كتبت ناريمان ناجى منذ بضعة أيام، استيقظت على مكالمة – لم أتلق مثلها في حياتي – من د.رشا سمير أحد نشطاء المجتمع المدني في ملف المصابين و الشهداء " ناريمان،خالد توفى في القصر العيني و عايزين ندفنه" " توفى إزاي !!!"... وياريتني ما سألتها "دهسته العربية الدبلوماسية فأصيب بتهتك في العمود الفقري و في عظم الجمجمة و كسر في ذراعيه وساقيه و رصاصتين في عينيه". اتصلت بمن أعرف لسرعة دفنه و الصلاة عليه...و تمت الحمد لله في الخامسة عصراً من نفس اليوم بمسجد عمر مكرم. حالة توهان و تفكير وصورتان لا تغيبان عن ذهني "خالد -الفنانون " خالد رقد و تنقل بين المستشفيات منذ 28 يناير لعلاج يعطيه أمل في الحياة لكن كان الموت أسرع و فنانون طاروا على باريس و لندن منذ بدء الثورة و فنانون اختفوا تماماً و كأن البلد بلدهم وقت الفلوس و الأضواء فقط... الآف مثل خالد كل طموحهم مبلغ للعلاج لا يساوي إلا تكلفة رحلة و إقامة من اللي بيروحوها الفنانين كل سنة... ترفيه روح كان يساوي إنقاذ روح...لكن تساوي إيه روح شاب مصري بسيط غلبان قصاد مزاج فنان. عيشونا سنوات في وهم أن الفن رسالة و أنه مرآة المجتمع و أن الفنان هو أكثر إنسان تألماً لأوجاع الناس و أنه النبض الحي لكل مواطن مصري..و عشنا لسنوات خادعين أنفسنا و مخدوعين أنهم ثروة مصر و حاضرها و مستقبلها.( خدعونا فقالوا). البعض قال هم فنانين النظام مش مع الثورة،هقولك المهم هما مع مصر و لا... و لا هما مع مصر فقط:أخذ بلا عطاء...سعادة بلا حزن...يسرا لم نرها إلا في مهرجان "كان" بعد الثورة تتحدث عن الفيلم و عن مصر...عملتي إيه لمصر في الوقت الحقيقي للعطاء؟؟!!!.عمرو دياب الذي يقول دائما أنه قدوة كان معتكفا على ألبومه الجديدمتعففاً عن الحديث إلا من خلال متحدث رسمي من فرقته ليؤكد أن عمرو دياب بمصر و لم يرحل و يعد لأبومه الجديد...ناس تموت و ناس تعيش و هي بتموت كل يوم مش مهم...المهم ألبوم البشرية اللي هينقذ مصر من الانهيار. و الصدمة الأكبر كانت من لاعيبة الكل يعتبرهم قدوة... إنت فين يا أبوتريكة أنت و وائل جمعة و أحمد حسن...عمرنا ما قصرنا معاكم...لما رجعتم مهزومين من أم درمان..رفعانكم و جبرنا بخواطركم...فين المنتخب اللي كان بيرجع من البطولات نستقبله كأنه جيش الله المختار...نحسبكم على خير...لكن في هذا الموضوع لم نر منكم الخير. د.محمد شرف، دكتور بالجامعة الامريكية و أشهر الراعيين لملف المصابين والشهداء، أرسل لي ملف فيه حالات تلين الحجر ...منها حالة أصيبت ب30 خرطوش في رأسه و أخرجوا فقط 4 ويحتاج علاج بالخارج...شاب آخر على باب الله يعمل باليومية مصاب بخراطيش في الحوض و النتيجة شلل و خلل عصبي...دول بس حالتين من بين 9000 حالة...غير قلوب الأهالي المحروقة...و اللي عائلها استشهد في الثورة ففقدوا ذويهم وفقدوا القدرة على المعيشة مش معاهم جنيه. و الله شاهد على ما أقول...أم الشهيد محمد زين العابدين ابنها استشهد وابنها التاني مصاب و زوجها متوفي وعندها طفلة وهي مصابة بالروماتويد.!!! تعبنا و شبعنا من زمن الوهم و الكلام اللي عيشتونا فيه...لو كان النظام عمل جزء منكم، فاحنا عملناكم كلكم..دفعنا كثير من وقتنا و فلوسنا و معنوياتنا عشان ندعمكم لأننا صدقانكم في يوم... فينكم يا فنانين و يا لاعيبة ...خذلتونا...لا أنتم نبضنا... و لا أنتم مرآتنا... و لا حتى أشعرتمونا أنكم مننا... و حتى لا أكون ظالمة ومتجنية على اللاعيبة و الفنانين اتصلت بأصدقائي الأعزاء جدا الإعلامي خالد توحيد و السيناريست محمد دياب و الموزع الموسيقي أحمد عادل وسألتهم جميعا نفس السؤال:" الفنانون ( أو اللاعيبة) فينهم من ملف المصابين و الشهداء...و للأسف لم ألق رد يثلج صدري أو يخيب ظني بل زادوا همي بخيبة أمل في صوتهم" وخاصة محمد دياب الذي أطلق مبادرة بأن يتبرع الفنانون ب20% من دخلهم...لكن للأسف لم يستجب أحد له... آسفين يا فنانين...آسفين يا لاعيية...آسفين لأننا وثقنا بكم... و اعتبرناكم أملنا و نجاحنا و ثروتنا...اعتبرناكم أخواتنا و أهلنا...شكرا للثورة اللي أظهرت المعادن ...شكرا للثورة التي غربلت الفنانين فلم يتبق لنا إلا محمد صبحي...الفنان الحقيقي قبل و بعد الثورة...محمد صبحي الآن في جولة أوروبية ليدعم فكرة العشوائيات من الجاليات المصرية هناك و زار المصابين المصريين الذين يتلقوا علاج في فرنسا و ألمانيا... ودفع 100 ألف جنيه للعشوائيات و 10 الآف جينه لمؤسسة " نبني ".. صبحي ليس من أصحاب ال17 مليون جنيه في إعلان فودافون...أو ال15 مليون في فيلم الصيف...محمد صبحي ياما منعت له أمن الدولة أعمال فنية...لكن قبل أي شئ مصري... أبويا و أخوك و صحبك. و كعادتي أحب الحلول العملية...مش هقول نقاطعكم...بالعكس إحنا محتاجين نجمع ولا نفرق بس هنقاطع أعمالكم لحد ما تقدموا لنا حاجة تعبر عننا و عن مصر الثورة و كمان إحنا آسفين على كل جنيه دفعناه عملتم به جزء من فلوسكم...وبناءاً عليه محتاجين اللي دفعناه في أليوم غنائي أو حفلة أو سينما أو ماتش عشان نساعد أهلنا من المصابين و ندعم أسر الشهداء. أعتقد إنه حقنا...و بالذات الناس البسيطة اللي ماتت كانت تمجدكم بزيادة، و محتاجين حقهم. لكل مصري... لو عجبك كلامي انشره...و لو تعرف فنان أو لاعيب...ابعتهوله فوقه به... لكل فنان أو لاعيب ...لو قرأت مقالي بالصدفة...و حاسس فعلا أنك عايز تمد إيدك بالخير.أنا أقدر أدلك بكل سهولة على صندوق دعم مصابي وشهداء الثورة التابع لمجلس الوزراء. و عندي ألف حالة وحالة تتمنى منكم بس نظرة لتعيدوها للحياة. آسفين يا فنانين...آسفين يا لاعيبة...آسفين يا مصر...مش هنفرط في حقك تاني...