اخترت هذه الأبيات من ديوان "وحى الأربعين" لأستاذنا عباس محمود العقاد.. يقول فى الزمن: فشت الجهالة واستفاض المنكر فالحق يهمس والضلالة تجهر والصدق يسرى فى الظلام ملثما والزور يمشى فى النهار فيسفر إنا لفى زمن كأن كباره يسوى الكبائر شأنها لايكبر بئس الزمان لقد حسبت هواءه دنسا وأن بحاره لا تطهر وكأن كل الطيبات يردها فيه إلى شر الأمور مدبر رحم الله أستاذنا الكبير عباس العقاد وغفر له.. يا ترى أستاذنا لو كنت بيننا اليوم فى زماننا ورأيت وسمعت عجائبه ماذا كنت تكتب فى زمن غياب الضمير فى زحمة المادة وسقوط القيم والمثل العليا والأخلاقيات وأصبح السب والقذف من مبادئ بعض صحفيى الجرائد المسماة بالصفراء وأصبح الفرق بين المكسب الحلال والحرام كالخيط الرفيع بين ضياع القيم والفقر الأخلاقى.. ولنا أسوأ مثل وعلى سبيل المثال.. ما حدث من إحدى الجرائد التى غلفت الحرام بالحلال فنشرت الكاريكاتير والرسوم التى تسئ إلى سيدنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام نقلا عن المجلة الأجنبية ولم تراع شعور وجرح المسلمين فى سبيل السبق الصحفى.. ثم ما يحدث اليوم من الخوض فى الأعراض والبيوت ولعبة السب والقذف وفوضى العناوين المثيرة وانتشار الأقلام القذرة المتخصصة فى نشر الحقد والخطط بالصحافة التى تفضل الزعيم الراحل أنور السادات بإطلاقه عليها "السلطة الرابعة" وأصبحنا فى زمن العيب فيه سبقا صحفيا وآخر ما حدث من إحدى الصحف مع واحد من أهم رموز الفن فى مصر الفنان الكبير نور الشريف من صحافة التشهير متسولين الشهرة بالإساءة للشرفاء.. وأنا لا أستبعد أن تكون أياد قذرة مدفوعة الأجر للتشهير بأهم رموز الفن المصرى، وهنا لابد لنقابة الصحفيين مع القضاء أن تبحث عن حق الفن والصحافة الشريفة من عبث الصحافة "السوداء" وليست صفراء فقط!! وبالمناسبة هذه كلمة عتاب إلى الزميل الفاضل محمود صلاح رئيس تحرير جريدة أخبار الحوادث: يا عزيزى كان خطأ نشر صورة أستاذنا أنيس منصور على غلاف أحد أعداد المجلة تحت عنوان "النصاب أنيس منصور" حتى لو كان للعنوان أصل حكاية رواها أستاذنا أنيس منصور بنفسه عن تشابه الأسماء.. يا عزيزى الزميل محمود صلاح.. كثير من القراء لايقرأون إلا العناوين.. وصورة أستاذنا الكبير أنيس منصور على مجلة الحوادث غلط!! ونرجع للزمن.. وفى زمن سقوط القيم والجهل بقيمة رموز مصر.. لازال الجاهل مؤلف مسخرة الغباشى وبطريقة مستفزة لكل القيم يعرض الإعلان عن جهلهم طول النهار.. وعرض مسخرة شعر أمير الشعراء شوقى بك والذى استبدل كلمة "الرسول" "بغباشى" وتحول بيت الشعر. قم للمعلم وفِّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا وأصبح.. قم للمعلم ولو كنت ماشى كاد المعلم أن يكون غباشى وبكل أسف أن التعليم اليوم أفرز الكثير من المعلمين الذين يقفون "لغباشى" وهذا ما تؤكده أخبار الحوادث المؤلمة.. خبر يقول مدرس يتزعم عصابة لسرقة المنازل.. ومدرس يتحرش بتلميذاته وآخر يحاول الاعتداء على تلميذات الدروس الخصوصية.. ومدرس يكسر ذراع تلميذ، ومدرسة تفقأ عين تلميذ.. وغير ذلك من أخبارهم فى الحوادث كتير.. وفى زمن البطالة والضياع.. الطبيب الذى يعتدى على مريضاته ويصورهن عرايا.. والطبيب القاتل.. والطبيب النصاب.. ومحاسب البنك يختلس أموال البنك ومهندس يسرق ومهندسة تنصب.. والبقية تأتى.. فى زمن الجعان المحروم من الفقر ويقرأ ويسمع عن ملايين الفن وأجور الفنانين إلى ستة ملايين واللى وصل إلى عشرة ملايين ثم الآلاف التى توزع فى البرامج التافهة التى تصل إلى "خمسين ألفا" ومائة وخمسين ألفا" هذا علاوة على مئات الألوف أجرا عن الحلقة الواحدة لمقدمى هذه البرامج من البدعة الجديدة، وهى بعثرة البرامج على الفنانين والغرباء من المذيعات وركن مذيعاته المحترمات فى برامج غير مدروسة ولا معدة جيدا،والمطلوب مذيعات على راحتهم وبلا رقابة؛ الصدر والأكتاف العارية والكلام الفارغ والضحك والتقصع وقبض الآلاف عن كل حلقة.. التى وصلت لإحداهن مائة ألف جنيه فى الحلقة!! هذا علاوة على استفزاز الفقر والجوع بإعلان مثل "الخروف فى الصينية كامل فى الفرن". كما أقدم خالص تحياتى إلى سيادة وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلى.. سيدى وزير الصحة قلبى عندك فى هجمة الأنفلونزا اللعينة باسميها.. ومع ذلك رجاء متابعة المستشفيات لتتعرف على ما يتكبده الإنسان الفقير المحتاج للعلاج والمتابعة الإنسانية وتشاهد بنفسك الأم نايمة على الرصيف أمام "مستشفى أبوالريش" لأنها من الأرياف وتحضر كل يوم يقولون لها تعالى بكرة وغيرها؛ حكايات كثيرة عن مطاريد المستشفيات الحكومية وأغلبهم من زباين وزارة الصحة والتأمين الصحى مع خالص تحياتى واحترامى لنشاطك لمكافحة المخاطر الصحية ووباء الأنفلونزا، كفاك الله وكفانا شر الأوبئة!! أما هذه فإلى سيادة وزير التربية والتعليم يا سيادة الوزير دكتور يسرى الجمل يا ريت تحاول زيارة المدارس بدون إعلان ولا إعلام حتى لا تظهر الزيارة كوميدية.... بظهور أحد الفصول وكل تلاميذ الفصل لابسين الكمامة ويا ريت تكون زياراتك التفتيشية بلا إعلام ويكفى قراءة الخبر بدون صور كوميدية.. وكل بداية دراسة وأنت بخير وسلام. وأخيرا أرجو أن تتقبل منى ألف تحية احترام وشكر السيدة الفاضلة مها هانم حسن الشريف التى وجدت "محفظتى" التى سرقها منى أحد الباعة وأخذ ما بها من فلوس وقذف بها على باب العمارة المجاورة لسكنى بما فيها من أوراق مهمة وكارنيه النقابة وأرقام تليفونات مهمة وجدتها السيدة الفاضلة بالبحث عن رقم تليفونى وتفضلت بالاتصال بى وأعادت لى المحفظة بما فيها من أوراق.. شكرا سيدتى العزيزة مها هانم حسن الشريف!!.. وإليكم الحب كله وتصبحون على حب.