السيد الأستاذ/ محمود صلاح »رئيس تحرير أخبار الحوادث« تحية طيبة وبعد لقد طالعت باهتمام بالغ وألم شديد تقريركم الذي بمثابة ناقوس خطر لمصر المحروسة والذي عنوانه (آخر كلام ارحمونا من جرائم مدرسين آخر زمن!) والذي كان موضوع الغلاف للعدد 849 بتاريخ 91 مايو 0102. واتساءل اذا كان هذا هو واقعنا بلا رتوش فكيف سيكون المستقبل؟ بصراحة أنا معلم وأؤمن بهذه الرسالة وأعشقها وأتعبد بها الي الله، وباديء ذي بدء فأنا أتفق مع سيادتكم عن عدم الرضا عن الجرائم المؤسفة والمخزية التي عرضتم سيادتكم لها داخل التقرير فهي لا تتفق مع رسالة العلم والعلماء. وأنا أندد بهذه الممارسات بشدة وكنت أتمني أن أسمع تعقيب نقابة المعلمين ورد فعلها في حالة ثبوت ادانات لهؤلاء المعلمين الذين دنست ممارساتهم ثوب الرسالة السامية حتي يطمئن الرأي العام وأولياء الأمور أن للمهن التعليمية نقابة ترعي وتوجه وتصون أعضاها وتطهر نفسها بنفسها وتمد يد العون لمن يحتاج الي دعم فني وبناء قدرات من المعلمين والمعلمات. ولكن دعني أسترجع معك بعض الأحداث ولنبدأ بذات العدد 849 ألم يقتل الابن أباه؟ ص9، ص42، ألم تؤدب تلميذة الصغار بموس حلاقة؟ ص71. ألم يهرب 00081 زوج ويترك كل واحد منهم أسرته تواجه المجهول؟ ص81-91. ألم تتنازل الأم عن أولادها لأنها ستتزوج والأب يرفض حضانتهم؟ ص32 هؤلاء الأطفال فرصة ذهبية لعصابة الطبيب التي تتاجر بالأطفال.ص12. ألم يقتل الأب ابنته لعجزه عن تكاليف زفافها؟ص52. لعل سيادتك تذكر أيضا ما حدث منذ بضعة أسابيع مضت في احدي مداسر الاسكندرية حيث اعتدي بعض الطلاب علي معلمهم بالضرب لأنه طلب منهم الذهاب الي الفصل وعدم اللعب في فناء المدرسة في غير موعد حصة الألعاب. بصراحجة - وهذا ليس دفاعا عن المدرسين المخالفين أو المجرمين وإنما هو تحليل للواقع - ان الواقع العام كله مرير ويحتاج الي اعادة نظر وان مخالفات بعض المعلمين والجرائم التي ارتكبت ما هي إلا صدي لأوضاع متردية فقدت فيها كثير من القيم والأعراف والتقاليد والمعلمون هم جزء من كل. ان بداية الاصلاح يجب أن تبدأ من المدارس بلاشك فلو أخطأ العالم كله ما كان للمعلمين أن يخطئوا. ربما يحتاج المعلمون الي دورات تدريبية مكثفة لرفع مهاراتهم وتنميتها وصقلها والي لقاءات وندوات لتعديل الاتجاهات السلبية التي قد تك ون لدي بعضهم والي ورش عمل لاكسابهم معارف متجددة تخدم تخصصاتهم وتوجههم الي الطرق التربوية المناسبة التي تضمن لهم نجاحهم في عملهم وفي تعاملهم مع طلابهم وحسن احترامهم. وعلي حد علمي فأنا سمعت عن دليل موجود لدي الادارات القاننية بمديريات التربية والتعليم يسمي »تأديب الطالب« وهو دليل مرجعي في التعامل القانوني مع المخالفات التي يرتكبها التلاميذ ولكن معظم المعلمين - وأنا منهم - لم يقرأ هذا الدليل ولا يعرف شيئا عن محتواه بالرغم من أهميته فأتمني أن تنشره وزارة التربية والتعليم علي موقعها وأن تعقد دورات تدريبية وندوات للمعلمين للتعريف بمحتوي هذا الدليل لعله يكون عونا لهم في التعامل مع المشكلات الطلابية ولا يضع المعلمين تحت طائلة القانون ويرتكبون مخالفات حتي لو كانت نيتهم الاصلاح. واتفق مع سيادتكم في أن مشكلة المدرس لن تحلها الزيارات الميدانية فقط لوزير التربية والتعليم ولكن »..... لابد من وقفة كبيرة أمام سبل تأهيل واختيار المدرس واعطائه الوضع الذي يستحقه معنويا وماديا.. أيوه.. المشكلة كبيرة«. مدرس مفروس علي طول: محمد عبدالرسول