من ديوان «أعاصير مغرب» لأستاذنا عباس العقاد اخترت هذه الأبيات التى كتبها عن الزمان.. قال: فشت الجهالة واستفاض المنكر والصدق يسرى فى الظلام ملثما أنا لفى زمن كأن كباره بئس الزمان لقد حسبت هواءه وثب اللئام إلى ذراه فقهقهوا فالحق يهمس والضلالة تجهر والزور يمشى فى النهار فيسفر يسوى الكبائر شأنها لايكبر دنسا وأن بحاره لا تطهر إن القرود فبالتسلق أخبر صدق أستاذنا العقاد رحمه الله.. وكأنه يصف زماننا اليوم زمن الكوميديا والقرود المتسلقة فى جميع المجالات وما أكثرهم فى الإعلام والصحافة.. وبعد.. من كوميديا الزمن ما يحدث من وقفات على «سلم نقابة الصحفيين» للمشاغبين من كل الفئات، وأخيرا كانت وقفة الصحفيين من أبناء النقابة لما حاولوا المطالبة بحقوقهم وقفوا على السلالم ونشروا بلاوينا وأسرارنا للناس فى الشارع وعلى باب «بيتهم» نقابتهم.. مش قادرة أفهم كيف يحترم صحفى نفسه حين يقف ويهلل على باب نقابته يطالب بحقوقه ويفرج ناس الشارع عليه.. وكيف بعد هذه الفضيحة الصحفية يطلب منه قارئ أن يدافع عنه، ويطالب له بحقه فى الصحافة، وهو يعلن على باب نقابته أنه والنقابة عاجزة عن الدفاع عنه وداخل النقابة بيته.. وعلى رأى المتنبى «كم فيك يا مصر من مضحكات».. على فكرة يا صديقى العزيز «مكرم محمد أحمد» - نقيب الصحفيين - بعد شهرة سلالم النقابة انتظر وقفة للفول السودانى ليطالب بكرامته والجمبرى يصرخ بحقه فى إعادة إعلاناتهم السخيفة ومن يطالب بحق الطماطم فى ارتفاع أسعارها !.. وبالمناسبة.. حادث إقالة الزميل إبراهيم عيسى وما دار حوله من حكايات وروايات.. أيقظت ما نام من ذكرياتى ونشطت ذاكرتى فتذكرت كم من كبار الصحافة أقيلوا من رئاسة التحرير ومن الصحافة أولهم كان أستاذنا الحبيب إحسان عبد القدوس أقيل مرتين الأولى من روزاليوسف والثانية من أخبار اليوم.. وكبار الصحافة مصطفى وعلى أمين أقيلا ومنعا من دخول مبنى أخبار اليوم والأستاذ الكبير أحمد الصاوى محمد أقيل من رئاسة تحرير الأهرام ومنع من دخول مكتبه ومبنى الأهرام بأمر الأستاذ هيكل الذى حل محله.. وأستاذنا الكبير عبد الرحمن الشرقاوى أقيل من روزاليوسف رغم أنه كان قد تقدم باستقالته، والعزيز صلاح حافظ وفتحى غانم.. وعبد العزيز خميس عندما منع من دخول روزاليوسف.. والكثيرون الذين وزعوا على محلات القطاع العام ومديرية التحرير، فكنا نلتقى بهم فى محلات عمر أفندى وهانو وبونتريمولى.. للأسف يا عزيزى نقيب الصحفيين.. لم يكن سلم النقابة موجودا أيامهم.. لكان زمانهم واقفين على سلم النقابة، ونحن معهم حتى الآن !! أما هذا يا صديقى العزيز مكرم محمد أحمد فيبدو أنك انشغلت بمشاكل السلم ونسيت أهم ما يحتاجه الصحفيون، وهو موضوع قانون النقابة الذى فى حاجة للتغيير لصالح الصحفيين جميعا بداية من النقيب حتى طلبة قسم الصحافة.. تغيير القانون الحالى الذى يحرم من يصل لسن المعاش من كل ما يتمتع به عضو أى نقابة من حق الانتخاب ومزاولة حقوقه النقابية ، كما يحدث فى كل النقابات قانون النقابة الأزلى الذى يجعل نقابة الصحفيين دورها كدور أى «مخدم» بعد سن المعاش يطرده من الخدمة النقابية والمشاركة فيها وأظن يا صديقى العزيز مكرم أننى تكلمت معك أكثر من مرة وأمام صديق العمر العزيز صفوت الشريف بصفته رئيسا للمجلس الأعلى للصحافة ورئيسا لمجلس الشورى ، وكان أيضا المطلوب للصحفى النقابى الذى يمتد عمره إلى 65 عاما بدلا من 60 عاما للمعاش.. رجاء تغيير قانون النقابة الأزلى بما يخدم الصحافة والصحفيين.. ويحترم حقوق الصحفى بعد المعاش واتصاله الدائم بالنقابة، هذا أهم ما يحتاجه الصحفى فى زمن العزيز وصديق العمر صفوت الشريف أدام الله عليه الصحة والنشاط والنجاح والحب.. وإليك يا عزيزى مكرم كل الحب والتحية، ومنتظرين منك كل خير.. وكل سنة وأنت بخير وحب !! وبعد.. هذه كلمة إلى كل مسئول عن إعلان مستشفى «سرطان الأطفال» كيف سمحت له عبقريته وبدون رحمة وإنسانية أو ذوق إنسانى أن يعرض إعلانات تظهر الأطفال المرضى وصورتهم المؤلمة حتى إعلانات نصر أكتوبر وأهل الشهداء بدلا من تكريمهم نضع بين أيديهم طفلا مريضا لا حول له ولا قوة مجرد منظر لا هو فاهم ولا مستوعب ما تقوله أم الشهيد أو بنت الشهيد وهى تذكره بمرضه كيف تطلب من طفل فى أشد أيام مرضه أن ينتصر على مرضه.. يا لها من سخافة بفكرة غير إنسانية وبدون احترام أو رحمة لأهالى الأطفال المرضى بعرض صورهم المؤلمة لطلب التبرع للمستشفى تمام كشحاتين الشوارع الذين يشحتون على الأطفال المرضى والمعاقين.. يا عالم هذا الإعلان لم يراع الذوق والرحمة والإنسانية واحترام المشاهد !.. وأخيرا هذه الكلمات الشعرية من الابنة الصغرى الطالبة فى السادسة الابتدائى «ريم محمد راشد».. يا عزيزتى ريم هذه بعض كلماتك مع حبى.. تقول ريم.. فى الوطن كل ما ييجى الليل يقل معاه الأمان مع إنه وطن أبويا وأمى وحبيبتى مصر كمان مع إنه كان غير كده خالص زمان إليكم الحب كله وتصبحون على حب..