لا يزعجني ما يجري علي الساحة في مصر رغم إثارته! لست مباليا بالحرب الضروس علي مقعد الرئاسة. لست مهتما بالصراع بين التيار الديني وفلول النظام السابق. ولست قلقا من الاحباط الذي أصاب شباب الثورة الحقيقيين الذين انزووا مؤقتا. ما يجري في مصر تماما مثل فيلم سينمائي »أكشن« مليء بالاثارة والتشويق ولكن نهايته معروفة.
المشكلة الأم في مصر هي الجهل. ولأن الأغلبية جاهلة فهي لن تستطيع استشراف المستقبل أبدا وستظل مرتبطة بالماضي والحاضر.. ولن تتوقع نهاية هذا الفيلم. والفيلم الذي نشاهده جميعا.. تدور أحداثه بين مجموعة من العواجيز.. »عواجيز الفكر والإرادة وليسوا عواجيز بالسن« نجحوا بالتآمر والخيانة والتشويه في إبعاد الشباب. وانزوي الشباب (وهم الأغلبية الحقيقية في مصر) وجلسوا يتفرجون علي صراع العواجيز. والعواجيز في مصر جبهتان: الأولي تيار ديني.. والثانية فلول النظام السابق. التيار الديني حصد مقاعد البرلمان ويسعي للاستيلاء علي مقعد الرئاسة بالمرة. وفلول النظام يرفضون التنازل عن آخر أمل وهو الفوز بمقعد الرئيس. ويدور الصراع علي أشده دون أن يلتفت أي من الجانبين الي العامل الحاسم في الصراع.. وهو الزمن
هؤلاء العواجيز الذين رفضوا ثورة الشباب في الخامس والعشرين من يناير 2011 ينحتون في الصخر من أجل البقاء.. يعاندون سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا. يفرحون بانزواء الشباب وابتعادهم ويعتقدون أن الساحة خلت لهم وأجهضوا الثورة ودفنوها وهم لا يعلمون الحقيقة ان الثورة لا تموت.. قد تمرض.. وقد تُسرق.. ولكنها أبدا لا تموت تماما كشمس الحقيقة اذا أشرقت فمن المستحيل اخفاء نورها. ولكنهم بعنادهم يحاولون إطفاء نور الشمس.
الآن ونحن في منتصف الصراع وقبل اعلان الفائز بمقعد الرئيس.. نستطيع أن نري المستقبل واضحا جليا. هؤلاء العواجيز ستسقط كل الأقنعة من فوق وجوههم. التيار الديني بدأ الخسارة بالفعل. وفلول النظام السابق خسروا قبل أن يبدأ الصراع. والفائز الحقيقي سيكون الشباب الذين يملكون سلاح الحسم في المعركة.. سلاح الزمن.
يا عواجيز مصر افهموا جيدا. المستقبل للشباب. مصر لن تعود عجوز وعاجزة كما تعودتم ان ترونها. مصر الشابة قادمة لا محالة. شبابها لن يترككم لتعيدوها الي ذلها وهوانها. وحتي لو أصاب الشباب الاحباط مؤقتاً كلها خمس سنوات وسيتسلمون مصر رغم أنفكم جميعا. ووقتها سيكتبون التاريخ الحقيقي وسيلاحق أولادكم وأحفادكم العار والخزي وأنتم في قبوركم.
يا شباب مصر.. اصبروا فما النصر إلا صبر ساعة. ويا عواجيز مصر.. يا من خنتم ثورتنا لم يتبق إلا القليل لتعرفوا ان شمس الثور مشرقة وستدخل كل مكان إلا قبوركم.