفاة شقيقه بالمستشفى ارتكبوا الجريمة بذبح المجنى عليه "حمادة" أمام والده. كان الرائد أحمد صبحي، رئيس مباحث قسم شرطة البدرشين، قد تلقى بلاغا من الأهالى بنشوب مشاجرة وسقوط متوفين، على الفور انتقل ضباط المباحث إلى مكان الواقعة. وتبين من الانتقال، نشوب مشاجرة بين "سعيد.س.ع" 29عاما، عامل، مصاب بطلق خرطوش بالصدر، جثه هامدة، و"محمد.س.ع" 25 عاما، عامل، ينتميان لعائلة البرعي، (طرف أول)، وبين "حمادة.ج.م" 18 عاما، مصاب بجرح ذبحى بالرقبة، جثة هامدة، و"جمال.م" 48 عاما، عامل، والد المتوفى، "زينهم.ج.ا" 50 عاما، عم المجنى عليه، من عائلة البنا. بعمل التحريات، تبين نشوب مشاجرة بين الأول والثالث بسبب خلافات مالية بينهما، تدخل الطرفان لمناصرة ذويهم، فأطلق المتهم الخامس الأعيرة النارية على المجنى عليه الأول، وقام المتهم الثانى بطعن الثالث طعنة نافذة بالرقبة أودت بحياته. ونجحت القوات فى القبض على المتهمين، وبمواجهتهم اعترفوا بالواقعة، وتمكنت القوات من ضبط الأسلحة المستخدمة فى الواقعة. وتحرر المحضر اللازم بالواقعة رقم 4588 جنح قسم شرطة البدرشين لسنة 2017، وتولت النيابة التحقيق، والتى أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق.